هذه هي مضاعفات الإدمان فهل تكفي لتحذيرك؟

يُعد الإدمان مرضًا معقدًا، حيث تشمل أعراضه عدم القدرة على التوقف عن استخدام المادة المدمَن عليها أو القيام بالسلوك المدمَن عليه، واللذين عادةً يكونا مدمرين بشكلٍ كبير للشخص ومن حوله. وهذا يؤدي إلى مضاعفات عديدة تختلف في تصنيفها ما بين العضوية والنفسية والشخصية.

مضاعفات الإدمان:

المضاعفات العضوية:

هناك تأثيرات مباشرة لإدمان المواد ذوات التأثير النفسي على الصحة العضوية للمدمن، من هذه التأثيرات نذكر الآتي:

تتضمن المضاعفات المباشرة للمخدرات ما يحدث عند القيام بالشم، فشمّ المخدرات يعد مدمرًا لغضاريف الأنف، كما أن إدمان المخدرات يسبب الإمساك المزمن الذي قد يكون مميتًا إن لم يعالج، ويسبب إدمان المخدرات سرطانات عديدة منها سرطان الرئة.

كما أن الإدمان يسبب التعرض للإصابات، الأمر الذي يحدث خلال حقن المادة المدمَن عليها، فذلك قد يؤدي إلى تلف العضلات أو الجلد. أما إن كانت المادة المدمَن عليها تؤخذ عبر تدخينها، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث تلف في الرئة، فضلًا عن أمراض في الجهاز التنفسي، منها السرطانات. كما أن الإصابات قد تحدث نتيجة لمفعول المواد المدمَن عليها، حيث أن إدمان المخدرات يسبب فقدان التوازن، مما يؤدي إلى التعرّض للسقوط الذي تتبعه الإصابات. وتعد القيادة تحت تأثير المخدرات والكحول أمرًا خطرًا كونها تؤدي إلى الحوادث المرورية المميتة.

أما فيما يتعلق بصحة القلب، فإن المخدرات تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم وتصاعدًا في ضربات القلب مما يضع إجهادًا على القلب والأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية ونوبات القلب وحتى الوفاة.

ويؤدي فرط الجرعة، أي أخذ جرعة زائدة، إلى السقوط في غيبوبة أو حتى الوفاة، كما أن أخذ المرأة الحامل لأي جرعة منه يؤدي إلى تشوهات خلقية للجنين أو حتى لوفاته.

المضاعفات النفسية:

تتضمن المضاعفات النفسية للإدمان القلق والشعور بالذنب والشعور بالخزي من جرّاء الإدمان على المادة أو السلوك بشكلٍ مطول وعدم القدرة على الإقلاع عنه، فضلًا عن الإصابة بالاكتئاب، كما أن المخدرات ذات التأثير النفسي تسبب الهلوسة والتأثيرات النفسية الأخرى طويلة الأمد، منها مشاكل نفسية معقدة.

أما فيما يتعلق بالوحدة، فمصابوا الإدمان يبتعدون عن الآخرين وخصوصًا المقربين منهم، وهذا يزيل دائرة الدعم من حولهم في الوقت الذي يكونون بحاجة شديدة إليها. وهذا يؤدي إلى المزيد من الإدمان والمضاعفات السيئة له.

كما أن الإدمان يقود الشخص لمشاكل اجتماعية أخرى فضلًا عن المشاكل السلوكية والإجرامية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات الضغط النفسي والاكتئاب وغيره من المشاكل النفسية، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى الانتحار.

المضاعفات الشخصية:

يسبب الإدمان تغيّرات في العلاقات مع أقرب الناس إلى المصاب، وهذا يضاعف من تأثير الإدمان على الدماغ والجسم. ففيما يتعلق بالعلاقات، عادة ما يكون السلوك أو المادة المدمَن عليها مثيرًا لرفض الآخرين وخصوصًا المقربين، كما أن العديد من المواد المدمَن عليها غير قانونية، وحتى امتلاكها يُعد سببًا للدخول إلى السجن. وقد يلجأ الشخص للإجرام للحصول على ثمن المادة المدمن عليها. خصوصًا إن أدى الإدمان إلى فقدان الشخص لوظيفته. وذلك فضلًا عما يسببه الإدمان من تغيرات على الشخصية التي تصبح عدوانية وسلبية وانطوائية.

وفيما يتعلق في الوضع المادي، فالتكلفة المادية للشراء المنتظم للمخدرات ليست وحدها المشكلة، وإنما أيضا قد يقود الإدمان إلى إبعاد الشخص أكثر وأكثر عن عمله ووظيفته ومسؤولياته المادية. وهذا يؤدي إلى صعوبات ويعقّد المسألة بشكلٍ أكبر ويزيد المشاكل النابعة من الإدمان سوءًا.

الخلاصة:

يحمل الإدمان معه العديد من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر بشكلٍ كبير على الشخص المدمن ومن حوله. تحمل العديد من المخدرات ذوات التأثير النفسي مجموعة من التأثيرات المدمرة والسامة في نفس الوقت، وتتضمن هذه التأثيرات احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وسوء التغذية. كما أن أخذ جرعة كبيرة من المادة المدمن عليها تؤدي إلى احتمالية الوفاة.

يؤدي الإدمان أيضًا إلى الاكتئاب والقلق وحتى الإصابة بالذُهان، كما يزيد من الأفكار الانتحارية بشكلٍ كبير. ويؤثر الإدمان أيضًا على من هم حول الشخص، إذ يحطّم علاقاته وحالته المادية ويقوده إلى ممارسة النشاطات غير المشروعة والجرائم. أما الطريقة الأفضل للتعامل مع كل هذا فهي الوقاية من الإدمان.