إنّ اكتشاف مرض التوحد عند الطفل في وقت مبكر يُحقّق فرقًا كبيرًا، ومن خلال التعرُّف على العلامات والأعراض المبكرة، يمكنك الحصول على المساعدة التي يحتاجها طفلك للتعلم والنمو والنجاح في تخطّي عقبات هذا المرض.
ما هو مرض التوحُّد؟
يُعبّر مرض التوحد عن نفسه من خلال مجموعة من الأعراض التي تظهر على المُصاب، حيث يظهر اضطراب طيف التوحد في الطفولة والعمر المبكّر، ما يُسبّب تأخيرات في العديد من مجالات التنمية الأساسية عند الطفل، مثل: تعلم التحدُّث، واللعب، والتفاعل مع الآخرين. تختلف علامات مرض التوحد وأعراضه على نطاق واسع، وكذلك تأثيراته على الطفل أيضًا، حيث إنّ بعض الأطفال المصابين بالمرض يعانون من أعراض خفيفة فقط، بينما يواجه آخرون المزيد من العقبات والأعراض التي يجب التغلب عليها.
ورغم ذلك، فإنّ كل طفل مصاب بطيف التوحد يعاني من بعض المشاكل في المجالات الثلاثة الآتية، على الأقل في واحدة منها:
1. التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
2. التعامل مع الآخرين والعالم من حولهم.
3. التفكير والتصرُّف بمرونة.
هناك آراء مختلفة بين الأطباء، وأولياء الأمور، والخبراء حول أسباب الإصابة بمرض التوحد والطريقة الأفضل لعلاجه. ولكن هناك حقيقة واحدة يتفق عليها الجميع: إنّ التدخل المبكر والمكثّف للعلاج والمكثف يساعد في تخطي الكثير من عقبات المرض.
كيف يمكن للوالدين اكتشاف العلامات التحذيريّة للمرض؟
بصفتك أحد الوالدين، فإنّك أفضل من يستطيع الانتباه لهذه العلامات التحذيريّة والانتباه إليها؛ فلا أحد يعرف طفلك مثلك أنت، وأنت المرشّح المثالي لمراقبة السلوكيات والمراوغات التي قد لا تتاح لطبيب الأطفال فرصة رؤيتها في زيارة سريعة خاطفة تستغرق 15 دقيقة فقط. بالطبع؛ فإنّ طبيب الأطفال قد يكون شريكًا قيِّمًا، لكن هذا لا يعني أنّ ملاحظاتك وتجاربك هي الأكثر قيمة في هذا الوضع، ولكنّ المفتاح هنا هو تثقيف نفسك حتى تعرف وتميّز ما هو الطبيعي وما هو غير الطبيعي.
إليكَ هذه النصائح المهمّة:
1. راقب نمو طفلك
يشتمل التوحد على مجموعة متنوعة من الدلائل التي تشير على تأخُّر النمو عند الطفل، ولذلك فإنّ متابعة طفلك عن كثب ومراقبة ما قد وصل إليه طفلك من معالم اجتماعية وعاطفية ومعرفية رئيسة في كل مرحلة من مراحل تطوره هي وسيلة فعالة لتحديد المشكلة في وقت مبكر. على الرغم من أن التأخيرات التطورية لا تشير تلقائيًا إلى مرض التوحد، إلا أنّها قد تشير إلى خطر متزايد.
2. تصرّف إذا كنت مهتمًا
يتطور كل طفل بوتيرة مختلفة، لذلك لا داعي للذعر إذا كان طفلك متأخرًا بعض الشيء عند التحدث أو المشي. عندما يتعلق الأمر بالتطور الصحي، فهناك مجموعة واسعة من “العلامات الطبيعيّة”. ولكن إذا كان طفلك لا يفي بالمعالم الرئيسة لعمره، أو إذا كنت تشك في وجود مشكلة، فعليك مشاركة طبيبك مع مخاوفك على الفور، وعدم الانتظار.
3. لا تقبل نهج الانتظار والترقب
يتم إخبار العديد من الآباء المعنيين، “لا تقلق” أو “انتظر وشاهد”. لكن الانتظار هو أسوأ شيء يمكنك القيام به. أنت تخاطر بفقدان وقت ثمين في عصر يكون فيه لطفلك أفضل فرصة للتحسين. علاوة على ذلك، سواء كان التأخير ناتجًا عن مرض التوحد أو بعض العوامل الأخرى، فمن غير المرجح أن “يتأخر نمو الأطفال” عن مشاكلهم. من أجل تطوير المهارات في منطقة تأخير، يحتاج طفلك إلى مساعدة إضافية وعلاج مستهدف.
4. ثق بحدسك
سيتعامل طبيب طفلك مع مخاوفك على محمل الجد، ويجري تقييمًا شاملًا لمرض التوحد أو حالات التأخر في النمو الأخرى. لكن في بعض الأحيان، حتى الأطباء الجيدون يفتقدون للأعلام الحمراء أو يقللون من أهميّة المشكلات. ثق بحدسك إذا كان هناك شيء ما يخبرك بوجود خطأ، واستمر في التأكد من ذلك. حدّد موعدًا للمتابعة مع طبيب آخر لسماع رأي ثانٍ، أو اطلب إحالة إلى أخصائي نمو الطفل.
أعراض الإصابة بالمرض حسب عمر الطفل
قبل الـ 6 أشهر:
- قليل الابتسام أو لا يبتسم أبدًا، ولا يُبدي أيّة تعبيرات سعيدة في وجهه.
- لا يوجد أي تواصل بالعين.
قبل الـ 9 أشهر:
- لا يشارك الطفل بأصواته أو ابتساماته، أو تعبيرات وجهه الأخرى؛ وقد يفعل ذلك ولكن مرات قليلة جدًا.
قبل الـ 12 شهرًا:
- إصابة الطفل بعض المرّات بالهذيان.
- المشاركة بإيماءات قليلة أو معدومة مثل: الإشارة، أو الطلب، أو الوصول، أو التلويح.
- استجابة قليلة أو معدومة عند مناداة اسمه.
قبل الـ 16 شهرًا:
- يقول عدد قليل جدًا من الكلمات، أو لا يتكلّم نهائيًا.
قبل الـ 24 شهرًا:
- يقول جمل قليلة جدًا أو لا تحتوي على جمل مؤلفة من كلمتين (لا تشمل التقليد أو التكرار).
في جميع الأعمار:
- فقدان الكلام المكتسب في وقت سابق، أو الهذيان، أو فقدان المهارات الاجتماعيّة.
- تجنُّب ملامسة العين.
- تفضيل العزلة.
- صعوبة فهم مشاعر الآخرين.
- تأخر تطوُّر اللغة.
- التكرار المستمر لبعض الكلمات أو العبارات.
- مقاومة التغييرات الطفيفة في الروتين أو في المناطق المحيطة بها.
- السلوكيات المتكررة (الخفقان، والهزاز، والحركة الزائدة، إلخ).
- ردود فعل غير عادية وعنيفة على الأصوات، والروائح، والأذواق، والقوام، والأضواء، والألوان.
تاريخ النشر: الجمعة، 13 ديسمبر 2019
كل ما تريد معرفته حول اكتشاف التوحد
link https://ziid.net/?p=45082