السيكوباتي و السلطة … مظاهر السيكوباتية ونقاط الضعف وأفضل طرق التعامل
الشخص السيكوباتي لديه سلوكيات سلبية كثيرة ويؤثر على بيئة العمل والتي قد تجعل الكثير من الموظفين في الاستمرار بالمؤسسات
add تابِعني remove_red_eye 2,719
في عالم الأعمال والمؤسسات نواجه الكثير من المواقف السلوكية مع الآخرين سواء كانوا في الإدارة ومناصب قيادية أو زملاء عمل، ولعلنا نأخذ بعين النظر المستويات الإدارية العليا نظرًا لوجود عصا السلطة لديهم، ونلقي نظرة أَيْضًا على طرق التعامل معهم بمختلف السلوكيات الصادرة منهم والتي تكون معبرة بشكل أو آخر عن النشأة والعادات أو رواسب تعاملات ومشاكل نفسية أو مرضية لدي هؤلاء المديرين، لذا دعنا نبحر في نوع من أنواع السلوكيات الشائعة في عالمنا العربي لبعض الشخصيات التي تعتلي الكرسي الإداري والتي منه تنطلق بتعامل غير سوي مع الآخرين، إلا وهي الشخصية السيكوباتية.
السيكوباتية Psychopathy
السيكوباتية تعرف على أنها نوع من أنواع اضطرابات السلوكي للأفراد، حيث يظهر الشخص السيكوباتي أنماط سلوكية تتصف بالتلاعب، سطحية المواقف، انتهاك حقوق الغير، الأنانية والسخرية من الآخرين. كما أن هذا السلوك قد يصنف على أنه شخصية عدوانية والتي قد تتطور مع الوقت لتكون حالة مرضية تسمي الاعتلال النفسي أو الاجتماعي.
مظاهر الإنسان السيكوباتي
إليكم أشهر مظاهر السيكوباتي وليس بالضرورة توافر جميع المظاهر لدى نفس الشخص، ولكن هذه السمات هي الأكثر شهرة للإنسان السيكوباتي والتي قد يتسم بأكثر من صفة منهم
- التمتع بقدر من الذكاء رغم الفوضوية في كثير من الأحيان.
- إصدار نوبات غضب وسخرية من أداء العمل.
- الخداع المتعمد وغياب صوت الضمير.
- خالي من الشعور بالذنب اتجاه تصرفاته.
- المبالغة في التعابير الجسدية بالإضافة إلى الاندفاعية والعدوانية.
- عدم إظهار التعاطف مع سرعة التنقل بين المشاعر.
- التلاعب وتصدير القلق إلى الغير.
- سريع في إلقاء اللوم على الآخرين.
- انتهاك حقوق الغير وسرقة أعمالهم.
- يرفض تحمل المسئولية أو نتائج الأخطاء بل ويحملها للآخرين.
- يغزو حيز الخصوصية الشخصية للآخرين.
- يرفض الاستثمار في تدريب الآخرين.
- البعد عن الأخلاق والشرعية.
- الأنانية والتركيز الشديد على الذات.
- خلق تجارب وخبرات عمل وهمية (سيرة ذاتية وهمية).
- تمركز الحديث دائمًا عن نجاحاته وإنجازاته ومهاراته.
- عدم الاهتمام بعواقب قراراته أو إذاء الغير.
السيكوباتي والسلطة
واليوم استكمالًا لما بدأنا نتحدث عنه بشكل عام، أعلاه، عن الشخصية، ولإبداء نصائح للتعامل معها، لأنه عندما يمتلك أو يصعد أي شخص سيكوباتي إلى مناصب إدارة عليا أو يكون لديه نفوذ أو سلطة سوء في العمل أو المنزل، يبدأ الفيروس في الانتشار في عظام المؤسسات أو الأسرة، وتظهر نتائجه على الآخرين في أشكال مختلفة ومتنوعة (الصراع، الإجهاد، زيادة معدل دوران الموظفين، التغيب عن العمل، نفور القواعد والمسئوليات الاجتماعية، عدم سمع الكلام، الخلافات الأسرية، العصبية.)
الشخص السيكوباتي يظهر للآخرين أنهم ليس لديهم أي حقوق أو احتياجات، بل إن الآخرين متواجدون لكي يلبوا احتياجاته وطلباته، كما أنه يريد أن يجعل من الآخرين (فريق العمل أو أفراد الأسرة) بالقالب المماثل له والمفضل لشخصيته (توابع وأشخاص غير مستقلين بذاتهم) حتى يتم تلبيه رغباته واحتياجاته.
تذكر أن الشخص السيكوباتي يكون جديرًا بإدارة الانطباع والتأقلم وهي مهارة الشو Show وترويج الأنا، والتي منها يستخدمها هذا الشخص لإثارة إعجاب القادة في مناصب العليا (السلطة الأعلى) حتى يتمكن في التملق وصعود السلم إلى المنصب المراد، لذا هو شخص يجيد التعامل في صعود السلم والدرجات الوظيفية من أقصر الطرق بل وعلى أكتاف الآخرين دون إعطائهم الحقوق.
مظاهر المدير السيكوباتي في العمل
في حالة أن المدير شخصية سيكوباتية في العمل فسوف يظهر أحد أو بعض من السمات ومظاهر السلوكيات التالية أثناء تعامله مع الموظفين.
- يستخدم سلطته لإذلال الآخرين.
- يستمتع بإلقاء اللوم على الآخرين عند الخطأ (هو شخص لا يخطئ بل الفريق هو المخطئ)
- يستمتع بالشكاوى وشعور الموظفين بالضيق والضغط.
- يقلل من شأن الآخرين في آرائهم ومساهماتهم.
- متغرطس ويتلذذ بالنفاق والتملق.
- ارتفاع الأنا لديه (بدونه الفريق والكيان لا يسوي شيء)
- تتسم شخصيته بالتخطيط للاحتيال والانتهاز.
- يضع اللوائح ليس من باب الالتزام بها بل من باب إجبار الآخرين على كسرها.
- متقلب المزاج، مما يحير فريق العمل في كيفية التعامل معه.
أهم نقاط ضعف الشخصية السيكوباتية
الشخصية السيكوباتية مثلها مثل جميع الشخصيات لها نقاط قوة ونقاط ضعف، لذلك سوف نلقي الضوء على نقاط الضعف الرئيسية التي يشتهر بها أصحاب هذه الشخصية:
- عدم وجود علاقات اجتماعية ناجحة.
- فشل التعلم من التجارب السابقة.
- صعوبة التميز بين الصواب والخطأ.
- لا يحب العمل الجماعي ويتسم بالفردية.
كيفية التعامل مع الشخص السيكوباتي
تذكر أنه لا يوجد وصفة سحرية أو ثابتة للتعامل مع هذه الشخصية لأنه متغير من موقف لآخر، وفي الأول والآخر لا بد من أن تتذكر أنك تتعامل مع سلوك بشري، والذي قد ينجح مع البعض كخطط أو وصفات تعامل قد لا ينجح مع الآخر نتيجة اختلاف الأهداف والنشأة والغرض وبالتالي البيئة والظروف المحيطة بالأفراد، لذلك عليك بالتجربة واستخدام خليط من الآليات والتي قد نذكر بعضًا منها فيما يلي:
- تملك الثقة بنفسك وقراراتك (شرط أن تكون مدروسة وموضوعه على أسس علمية)
- التزم الهدوء في حوارك معه وعدم الخوض في جدال أو صراع يخرجك عن حدود ونطاق موضوع النقاش.
- السيطرة على مشاعرك حتى لا يستطيع التلاعب بها واجتذابك وأقناعك بآرائه غير الموضوعية.
- عدم إظهار مخاوفك أو نقاط ضعفك وقلقك حتى لا يستغلها ويتلاعب بك.
- عدم التعاطف مع حوارات أو قصصه لأنها في الغالب مفبركة والتي تحيدك عن مطالبك ونقاشك.
- عدم المواجهة بعيوبه حتى تتفادي العدوانية والأذى وهنا يكون صراع واختلاق أزمات.
- التواصل بشكل غير مباشر وتفادي استخدام الوسطاء، كما يفضل تواصل مؤَمَّن مثلًا من خلال الرسائل والبريد الالكتروني والبعد عن الاحتكاك المباشر قدر الإمكان.
- التجاهل الذي يراه البعض أنه مفيد في بعض المواقف الاعتماد على عامل الوقت وتجاهل التعامل.
- الالتزام بالعمل وعدم إعطاء فرصة له للتعليق على الأداء أو مستوى يرى البعض أنه مثل الباب الذي تأتي منه الريح وعليه إغلاقه حتى تفوت عليه الفرصة.
- تفادي اتخاذ القرارات المباشرة والسريعة أثناء النقاش معه قدر المستطاع حتى تتمكن من أخذ الوقت في تحليل النقاش والمطلوب والتصرف بناء على قرار مدروس.
أخيرا كما ذكرنا أن الشخص السيكوباتي لديه سلوكيات سلبية كثيرة ويؤثر علي بيئة العمل والتي قد تجعل الكثير من الموظفين في الاستمرار بالمؤسسات أو على أقل تقدير تقلل من الإنتاجية وتخلق الكثير من الصراعات ومشاكل العمل اليومية، وكما هو معروف أن السلوكيات وعلم النفس قد يصف حلولًا كثيرة ومقترحات للعمل مع مثل هذه الشخصيات، ولكن إذا لم تأت الحلول بثمارها عليك إما القبول والاستمرار على هذا الموضوع بالطبع بعد استنفار جميع الحلول، أو محاولة البحث وتغيير المسار الوظيفي والتنقل إلى مؤسسة أخرى بالطبع؛ لأن مثل هذه الشخصيات إذا اكتسبت رضا المساهمين والإدارة العليا فسوف لا يكون من السهل تغييرها أو إقناعهم بمشاكل هذه الشخصية والتي تحول بيئة العمل إلي بيئة سامة وغير مشجعة على التطوير والإبداع.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,719
نظرة متعمقة في طباع الشخصية السيكوباتية
link https://ziid.net/?p=98297