أسرار لا تعرفها عن شعرك
لا يكتفي بكونه مظهر من مظاهر الجمال، بل يلعب الشعر العديد من الأدوار ويحتفظ بالكثير من الأسرار التي تزيد من أهميته لدينا.
add تابِعني remove_red_eye 516
هل سألت نفسك يومًا لماذا لدينا شعر؟ ولماذا يتوزع في رأسنا وأنحاء من جسدنا، ويتساقط ويتعرض للتقصف أو يزداد طوله مع مرور الزمن؟ وهل له فوائد أخرى غير فوائده الجمالية؟ وهل هناك أسرار لا تعرفها عن شعرك؟ لنبدأ بتقصي بعض هذه الحقائق معًا.
لقد تبين أن متوسط عدد الشعر لدى الشخص البالغ حوالي 100000 شعرة، وعدد بُصيلات الشعر حوالي 150000 بصيلة في فروة الرأس و5 ملايين بصيلة متوزعة في أنحاء الجسم ما عدا راحتي اليد وباطن القدمين، وهنا يتبادر السؤال إلى أذهاننا، يا ترى هل هذا العدد ثابت؟ وهل هو واحد لجميع الناس؟ وهل هناك عوامل تؤثر عليه؟
لكل شخص عدد ثابت من البصيلات ولا يتغير مع مرور الزمن، لكنه يختلف من شخص لآخر وهو متعلق بالوراثة، فقد وجدت بعض الدراسات أن أصحاب الشعر الأشقر الطبيعي لديهم أكبر عدد من البصيلات ويصل لحوالي 150000 شعرة، أما أصحاب الشعر الأحمر الطبيعي فلديهم أقل عدد حوالي 90000 شعرة. وهنالك بعض الأمور الأخرى التي تؤثر على عدد الشعر، ولكنها لا تؤثر على عدد البصيلات لأنه ثابت، مثل: بعض الأمراض كاضطرابات الغدة الدرقية والثعلبة، عوز بعض الفيتامينات والعناصر المعدنية، إزالة الشعر بالليزر، بعض الأدوية مثل أدوية السرطان، والإجهاد، والتوتر، وغيرها.
دورة حياة الشعر
يمر الشعر بدورة حياة أظنها تشبه دورة حياة أوراق الشجر إلى حد كبير، فهي تمر بثلاثة مراحل:
مرحلة النمو(الأناجين)
في هذه المرحلة ينمو الشعر داخل البصيلات ويكون حوالي 85-90% من الشعر في مرحلة النمو، قد يكون نمو الشعر في الصيف أسرع منه في الشتاء، تستمر مرحلة النمو حوالي 3-5 سنوات.
مرحلة التراجع(الكاتاجين)
هي مرحلة قصيرة يتوقف فيها الشعر عن النمو لكنه يبقى في البصيلات، ويتحضر ليدخل مرحلة التساقط.
مرحلة التساقط(التيلوجين)
نسميها أيضًا مرحلة الراحة وفيها يتساقط الشعر، بعدها تكون بصيلات الشعر غير فعالة لمدة 3 شهور ثم تتم إعادة دورة حياة الشعر من جديد. إن كل بصيلة مستقلة عن غيرها وتدخل في دورة النمو في أوقات مختلفة، لو كان الأمر غير ذلك كنا قد تعرضنا لتساقط كل الشعر دفعة واحدة.
المعدل الطبيعي لتساقط الشعر هو حوالي 50-100 شعرة في اليوم، في بعض الأحيان يحدث خلل في هذه الدورة نتيجة بعض العوامل كالعوامل الهرمونية أو المرضية وغيرها، هذا الخلل قد يجعل نمو الشعر أقل بالمقارنة مع الكمية المتساقطة.
قوة ومرونة الشعر
يتمتع الشعر بقوة مميزة والأمر عائد لبنيته الفريدة، الشعرة الواحدة مؤلفة من جزأين الأول هو بصيلة الشعرة وهي الجزء الحي منها والموجود تحت الجلد، الجزء الثاني يسمى ساق الشعرة وهو الجزء الذي ينمو فوق سطح الجلد، والقوة هنا عائدة لساق الشعرة، حيث وجدت دراسات أن خصلة الشعر بإمكانها تحمل وزنًا يصل حتى 100 غرام، كيف لا وهذه الخصلة الرقيقة والرفيعة جِدًّا مكونة من ثلاث طبقات تتآزر معًا لتجعل الشعر قويًّا بما فيه الكفاية ليذهلنا، حتى إن قوَّته هذه ألهمت بعض العلماء بالبحث عن مواد جديدة شبيهة لاستخدامها كدروع واقية من الرصاص.
أما مرونته فهي التي تجعله قابلا للتمدد، فالشعر الجاف بإمكانه التمدد بنسبة 1.3-1.4 مرة عن طوله الأصلي (لذلك نرى أصحاب الشعر المجعد يتمتعون بشعر أطول عند فرده وتسبيله)، وعندما يكون الشعر مبللًا فهو يتمدد بنسبة 1.5 مرة عن طوله الأصلي (لا بد أنك لاحظت ذلك بعد السباحة أو الاستحمام).
يحتفظ شعرك بمعلومات وأسرار عنك
ينمو الشعر حاملًا معه معلوماتنا البيولوجية ليخبرنا أسرارًا عن جسمنا، فكم مرة زرت فيها الطبيب بشكوى تساقط الشعر مما جعله يستقصي عددًا من الأمراض التي كان تساقط شعرك عرضًا لها، وباستطاعتنا أن نستدل أيضًا من خلال شعرك عن بعض الأدوية التي تتناولها، أو عن النقص في الوارد الغذائي وعوز بعض العناصر المهمة وحتى عن التسمم ببعض المعادن، كل هذه المعلومات يقدمها شعرك لنا.
كيف يخزن شعرنا هذه المعلومات؟
عندما نتناول شيئًا ما، سيتعرض لعملية الامتصاص وينتقل إلى مجرى الدم حاملًا معه العناصر والجزيئات الممتصة، الدم سينقله إلى جميع أنحاء الجسم ومن بينها بُصيلات الشعر وقد تترسب هذه الجزيئات في البُصيلات، عندما ينمو الشعر يحمل معه هذه الجزيئات وما تحمله من المعلومات التي تعبر عن تلك الفترة وهذه المعلومات ستبقى في الشعر حتى بعد تساقطه.
تأثير درجات الحرارة على الشعر
من الأقوال الشائعة إن الشعر ينمو في المناخ الدافئ أسرع من نموّه في المناخ البارد، في الحقيقة وُجِد أن الشعر حقًّا ينمو في فترة الصيف بشكل أسرع منه في الشتاء، لكن لا يوجد دليل قوي يدعم هذه الفرضية، خصوصًا أن نمو الشعر متعلق بالكثير من العوامل الأخرى.
لكن للمناخ البارد تأثيره على الشعر فالهواء فيه يكون جَافًّا ويسبب جفافًا للشعر بسبب انخفاض الرطوبة ولذلك تصبح أطراف الشعر متقصفة وأكثر هشاشة، كما أننا حين نتعرض للبرودة نجد أن الجسم يقوم بالقشعريرة، حيث ينتصب الشعر وتظهر حبيبات ناعمة على الجلد لأن البرد يؤدي إلى شد العضلات حول بصيلات الشعر مما يجعلها تقف في محاولة لحبس الهواء الدافئ بين الشعر والإحساس بالدفء.
كل هذه المعلومات والأسرار تجعلنا نفكر في أهمية الشعر، فهو لا يمنحنا المظهر الجميل فحسب، بل يهتم بكونه مؤشرًا لبعض التغييرات التي تحصل في جسمنا ويمدنا بالدفء عند الحاجة والكثير من الفوائد والأسرار، هل كنت تعرفها من قبل؟
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 516
link https://ziid.net/?p=101527