لا وجود لما يسمى طعام سيئ “4 مفاهيم غذائية يجب أن تُصحح”
للعبارات والكلمات التي نستخدمها في وصف طعامنا دور كبير في التأثير على علاقتنا بالطعام والغذاء، فلا وجود لما يسمى طعام سيئ
add تابِعني remove_red_eye 518
لا يختلف اثنان على مدى قوة الكلمة وتأثيرها على تشكيل أفكار الإنسان وتصوراته، فالكلمات المُتلفظ بها لا تدل على ما يجول في خواطرنا فقط بل مع كثرة تكرارها ستؤثر تلقائيًّا في أفكارنا وعقلنا الباطن، ولهذا كان للعبارات والكلمات التي نستخدمها في وصف طعامنا دور كبير في التأثير على علاقتنا بالطعام والغذاء، ومن هذا المنطلق كتبت إيلي كريغر Ellie Krieger (وهي أخصائية تغذية علاجية معتمدة وكاتبة في صحيفة واشنطن بوست) عن تأثير الكلمات والعبارات المستخدمة عند الحديث عن المفاهيم الغذائية.
المفاهيم الغذائية التي يدل تكرارها على وجود مشكلة متزايدة في طبيعة العلاقة الصحية مع مفهوم الطعام والتغذية، مما جعلها تتواصل مع أخصائي تغذية لتجمع أكثر العبارات الغذائية الخاطئة استخدامًا والتي تؤدي إلى ارتباط غير صحي بالطعام المؤدي بدوره إلى مشاكل صحية وسلوكية أخرى، ولنبدأ بالعبارة الأولى،
طعام “جيد” أو “سيء”
وهي أكثر العبارات استخدامًا، لذلك كانت في رأس قائمة المقولات الخاطئة، فتصنيف الطعام بين “جيد وسيء” يحصر مفهوم الطعام بين خياري الأبيض والأسود فقط، ويصرف التركيز عن الصورة الكاملة لأسلوب غذاء وحياة الإنسان المؤثران في صحته إما سلبًا أو إيجابًا، لأن غذاء الإنسان لا ينحصر بنوع واحد من الأطعمة، فعلى سبيل المثال عند تناول الإنسان لكميات كبيرة من البروكولي المصنف كطعام جيد فإنه سيشعر بالملل من صنف واحد في نهاية المطاف.
فمن جانب آخر كتبت كريس مور (من مؤسسي شركة Mohr Results للاستشارات الغذائية): حتى الطعام الذي يعتبر غير مثاليٍّ بفوائده الغذائية والصحية يحمل فوائد أخرى غير قابلة للقياس الحسي، كوجبة البيتزا التي يتم تصنيفها عادة “بالسيئة” لاحتوائها على النشويات المكررة وكمية عالية من الدهون فيتم تناول كميات كبيرة منها بسهولة، ولكنها الوجبة المحببة للكثيرين، فهي وجبة يجتمع على تناولها العائلة والأصدقاء وتشجعهم على تبادل الأحاديث والضحكات، وبهذا يتحول الطعام السيئ إلى غذاء للروح.
ويضيف أخصائيِّ التغذية عن تأثير هذه العبارة في إطلاق الأحكام على الآخرين بناء على الصنف الذي يتناولونه، وأيضًا في نظرة الشخص لنفسه وزيادة شعوره بالذنب، فيشعر بأنه سيئ إذا تناول البيتزا وجيد إذا كان طبقه عبارة عن البروكولي. ولذلك لا يمكن تصنيف الطعام بين جيد وسيئ عندما كان طعام الإنسان متنوعًا وارتباطه به ليس فقط غذاء للجسد بل يشمل ارتباطًا روحيًّا وسلوكيًّا وحسيًّا، ولهذا كانت العبارة الأصح: هناك أصناف طعام أفضل من غيرها يمكننا تناولها.
clean Eating “الأكل النظيف”
وهي فلسفة تشجع على تناول الطعام الصحي الأقل معالجةً صناعيةً، والتركيز على الطعام الطبيعي غير المعالج أو المصنع، ويندرج مفهومها تحت عبارة “السيء والجيد”، فقد تحولت هذه الفلسفة بشكل ما إلى عبارة تسويقية ونظام غذائي مُحبب لمؤثري وسائل التواصل الاجتماعي لتقييم أصناف الطعام وطريقة غذاء الناس، فتحول المفهوم لشكل آخر من أشكال الشعور بالعار والخجل من الجسد ونمط الغذاء “Body and Food-shaming” مثلما أوضحت جاكلين لندن (مؤلفة كتاب “Dressing on the Side” ومديرة التغذية في Good Housekeeping).
وتنتقد إليزابيث وورد مصطلح “الطعام النظيف”، حيث كتبت في مدونتها Better Is the New Perfect: لا يمكنني تجاوز فكرة أنك إن لم تكن تأكل طعامًا نظيفًا ،clean, فأنت تأكل طعامًا قذرًا ،dirty. وتأثير هذا المصطلح يشبه تأثير تحديد الطعام “بسيئ وجيد” فيؤدي إلى مشاكل صحية سلوكية ولوم للنفس والشعور بالذنب، ومنها اللجوء لتناول الطعام بكثرة كردة فعل على الحرمان والشعور المزعج بالذنب.
“Guilty pleasure” الاستمتاع مع الشعور بالذنب
مفهوم آخر يربط تناول الطعام بالذنب والعار، وتستخدم هذه العبارة لوصف وجبة أو عدة وجبات غير صحية، اللاتي يتم تناولهن كنوع من الاستراحة المؤقتة عند اتباع نظام غذائي صحي، وكأن الشخص يقوم بفعل ليس من حقه أو يجب أن يشعر بالذنب ويلوم نفسه إن قام به. “تناول الطعام لا يعد غِشًّا، ولا يجب أن يكون شعور الذنب مرتبطًا باختياراتنا للطعام” وتكمل وورد “لستَ بحاجة لأن يكون نظامك الغذائي مثاليًّا، شعور الذنب سيحرمك من الاستمتاع بتناول الطعام وبالتالي سيؤدي إلى الشعور بالعار والخجل من النفس ومن ثم سيمنعك من القيام باختيارات أصحّ وأفضل للطعام:
وتتابع وورد: لأن أهم نقطة في النظام الصحي هو أن يكون الإنسان واعياً لما يأكل ومن ثم عدم استسلامه لشعور الذنب عند تناول الطعام سواء أكانت الوجبة عبارة عن قطعة حلوى أو خضار.
“Low-Carb / cutting Carbs” قطع الكاربوهيدرات أو الحد من تناولها
تُكمل إيلي مقالها: نعم، لقد أيقنا نحن أخصائيو التغذية أن الناس سيتمكنون من إنقاص وزنهم بشكل أفضل عندما يُقلِّلون من تناول السكريات والنشويات المعالجة، ولكن بطريقة ما أصبح مصطلح الكاربوهيدرات (النشويات) مرتبط بأصناف الطعام الغير صحي، وهذا بحد ذاته ربط فيه إشكال كبير لأن غالبية أصناف الطعام التي تُعد من الأكثر فائدة حول العالم تحتوي على النشويات.
وكتبت Marjorie (مالكة MNC Nutrition والمتحدثة الرسمية لأكاديمية الغذاء والحمية): لقد تم سؤالي عن إن كان تناول الفاكهة لمرة واحدة في الأسبوع أمرٌ صحيٌّ، وصدور مثل هذا السؤال من قبل أشخاص يحاولون التحسين من نمط غذائهم وصحتهم، ينمّ عن وجود تشوّهٍ حقيقي في نظرة المجتمع للطعام وعلاقتهم به.
وتتحدث ويندي لوبيز (المؤسس المشارك لمنصة Food Heaven Made Easy) عن أكثر مقولة مزعجة يتلفظ بها الناس وهي أن النشويات مُضرّة بالصحة حيث قالت: يعتقد الناس أنهم يأكلون طعامًا صحيًا عند تقليلهم للكاربوهيدرات (النشويات) وهذا غير صحيح لأن الكاربوهيدرات موجودة في الكثير من الأطعمة المغذية واللذيذة بصرف النظر عن الخبز والمعكرونة والحبوب، فيمكن العثور عليها أيضًا في المكسرات والفواكه والخضروات والبقوليات بالإضافة إلى أنها تزود أجسامنا بالطاقة والتغذية والإحساس بالرضى.
لا ينبغي أن يندرج خيار تناول الكاربوهيدرات تحت عبارة “كل شيء أو لا شيء”، بمعنى إما أن أسرف في تناول النشويات أو أن أتوقف عن تناولها مطلقًا بل من الأفضل الاستمتاع بتناولها بشكل متوازن مع التركيز على الأصناف الأكثر فائدة والأقل معالجة صناعية.
وخلاصة القول إن الكثير من العبارات المتعلقة بالمفاهيم الغذائية وبطعامنا تجعلنا حبيسي أفكار مختزلة تضعك بين خيارين إما كل شيء أو لا شيء “all-or-nothing” تمنعنا من المحافظة على صحتنا وراحتنا الشاملة، لذلك في المرة القادمة عندما يستخدم الآخرون أحد تلك العبارات حاول أن تلتقط أنفاسك وتصرف النظر عنهم لتستطيع رؤية الصورة الأكبر والأكثر دقة عن الغذاء الصحي المتكامل الذي لا يختزل بنوع أو صنف واحد أو طريقة غذاء واحدة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 518
مقال ممتع ومثير حول الطعام
link https://ziid.net/?p=93515