أهمية التعامل مع الضغوطات عندما يتعلق الأمر بصحتك

تقليل الضغوطات في حياتك اليومية مهم للحفاظ على صحتك حيث يؤدي ذلك لتحسين من مزاجك و يزيد في العمر و يعزز الوظيفة المناعية كما يساعدك لتكون أكثر إنتاجية فعندما تدع للضغوط فرصة السيطرة عليك فأنت تُعرِّض نفسك للعديد من الأمراض ابتداءً من أكثر نزلات البرد شيوعاً و انتهاءً بأشد أمراض القلب خطورة، تؤثر الضغوطات النفسية بشكل كبير على صحتك لأنها ردة فعل طبيعية يتم تفعيلها في دماغك. لنرى كيف تحدث هذه العملية ولماذا تؤثر الضغوطات عليك بهذا الشكل وماهي انعكاساتها السلبية والخطيرة على صحتك.

الضغوطات من منظور علمي

يمرّ عقلك بتغييرات طبيعية و كيميائية عندما يتعرض لضغوطات تؤثر على أداءه بشكل عام. تبدأ بعض المواد الكيميائية داخل العقل بالازدياد أثناء التعرض لضغوطات شديدة مشتملة على الناقل العصبي و الإبنيفيرين(الأدرينالين) و النورأبينفرين(النورأدرينالين) متسببة بإفراز كميات كبيرة بواسطة الغدد الكظرية.
إفراز مثل هذه المواد يتسبب بحدوث أعراض فسيولوجية معينة متضمنةً نبضات القلب السريعة و ارتفاع ضغط الدم و ضعف نظام المناعة، عندما لا تتعامل مع الضغوطات المزمنة فقد تؤدي مع مرور الوقت لأمراض مزمنة مثل قرحة المعدة و السكتة القلبية و الربو و أمراض القلب بشكل عام.

الآثار الصحية نتيجة الضغوطات

يعد العديد من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية الضغوطاتِ المزمنة مسببًا رئيسيًا لأمراض مثل السرطان و النوبات القلبية، أحد الأسباب هو أن ردة فعل الجسم للضغوطات في محاولتنا للتأقلم معها قد يتسبب بتراكمها ببطئ تراكمًا غير ملحوظ. و مع ذلك، حتى ولو بدا لنا أننا قادرون على تحملها فإن الجهاز العصبي لا يزال يُحمَّل فوق طاقته مما قد يؤثر على صحتنا على المدى البعيد. أحد أكثر الآثار الصحية شيوعاً للضغوطات هو تشنج العضلات والذي قد يتسبب في نهاية الأمر بالصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي و أمراض الجهاز العضلي كما تؤثر بشكل سيئ على الجهاز الهضمي إذ تحدد العناصر الغذائية التي بإمكان أمعاءك امتصاصها و تؤثر على سرعة تنقل الطعام في جسمك و يمكن أن تدفعك إلى الأكل أكثر أو أقل من الكميات التي اعتدت عليها. تعطيل نظام عمل الجهاز الهضمي الطبيعي قد يتسبب بالغثيان أو التقيؤ أو الحرقة أو الإمساك أو الحموضة أو الإسهال.

الآثار النفسية

تؤدي الضغوطات إلى عدد من الاضطرابات النفسية و العقلية مثل الاكتئاب والقلق و الرُهاب و نوبات الهلع بالإضافة إلى الآثار الصحية المختلفة. تُصعِب الضغوطات العاطفية قدرتنا على التركيز و اتخاذ القرارات و التفكير بطريقة سليمة و تذكّر الأشياء بالإضافة لحدة الطبع مما يجعلنا نغضب و ينفد صبرنا مع الآخرين بسهولة و قد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب و الغضب و الشعور بانعدام الاستقرار و اختلاق الخلافات مع الآخرين. يجب أن نعي أنه على الرغم من أن الآثار الصحية للضغوطات أكثر ولكن لا يعني ذلك أن نتجاهل الآثار النفسية كونها تؤدي دورًا كبير في التأثير على الصحة و النشاط بشكل عام.

طرق التعامل مع الضغوطات

إذاً، ماذا بإمكانك أن تفعل للحد من الضغوطات وتغيير نمط حياتك للأفضل؟
أحد أكثر الطرق تأثيراً هو الاسترخاء حيث يساعدك على إراحة عقلك،
تساعدك هذه الطريقة على إيجاد منبعٍ أكثر عمقاً في داخلك يحفزك على اتخاذ قرارات أكثر إيجابية في حياتك كما تُرسِخ قناعة في عقلك أن التغيير هو أن تبدأ بخطوات صغيرة و تجعلها جزءًا من حياتك اليومية على أن تخطو خطوات كبيرة لا تستطيع مجاراتها مع مرور الوقت فللالتزام بما يقارب ال١٥ دقيقة من الاسترخاء كخطوة بسيطة يومياً فائدة عميقة.
استيعابك لحجم الضرر الحقيقي الذي تُلحقه الضغوطات بحياتك يساعدك على البقاء متحفزاً للقيام بمثل هذه الممارسات باستمرار للتخلص منها.
و إضافة للاسترخاء فممارسة الرياضة بشكل دائم مثل المشي أو اليوقا أو السباحة أثبت فعاليته في تخفيف التوتر والإجهاد حيث يزيد من الثقة بالنفس و يقلل من الأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب. إضافة الخضروات الخضراء والأطعمة المحتوية على الكلوروفيل لنظامنا الغذائي بالاشتراك مع النشاط اليومي يساعد على معالجة التوتر كونه يحرم جسمك من الفيتامينات الأساسية فمن الضروري الحصول على هذه العناصر الغذائية بالإضافة إلى المغنيسيوم و الكالسيوم من خلال الالتزام بنظام صحي مكتمل العناصر. لا تنس كذلك أن تتجنب الكافيين و السكر لما باستطاعتهما كمنبهات و منشطات أن يتسببا بالتوتر و الاكتئاب.
أخيراً، اعمل على التخلص من الضغوطات من خلال تغيير طريقة تفكيرك، التفكير بطريقة إيجابية فيما يتعلق بحياتك سيحوُل دون الشعور بالضيق تجاه الأمور التافهة و التشكيك بقيمة نفسك و أنك لست جيدًا بما فيه الكفاية فإدارتك لطريقة تفكيرك ما هو إلا جزء من المعركة.

المصدر