هل الصابون نظيف؟
"اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية" تلك كانت أهم نصيحة في زمن كورونا، يبدو أن الصابون هو البطل الوحيد للمرحلة
add تابِعني remove_red_eye 632
“اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية”
كانت هذه النصيحة التي أسداها مركز التحكُّم بالأمراض في أمريكا، في محاولة لمنع انتشار الفايروس في ظل جائحة كورنا “كوفيد19” يكثر تَكرارها هذه الأيام بالرَّغْم من إنها تبدو نصيحة بديهية، ويرجع ذلك لكون الصابون يحتوي على مواد تساعد في إزالة الجراثيم التي تعلق في الجلد، وهو منتج استهلاكي موجود في كل منزل. ولكن ما الصابون؟ وما بداياته؟ وكيف صُنع في المرة الأولى؟ أجرى رندير بحثًا عن بدايات صنع الصابون ومكوناته التي تم صنع الصابون منها للمرة الأولى.
في بادئ الأمر كان سكان بلاد الرافدين أول من صنع الشكل الأول للصابون، وهو مكون من مجموعة من الأحماض الدهنية المطبوخة، وخليط من الدهن الناتج من المواشي مثل البقر والماعز الممزوجة بالماء والغسول القلوي “مادة كاوية مشتقة من رماد الخشب” حيث كانت النتيجة مادة لزجة تزيل الأوساخ.
ذُكر اسم “الصابون” لأول مرة في موسوعة “التاريخ الطبيعي” التي نشرها بيلينوس الأكبر في عام (77) بعد الميلاد. حيث وصف الصابون بإنه مرهم دهني مشتق من الدهن والرماد استخدموه في بلاد الغال لإضفاء اللون الأحمر لشعورهم.
بدايات استخدامات الصابون
أما القدماء من الرومان فقد استخدموا الصابون في تنظيف الصوف وألياف القطن قبل نسجها، بدلًا من استخدامها لنظافة أجسادهم، وكان يستخدمون الزيوت المُعطرة لتنظيف أجسادهم، كانت الستيرجيل تساعدهم على إزالة الزيوت والأوساخ العالقة في أجسادهم.
حتى ذلك الحين لم يكن استخدام الصابون لنظافة الأجساد شيئًا شائعًا. بحلول العصور الوسطى تمت إضافة الزيوت النباتية للصابون، وشاع في ذلك الوقت صيتها ومنها الصابون السوري حيث كان مزيجًا بين زيت الزيتون وزيت الغار العطري، وبسبب رائحتها واعتدالها ونقاوتها شاع استخدامها في أوروبا ولكنها كانت حصرًا على الطبقة العُليا فقط دون الآخرين، حيث كانت توصلهم من المسيحيين ومن الصليبيين.
انتشار الصابون بين البلدان الأخرى
مع مرور الوقت انتشرت صناعة الصابون في بلدان عديدة مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، كان من أشهرها آنذاك صابون دي كاستيلا الذي يُنسب إلى مكان صنعه في إسبانيا، بالرغم من أن الصابون البدائي بدأ في الانتشار بأماكن عديدة، إلا أن استخدام الصابون المعطر كان من نصيب العائلة المالكة في أوروبا دون غيرهم، وكان غرض الاستخدام زينةً فقط، لكن استخدام الصابون لم يدُم طويلًا حيث إن انتشار الطاعون في أرجاء أروبا منع الأوروبيين من استخدامه، فانحصر استخدامه للتنظيف المنزلي فقط من قِبل النساء.
كانت النساء يحتفظن بالشحم والدهن الناتج من الطهي، ويحتفظن برماد الخشب من فصل الشتاء، حيث يتم غسله وخلطه بغلاية عميقة، أنتج ذلك صابونًا ناعمًا، استُخدِم في تنظيف الكتان من الملابس. بالرغم من مرور الأزمان وبدأ عصر جديد للصناعة وانتقال تصنيع الصابون من أيادي النساء إلى الآلات والمصانع إلا أنه لا زال محصورًا على تنظيف الملابس دون الأجسام، ولا زال الدهن والشحم هو المكون الرئيسي لها حيث يتم تجميع الشحوم من المنازل، كي تُغلى ويُعاد استخدامها في هيئة صابون نظافة.
الحرب الأهلية ونقطة التحول
كانت الحرب الأهلية بداية التغير، حيث أضحى تنظيف الأجساد ضرورةً لا بد منها، حيث راج استخدام الصابون للتنظيف الأجساد كتقدير لمّا بذلوه، كان في بادئ الأمر حصرًا على الجنود ولكن رخص تكلفة استخدام الحمام العمومي جعل من نظافة الأجساد باستخدام الصابون شيئًا شائعًا بين العامة. وكان ذلك بداية عصر الصابون، حيث ازداد الطلب عليه وأصبح يوجد العديد من الشركات التي توفر أشكالًا عدّة من الصابون حيث كانت شركة بروكتر وقامبل وشركة جونسون من أوائل شركات الصابون انتشارًا في القرن التاسع عشر.
وتماشى مع ذلك تغير في تركيبة صنع الصابون حيث اُسُتبدِل الشحم بزيت النخيل وزيت جوز الهند ثم زيت بذرة القطن، مما أدى إلى اكتشاف الزيوت المُهدرجة. وتلك كانت بداية التقليل من المُنتجات الحيوانية وجعلها مكونًا ثانويًّا، ولكن حل مشكلة يولد مشكلة أخرى، في زمن الحرب العالمية الأولى والثانية كان هناك عجز في توفير الزيوت والدهون مما أدَّى إلى بدائل أفضل وهو “الصابون الصناعي”.
الصابون في زماننا
يُعَدّ الصابون الصناعي اليوم من المنتجات عالية التخصص، حيث تُدمج الدهون والزيوت النباتية مع الإضافات الكيمائية ويدخل فيها المرطبات والرغوة والألوان والروائح الصناعية، لإخفاء الروائح التي تأتي من مكونات الصابون، ولكن لا يستطيعون إخفاء أساس مكوناته.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 632
مقال يساعدك لتعرف تاريخ الصابون وكيف أصبح ثقافة عامة
link https://ziid.net/?p=65463