لماذا تتأثر حياة المتزوجين سلبًا بعد الإنجاب؟
لا يجب أن تلقي باللوم على أبنائك في التعدي على حدودك وخصوصيتك، وأنت لم تقم برسم هذه الحدود بينك وبينهم منذ البداية
add تابِعني remove_red_eye 11,872
- الحدود بين الآباء والأبناء
- كيف يرسم الوالدان حدودًا واضحة بين أولادهم وحياتهم الزوجية؟
- اجعل لأطفالك غرف نوم منفصلة
- اهتم بمتطلباتك كما تهتم بمتطلبات أبنائك
- اغلق باب غرفتك
- لا تجعل أولادك يشتركوت في كل المواضيع التي تتحدثون فيها
- اطلب من أولادك بين الحين والآخر تركك للتحدث مع والدتهم على انفراد
- احترم خصوصية وحدود أولادك حتى يحترموا خصوصيتك وحدودك
- إليك أيضًا
يشتكي الكثير من الأزواج من تأثر حياتهم الزوجية سلبًا بعد الإنجاب، وهذا يؤثر على جودة حياتهم بصورة كبيرة، ويشعرهم بالثقل والحمل الزائد، ويظن هؤء الآباء أن الإنجاب هو السبب المباشر في حدوث هذه المشاكل والآثار السلبية، لكن السبب الحقيقي يكمن خلف عدم رسم حدود صريحة وواضحة بين حياتهم الزوجية وبين أولادهم، الأمر الذي يتسبب في عشوائية التصرفات وتدخلات الأولاد وبالتالي التأثير سلبًا على جودة الحياة الزوجية.
الحدود بين الآباء والأبناء
إن فكرة رسم حدود واضحة ومسافات لا يجب تخطيها هو ما يجعل كل شخص في الحياة يعرف حدوده ومكانه، وبالتالي لا تحدث تصادمات أو مشكلات، تخيل لو أن الدول لم تقم بترسيم حدود بينها وبين جيرانها ما الذي كان سيحدث؟ المزيد من التوتر والحروب والصراعات بالطبع، حيث كل طرف يدخل في أراضي الطرف الآخر دون علم أنها حدوده وأنه لا يجب عليه تخطيها، هكذا هي الحياة، علاقة الزوجين بعضهم ببعض تكون أفضل كثيرًا قبل الإنجاب، ثم تبدأ في الانهيار تدريجيًّا بعد إنجاب الأطفال، والسبب في هذا ليس الأطفال في حد ذاتهم، وإنما عدم قيام الوالدين برسم حدود لحياتهم مع طفلهما، حدود لا يجب عليه تخطيها، حدود يجب أن يحترمها ويقدرها.
أغلب الأزواج بعد الإنجاب يشعرون أن حياتهم وحياة أطفالهم صارت شيئًا واحدًا، وهذا أحد أكبر أسباب المشكلة، حياتك مرتبطة بحياة أولادك بالطبع، لكنها ليست نفس الحياة، ما زلت أنت شخص وزوجك شخص وأولادك أشخاص آخرون، كلٌّ منكم له حياته ومتطلباته وآراؤه وأفكاره، ويجب على كلٍّ منكم احترام الآخر واحترام حدوده وخصوصيته، يتحدث معظم الخبراء عن ضرورة احترام خصوصية الأبناء، وماذا عن حدود وخصوصية الآباء؟ إنها أمر لن يتعلمه الأبناء من تلقاء أنفسهم، بل يجب عليك أن تفرض عليهم حدودك وخصوصيتك ومساحتك التي يجب أن تأخذها مع والدتهم.
كيف يرسم الوالدان حدودًا واضحة بين أولادهم وحياتهم الزوجية؟
لكي ترسم حدود واضحة بينك وبين أولادك يجب أن تقوم ببعض النقاط التي قام بها الكثيرون غيرك وأتت بثمارها، وأصبحت حياتهم أكثر تنظيمًا وسعادة:
اجعل لأطفالك غرف نوم منفصلة
هذا واحد من أكثر الحلول العملية التي لا يقوم بها الوالدان لا سيما في مجتمعاتنا العربية، دائمًا ما يشعر الوالدان بالخوف على أطفالهم –خوف غير مبرر على الإطلاق– من أن يناموا بمفردهم، ويتركونهم سنوات ينامون معهم بنفس الغرفة، كيف تتوقع أن يعرف الطفل حدودك وخصوصيتك وأنت تفعل هذا؟ لن يتعلم الطفل أبدًا أن لك حياة خاصة وحدودًا إذا استمر الوضع على هذا المنوال، لذا يجب أن تفصل جيدًا بين حبك وخوفك على أطفالك، وبين العادات القويمة والسلوك المناسب الذي يجب عليك تعليمه لهم.
يختلف الخبراء حول تحديد أفضل وقت يمكن أن تفصل فيه طفلك في غرفة منفصلة، يقول البعض من سن (3) شهور، بينما يقول البعض من سن (6) شهور على اعتبار أنه السن الذي تبدأ فيه بإدخال الأطعمة الصلبة لطفلك، بحيث لا يكون معتمدًا على الرضاعة فقط، وهناك أشخاص تقول أكبر من هذا، لكن من رأيي أن أنسب وقت هو بعمر الستة أشهر بالفعل، من ناحية يكون الطفل قد بدأ في تناول الطعام الصلب مع الرضاعة، ومن ناحية أخرى يكون صغير بحيث لم تتكون لديه مفاهيم الخوف من الظلام أو العفاريت أو الوحوش وغيرها، وهذا سيسهل عليك عملية فصله عنك.
لكن انتبه لنقطة مهمة جدًّا، لا ينبغي أن تقوم بفصل طفلك دفعة واحدة، يجب أن تبدأ بيوم في الأسبوع، ثم يومين، ثم ثلاثة، وهكذا لفترة من الوقت حتى يعتاد الطفل على النوم بمفرده، حينما يستقل ابنك في غرفة خاصة ستشعر بمزيد من الخصوصية بينك وبين زوجتك، وهذا سيؤثر إيجابيًّا على حياتكما الزوجية، سواء من الناحية العاطفية أو الجنسية، والتي يشتكي معظم الآباء من تأثرها سلبًا بعد الإنجاب.
اهتم بمتطلباتك كما تهتم بمتطلبات أبنائك
يجب أن تعلم أبناءك أن متطلباتهم على نفس القدر من الأهمية من متطلباتك، لا تشعر أولادك أن متطلباتهم أهم، وأنك في كل مرة يمكنك تأجيل ما تريد لتفعل لهم ما يريدون، هذا سيشعر أولادك أنك غير مهم، لا أهمية لما تشعر به، لا أهمية لما تريده، لا أهمية لما تحتاج له، وبالتالي لن يحترموا خصوصيتك وحياتك وحدودك أبدًا، وستعلمهم بهذا أن يكونوا أنانيون لا يفكرون سوى في أنفسهم واحتياجاتهم التي يجب أن تشبعها لهم رغمًا عنك.
لذا يمكنك إذا كنت ستختار بين متطلباتك ومتطلبات أبنائك أن تخبرهم أنك هذه المرة ستفعل ما يحتاجون له وستؤجل ما تحتاج إليه، لكن في المقابل في المرة القادمة سيحدث العكس وعليهم تقبل هذا الأمر.
اغلق باب غرفتك
معظم الحالات التي يشتكي فيها الزوجان من تأثر علاقتهم الحميمة سلبًا بعد الإنجاب نكتشف فيها بعد البحث أن غلق باب الغرفة الخاصة بهم لم يكن خيارًا يقومون به، ربما تظن أن الأمر بسيط وتافه، لكنه في الحقيقة أحد أكبر أسباب عدم احترام خصوصية وحدود الوالدين، يمكنك أن تعلم أطفالك النوم في غرفة بمفردهم، لكن في نفس الوقت تترك باب غرفتك دائمًا مفتوح لكي يدخل عليك أبناؤك في أي وقت دون أن يتعلموا أن الاستئذان وطرق الباب أمر لا بد منه في كل مرة يحتاجون لك فيها.
وبالتالي عندما ترغب في وقت مع زوجتك بمفردكما وتقومان بإغلاق الباب سيعلم الأطفال أن هناك شيئًا مختلفًا يحدث، هذا يعطي لهم انطباعًا سيئًا من ناحية، ويمكنهم أن يبدأوا في الصراخ والعويل من ناحية أخرى لكي تفتح الباب لهم، لذا تعلم أن تغلق باب غرفتك من البداية لكي يتعلم الأطفال أن وقت النوم لكلٍّ منكم له مكانه وحدوده، وأنه إذا احتاج شيئًا يجب عليه طرق الباب والاستئذان منك.
لا تجعل أولادك يشتركوت في كل المواضيع التي تتحدثون فيها
من أفضل الطرق التي تساعدك على رسم حدود صريحة مع أولادك هي عدم السماح لهم بالاشتراك في كل المواضيع والمناقشات التي تتحدثون فيها، يمكنك أن تتطلب من طفلك بكل هدوء ألا يشترك في هذا النقاش عندما يتدخل، وأنه نقاش “خاص” بينك وبين والدته، ولكن في نفس الوقت اطلب منه التدخل وإبداء رأيه في نقاشات أخرى، لكي يتعلم الطفل أن هناك حدودًا، وأن هناك نقاشات يمكن التدخل فيها وأخرى لا.
اطلب من أولادك بين الحين والآخر تركك للتحدث مع والدتهم على انفراد
لكي لا تكون حياتكما مختلطة وعشوائية يمكنك أن تطلب من أبنائك في بعض الأوقات أن يتركوا الغرفة لك ولوالدتهم للتحدث في موضوع خاص، هذا سيعلمهم احترام خصوصيتكم، وأن لكم حدودًا غير مسموح لهم بتجاوزها، وستجد الطفل يعتاد على هذا ويستأذن في كل مرة يريد فيها التدخل في الحديث وإبداء رأيه لك.
احترم خصوصية وحدود أولادك حتى يحترموا خصوصيتك وحدودك
الشيء الذي تقدمه ستحصل على مقابل له، والشيء الذي لا تقدمه لا يمكنك أن تحصل على مقابل له، لا يمكن أن تزرع جزرًا وتنتظر حصاد التفاح، لذا ما تريد حصاده قم بزراعته في المقام الأول، إذا كنت تريد أن يحترم أبناؤك خصوصيتك احترم خصوصيتهم، لا تدخل غرفة أولادك قبل طرقها، لكي يطرقوا بابك قبل الدخول، لا تقم بالتفتيش في غرفة أولادك كي لا يقوموا بالاعتياد على التفتيش في خصوصياتك، امنح أطفالك حدودهم وحريتهم وخصوصيتهم كي يمنحوك مثلها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
مقال هام لكل أب وأم حول رسم الحدود الشخصية بينك وبين أطفالك
link https://ziid.net/?p=70661