تجربتي مع الكتابة الإبداعية: من التدوين إلى نشرِ الكتب.

يحتاجُ كلٌ منا اليوم في عصرِ التكنولوجيا والبيزنيس إلى مهارةٍ يكتسبها بالتعلم والتدربِ، أو يطورُ موهبةً نمت معه منذُ الصغر ليحولها إلى مشروعٍ خاصّ، سواء مشروع إبداعي أو تجاري، ولمَا لا الاثنين معًا؟ لطالما أحببتُ الكتابة وتوجهت لها دون نية مسبقةً في الدخول إلى حقلِ الكتابة الإبداعية، أو الصحافة، أو غيرها من المجالات المعتمدة على الكتابة، ولكن تحول الأمر إلى ذلك.

في هذا المقال، أقدم تجربتي الخاصة مع الكتابة، وكيفَ تكتشف مهارتكَ في هذا المجال وتستغلها؟

البداية على الفيس بوك

في البداية لم يكن الأمر بدافعِ النشرِ، ولا تجسيد فكرةِ الكتاب، لقد بدأتُ بتدويناتٍ على صفحةِ الفيس بوك ومدونتي الخاصة، تدوينات متنوعة بين النصوص النثرية، مراجعات الكتب والأفلام، ثم مقالات رأي قصيرة. لقد سمح لي الفيس بوك وعالم الإنترنت عمومًا بمشاركةِ تجربتي الكتابية مع عددٍ كبير من الناسِ المهتمين بهذا العالم، تبادلنا الآراء والكتابات، حتى إنني تلقيت توجيهاتٍ من كتابٍ قطعوا شوطًا مهمًّا في حقلِ الكتابةِ، هُنا طلب مني النشر على بعض المنصات المهتمة بالكتابةِ الإبداعية.

لقد كان بالفعلِ الموضوع داعمًا جدًّا للاستمرار، وصرتُ أقضي الوقت خارج التزامات الجامعة، ثم بعدُ العمل في الكتابةِ والتجريب.

التجريب والمحاولة العاملان الأساسيان للاستمرارية

تحتاج الكتابة إلى التجريب، والمحاولاتِ المستمرةِ، تحتاج إلى دعمٍ من أناسٍ موضوعيين، يقدمون ملاحظاتِ تهدف إلى تحسين لغتك وأسلوبك وتأخذ بيدك نحو الأفكار، وليس من يريدون تحطيمك أو يدعمونكَ بطريقةٍ مبالغةٍ دون الإشارة لأخطائكَ، وهذا حسب تجربتي يتحقق مع الوقتِ والتفريق بين الاثنين.

كلُ ما عليكَ فعله هذه الفترة، أن تمنح من وقتكَ وجهدكَ لمحاولاتِ الكتابة، أكتب في كلّ شيء وعن أي شيء طالما لا تنشره في كتابٍ مبدئيًّا وحاول أن تتبادل الآراء مع من يهتمون بذلك.

كيف تسعى لتطوير مواضيعك وأسلوبك؟

قضايا المجتمع: يجب أن يسعى الكاتب دومًا لتطوير مهاراته من خلالِ كل ما يعيشه، ويُقدم له. تأتي أفكار الكتابة بدايةً مما يعيشه الإنسان في مجتمعه، من قضايا، مواقف ومشاكل، ويقوم الكاتب بتحويلها إلى نصوصٍ ومقالات معبرًا عن رأيه أو ناقلًا لآراء الآخرين أو حتى آراءِ كتابٍ أو باحثين، فالكتابة عن كل ما يدور حول الكاتب طريقة مهمة لتدربهِ.

القراءة: تُعد القراءة أفضل وسيلةٍ تطور للكاتب لغته، وتمدهُ بأفكارٍ وتوسع آفاق تفكيره، لذلك على المهتم بالكتابة أن يختار جيدًا الكتب أو المجلات التي يداومُ قراءتها فيأخذ من أسلوبِ الكاتب، وأيضًا من توجهه الفكري.

إذا كنت محدداً لما تريد الكتابة فيه أو لا، فمن المهم القراءة بشكلٍ عامٍ وفي جميع المواضيع فبالنهاية هي إثراء لك.

القضايا الذاتية: تعتمد الكتابة الإبداعية كثيرًا على قضايا الفردِ، محنه الخاصة، آلامه وصراعاته أمام نفسه وأمام الآخرين، وغالباً ما تتحولُ إلى قصصٍ، وروايات أو حتى سردياتٍ ذاتية بالغةٍ في التأثير على القارئ، لذا فمن المهم أن يكتب المتمرس في الكتابة، عن محنهِ الخاصة وحياته التي يواجهها في المرآة أولا.

الفن: يساعد الانشغال بالفن البصري أو السمعي أو كليهما معًا، على التعرف على الإنسان والمجتمعات وهواجسهما وقضاياهما أكثر فهو بالضرورة يساعدُ الكاتب على تكوين أفكارٍ ومواضيع جديدة ليس فقط من أجلِ الكتابة ولكن أيضًا من أجل البحث أكثر وتوسيع اهتماماته.

ليسَ من السهل الاستمرارية في الكتابةِ دومًا، خاصةً بما تفرضه الحياة وظروفها من التزامات، وخاصةً أن البداية لا تكون بمردودٍ مادي غالبًا، ولكن من المهم جدًّا أن يواصلَ المتمرس التجريب، فالكتابة حرفة، يفقدها المرء بالتوقف عنها، وليعرفَ جيدًا أيّ مجالٍ يستطيع المواصلة فيهِ، الكتابة الإبداعية، الصحافة، أو المقالات.

تجربة النشر

بعدَ محاولاتٍ عدةٍ في كتابة القصة والنصوص، توجهت للنشر الإلكتروني على مواقع خاصة مجانية، وجمعتُ بعضًا من قصصي ونصوصي، وحولتها على شكلِ كتبٍ إلكترونية ورفعتها على الموقعِ، وهكذا كانت أول خطوةٍ لي في مجال الكتابة الإبداعية ككاتبة لها إصدارات خاصة بها، كانت خطوة فكرت فيها كثيرًا وتلقيت دعمًا معنويًّا رائعًا من مقربين ومهتمين بالكتابة حولي، وهذا ما دفعني جديًّا للخطو تجاه ذلك، بعدها قررت إطلاقَ ديوانٍ ورقي مع دار نشر.

تُشبه الكتابة الكثير من المجالات، لا وصولَ مطلقٌ فيها، كل خطوة تحرضك على ما بعدها، وكلُ إنتاجٍ يدفعك لتكراره الفعلة، تحتاج منكَ صبرًا وشغفًا كبيرين، للتعلم المستمرِ، والمواصلة في التجريب والمحاولةِ وتطوير اللغة بشكلٍ دائمٍ.

إليك أيضًا

• هل تعرف شيئا عن مصادر النشر الإلكتروني؟
• أين أنشر مقالاتي؟
• كيف تعرض كتابك على دور النشر؟