لماذا لا نتكلم بذوق مع المقربين؟
التوازن بين رفع الكلفة وقلة الذوق في حديثك مع المقربين، وهو فن تحتاجه ليكون خيرك لأهلك أولًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
للكلمة قوتها وتأثيرها على نفوس من نحدثهم وخاصةً على المقربين من الأهل الأخوة والأخوات، والزوجة والأصدقاء، وكذلك الوالدان قد تنتبه بسبب الوصايا على الإحسان لهما من ديننا الإسلامي … فمن يكونوا مقربين لك هم أكثر أناس يفتقدون المجاملة والإتيكيت في التعامل والحديث معهم إلى أن تظهر بشكل فيه “قلة الذوق”. وكتاب “فن الكلام” لمؤلفه د. إيهاب فكري يعتبر من الكتب القلائل التي تطرح قضية حسن الحديث والاستماع مع المقربين أو من هم في “دائرة العشم” كما قال. ويرجع السبب في هذا لأن المقربين هم منطقة الأمان بالنسبة لك ومن المستحيل أن تخسرهم لهذا تتجاهل فن الكلام معهم بالرغم من أن رفع التكليف ممكن ولكن من غير رفع الذوق.
وينصح باستخدام الأساليب التالية لتحقيق فن الكلام:
الاستئذان
حين تتعامل مع أي أحد تعلم أن تستأذن مثل: من فضلك، إذا سمحت …وغيرها.
التسمية
نادِ مَن أمامك بأحب الأسماء إليه … خاصةً إذا كنت في نقاش معه فهو يعطي نوعًا من الود والاحترام له. فإذا كنت تحدث والدك قل له: يا أبي أريد هذا وليس أريد هذا من دون التسمية. فلهذا وقع وتأثير. “الإنسان أسير الإحسان”.
الاحترام
استبدل أنت بحضرتك عند الحديث مع مَن هم أكبر منك في السن أو المقام وبشكل عام الاحترام هو أساس أي حديث ناجح.
دور الكلمة في الأعمال
عندما تكون على رأس عمل أيًّا كانت المهنة أنت بحاجة لفن الحديث والاستماع فمثلًا في العيادات الطبية نجد الطبيب قد لا يكلف نفسه أن يخبر المريض ويشرح له عن مرضه ويطمئنه أو حتى يستمع للمريض فلهذا دور كبير على نفسيته. يذكر المؤلف بأن أحيانًا الحالة بسيطة جدًّا مثل: دور برد خفيف فلا يتكلف بأن يخبره حتى بمرضه فقط يكتب الدواء ويطلب منه العودة للمراجعة فيخرج المريض وهو في حيرة قد تدخله في مرض آخر. والبعض من الأطباء يشرح للمريض باستفاضة ولكن بمصطلحات طبية وبلغة إنجليزية وقد يسأله أيضًا ليصبح التشخيص خطأ؛ لأن المريض لم يكن يفهم القصد من السؤال. وهذا الشيء ينطبق على باقي المهن.
دور فن السؤال
السؤال علم بحد ذاته، وله أساليب بدايةً المقدمة ومن ثم عرض المشكلة وتنتهي بصياغة السؤال من حيث الوضوح والسهولة في الألفاظ المستخدمة. إذا كان السؤال الموجه غير محدد من الطبيعي أن تأتيك الإجابة عامة بحيث لا تجد ضالتك. “السؤال الصحيح نصف الإجابة”.
دور الصمت الذكي
أول خطوة نحو فن الكلام هي عدم الكلام، يذكر المؤلف بأن الاستماع فن ومن خلاله أنت تعطي نفسك فرصة للتأمل واكتساب الخبرات والتفكير، كذلك استماعك سيجعلك تفهم مقصد الذي أمامك من كلامه لأنك أتحت له الفرصة في أن يستكمل فكرته كاملة. في حين هنالك صمت غير محمود والذي يكون نتيجة لقلة الثقة في النفس كخوف من سخرية على حديثه أو هجوم … وغيره. “الأحمق الساكت يحسب مع الحكماء” كذلك هنالك مواقف ينبغي فيها التحلي بالصمت عن الكلام فلا تغير الحوار إذا كنت لا تفهمه بل استمع وتعلم. ولا تتكلم بكلام غير مناسب للموقف.
المستمع الجيد
هو من يظهر اهتمامه للشخص المتحدث فهنالك من تحدثه وهو يفكر في شيء آخر أو تحدثه وهو مشغول عنك بالهاتف الذكي أو يهز رأسه وهو ليس معك. إذا واجهت شخصًا لا يستمع لك غير الحديث ربما أصابه ملل أو استأذن وانصرف.
المستمع المبالغ
هو من يبالغ في رد فعله في شيء لا يحتاج هذا يشعرك بأنه يسخر منك أو يمثل. وينصح المؤلف بالتدرب على الاستماع للآخرين خاصةً لمن اعتاد أن يتكلم هو مع الاهتمام بالمتكلم أكثر من موضوع الكلام.
دور النقاش لا الجدل
بحيث يكون حديثك بغرض الوصول للحقيقة وليس استعراض قدراتك وتميزك على الطرف الآخر مثلما قال الإمام الشافعي: “رأيي صواب محتمل الخطأ ورأيك خطأ محتمل الصواب”.
دور المقاطعة في تدمير الحوار
مقاطعة كلام المتكلم وهي أنواع منها: مقاطعة لعدم الاهتمام بالمتكلم أو بحديثه، ومقاطعة الموافقة، ومقاطعة للمعارضة، كذلك مقاطعة “وأنا أيضا” فتجده يخبرك بأن نفس الشيء قد حصل معه ويبدأ يتحدث هو غير مبالٍ بأنه قطع حديثك أو مقاطعة بحس فكاهي مثل: تعليقات مضحكة أو نكتة من باب القافية تحكم.
وفي النهاية … فن الكلام يبدأ من حسن الاستماع، وعدم المقاطعة، وبأن تناقش بدلًا من أن تجادل، كذلك للنجاح في حياتك الأسرية ودائرة المقربين منك عليك بممارسة فن الحديث والاستماع، وبالذوق معهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
كيف تتحدث بذوق؟ هذا المقال يخبرك
link https://ziid.net/?p=94420