لم يمر علي يوم من دون القهوة وهذا ماحصل عندما تركتها
لطالما كانت القهوة بالنسبة لي مصدرًا سريعًا من مصادر الطاقة التي لا يتبعها انهيار. صحيح أنها تجعلني مضطربة في بعض الأحيان ولكن أليس هذا جزءًا من المتعة؟
add تابِعني remove_red_eye 4,346
لطالما كانت القهوة بالنسبة لي مصدرًا سريعًا من مصادر الطاقة التي لا يتبعها انهيار. صحيح أنها تجعلني مضطربة في بعض الأحيان ولكن أليس هذا جزءًا من المتعة؟ دائمًا ما أتعجب من الأشخاص الذين تركوا شرب القهوة تمامًا مدعين أنها تصيبهم بفرط نشاط يجعلهم غير مرتاحين لساعات طوال.
جعلني هذا التفاوت أتساءل عما إذا كان الكافيين غير ضار لجسمي بالفعل. هل الثلاثة إلى الأربعة أكواب التي أتناولها يوميًا تسرع من نبضات قلبي أو تعبث بنمط نومي طوال الوقت وأنا اعتدت على هذه الأعراض بحيث لم أعد ألاحظ؟ هل الحياة الصحية ستكون حياةً تخلو من رفيقتي الحبيبة المشبعة بالكافيين؟ وفي بداية هذا الأسبوع عزمت على إيجاد الإجابات.
وها أنا ذا المدمنة المخلصة للقهوة أتخلى عن الكافيين (وإن كان ليوم واحد) لأراقب كيف ستكون ردة فعل جسمي. وفيما يلي التفاصيل:
تجربة اليومين بلا قهوة
بدأت تحقيقاتي يوم الإثنين: أولًا سوف أقيس معدل ضربات القلب والخطوات ونمط النوم في يوم مشبع بالكافيين من أيامي المعتادة كي أضع نتائج أساسية أستطيع المقارنة معها فيما بعد. (استخدمت للقياس جهاز “فيتبايت” من خدمة “جرب قبل أن تشتري” من موقع “ليمويد”)
بدأت اليوم بثلاثة أكواب من القهوة قبل الغداء وكوب آخر حوالي الساعة الرابعة مساءً لينفض عني كسل ما بعد الظهيرة. كان معدل نبضات قلبي وأنا في العمل ٦٦ ضربة في الدقيقة وأما حساب عدد خطواتي فكان حوالي ١٦٠٠٠ خطوة. ذهبت إلى فراشي حوالي الساعة ١١ مساءً وكلي فضول عما إذا كان كوب قهوة المساء ذاك سيقلل من جودة نومي وتفقدت النتائج حالما استيقظت.
أعطاني جهاز “الفيتبايت” أخبارًا جيدة: خلدت للنوم في أقل من ٥ دقائق واستيقظت خلال نومي مرة واحدة فقط ومعدل كفاءة نومي كان ٩١٪ مما يعني إنني كنت مستغرقة في النوم بنسبة ٩١٪ من هذه الليلة. تبدو هذه الأرقام جيدة ولكنني لا أملك نتائج أخرى لأقارنها معها حتى الآن.
أثبتت هذه التجربة البسيطة أن مخاوفي ليس لها مبرر.تجنبت في يوم الثلاثاء الكافيين بكل أشكاله وسجلت تفاعلات جسدي خلال هذا اليوم. بدأ اليوم سهلًا ولكن عند اقتراب موعد الظهيرة أصابني صداع فظيع. وبحلول الرابعة مساءً كانت عيناي نصف مغمضتان والأحرف على شاشة حاسوبي بدت وكأنها اجتمعت معًا لتكون كرة ضبابية من البؤس الناعس. وبخمول شديد أتفقد معدل نبضات قلبي تقريبًا كل ساعة ولاحظت أن المتوسط كان أبطأ من اليوم السابق بنبضتين.
ذهبت إلى المنزل متعبة جدًا فلم أتمرن وكان معدل حساب خطواتي أقل من ١٠٠٠٠ خطوة خلال اليوم. ولا أنسى أنني كنت أحاول تشتيت نفسي بتناول الطعام طوال اليوم وخلدت للنوم الساعة العاشرة مساءً تقريبا وأنا أشعر بالخمول والهزيمة وكنت منهكة تماما. وفي الصباح التالي استيقظت لأرى نتائج تكاد تكون نفس نتائج اليوم السابق: فلقد خلدت إلى النوم بسرعة ونمت لما يقارب الثماني ساعات وحافظت على كفاءة نومي بمعدل ٩١٪.
وأظهرت هذه التجربة المصغرة أن مخاوفي بلا مبرر. فلم تأت الطاقة التي أخذتها من القهوة على حساب نومي أو صحتي بل إن هذا الكافيين الذي أتناوله يعطيني طاقة لأبقى نشيطة (ومن دون أن أذكر أن القهوة تجعلني شخصًا يتحمل الآخرون الجلوس معه)
ولكن يا ترى ما الذي يجعل جسدي يتعامل مع القهوة بكفاءة أكثر من الآخرين؟
الآراء حول الكافيين في القهوة
يظهر أن موضوع التأثر بالكافيين يعتمد على الجينات ونمط الحياة. عندما تشرب القهوة فإنها تمر بمعدتك لتدخل إلى مجرى الدم حيث تدور في الجسم حتى تستقر في الكبد حيث تتم عملية الأيض.
وكما أخبرني الدكتور ويل كول أخصائي التغذية وخبير في الطب الوظيفي “أكدت الأبحاث الحالية أن الجينات تؤدي دورًا في عملية تأييض الكافيين في أجسامنا، وهنالك بعض الجينات التي تمكننا من توقع عما إذا كانت لديك الرغبة لتناول الكافيين أم لا.”
وحدثني طبيب القلب الدكتور جويل خان بنفس هذه الفكرة مضيفًا أن جمعينا لسنا محظوظين كفاية كي نتعامل مع الكافيين بسرعة. وقال: “نصف أولئك الأشخاص الذين يشربون القهوة لديهم أيض بطيء، فثلاثة أو أربعة أكواب من القهوة خلال اليوم الواحد قد تؤدي لارتفاع ضغط الدم أو حتى مخاطر الإصابة بنوبة قلبية.”
وتؤكد خبيرة الهرمونات والكاتبة الدكتورة سارة قوتفرايد: “لدي متغير جيني يدل على الإنزيم CYP1A2 الذي يجعل عملية التأييض بطيئة لدي، فلذلك فإن كوبًا واحدًا من القهوة في الصباح يجعلني مرهقة وشديدة العصبية وسيئة المزاج،” وأكملت موضحة ” لدى الناس أمثالي فرصة كبيرة للتعرض لأمراض القلب عندما يشربون القهوة، بينما الآخرين الذين تكون عملية تأييض الكافيين لديهم سريعة فإنهم يستفيدون من منافع القهوة طوال حياتهم.فلا يفهم الأشخاص الذين يملكون نفس المتغير الجيني الذي لدي ما كل هذه الجلبة بخصوص القهوة ويستطيعون شرب كوبًا من الإسبريسو بعد تناول العشاء بدون أية عواقب.”
كما تؤدي عوامل نمط الحياة مثل الحمية والأدوية دورًا في عملية تأييض الكافيين. فبعضها يقلل من القدرة على امتصاص القهوة بينما بعض اللحوم والخضروات مثل البروكلي والقرنبيط والملفوف تسرع من عملية تأييض الكافيين. كما أن تناول الأدوية مثل موانع الحمل تجعل كوب قهوتك يتأيض بمعدل الثلث مقارنة بالحالات الطبيعية.
كلما شربت قهوة أكثر كنت قادرًا على تحمل آثارها أكثر. فيمكنكم الآن أن تراهنوا على أنني أحتفل بيوم القهوة بالكثير الكثير من أكواب القهوة الممتلئة حتى حافتها.
add تابِعني remove_red_eye 4,346
هل يمكن لمدمني القهوة الانقطاع عنها؟ هنا تجربة مميزة.
link https://ziid.net/?p=5557