ماذا تعرفين عن اكتئاب ما بعد الولادة؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ الولادة التي تُدخلك في عالم الأمومة من أوسع أبوابه حدث رائع في حياة كل امرأة وأم، فهي تمضي فترة حملها تعُدّ الأشهر والأيام بانتظار اليوم الذي تحمل فيه وليدها، ورغم مشاعر الفرح العارمة التي تشعر بها، فإنّها أيضًا تشعر في المقابل بالكثير من الخوف والقلق والمسؤولية تجاه ما ينتظرها.

غالبًا ما تعاني الأمهات الحديثات من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يكون نتيجة التغيُّر الكبير الذي يحدث في حياة الأمهات والمسؤولية الكبيرة تجاه أطفالهنّ، وقلة النوم، والتعب العام من الولادة.

متى يبدأ  اكتئاب ما بعد الولادة؟

عادةً ما تبدأ الأمهات بالمعاناة من الكآبة منذ اليوم الرابع أو الخامس من الولادة ويمتد لأسبوعين، ولكن قد تتفاقم المشكلة ليصبح الاكتئاب أكثر حدّة وأطول وقتًا، وقد يُعدّ واحدًا من مضاعفات ما بعد الولادة وأمر طبيعي تمر فيه الكثير من الأمهات، وتتراوح حدته ما بين الطفيف والشديد.

ما هي أسباب حدوث هذه المشكلة؟

لا يوجد سبب واحد محدّد للإصابة بالاكتئاب، ولكن التغييرات التي تمر بها المرأة تلعب دورًا كبيرًا في حدوث هذه المشكلة؛ منها:

أوّلًا: التغييرات الجسديّة

تقل نسبة هرمونيْ الإستروجين والبروجيسترون في الجسم بعد الولادة، وكذلك بعض الهرمونات التي تفرزها الغُدةّ الدرقيّة ما يلعب دورًا أساسيًا في شعور المرأة بالكسل والتعب والاكتئاب.

ثانيًا: التغييرات النفسيّة

بالطبع تتطلّب الولادة والعناية بالطفل الجديد الكثير من بذل الجهود رغم تعب جسد الأم وضعفها، بالإضافة إلى حرمانها من النوم، وشعورها بالقلق والمسؤولية تجاه طفلها، بالإضافة إلى عدم قدرتها على السيطرة على يومها وروتينها اليومي لتحكم الطفل بوقتها، ما قد يسبب مشاكل نفسية للأم تؤدي لإصابتها بالاكتئاب.

ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟

تختلف الأعراض باختلاف حدّة المشكلة، أمّا الأعراض العادية والتي تكون في الأيام الأولى فقط من الولادة حتى أسبوعين، فتعاني الأم من:

1. تقلُّب المزاج.
2. الشعور بالإرهاق والتعب.
3. البكاء.
4. الشعور بالحزن والقلق.
5. قلّة التركيز.
6. قلّة الشهية لتناول الطعام.
7. صعوبة ومشاكل في النوم نتيجة الأرق.

وقد تتفاقم مشكلة الاكتئاب لأعراض أكثر حدّة، وهذه تحديدًا يجب مراجعة الطبيب على الفور ومعالجتها لئلا تتفاقم الأمور أكثر وتحدث عواقب وخيمة، وقد تستمر هذه الأعراض لأشهر وربما أكثر، ومن أهمها:

1.  عدم التعلُّق بالطفل وعدم الرغبة بالاعتناء به.
2. الابتعاد عن العائلة والأصدقاء، وتفضيل العزلة والوحدة.
3. فقدان الشهية أو فرط الشهية فوق المعتاد.
4. عدم النوم لأيام طويلة.
5.  قضاء وقت طويل في البكاء فقط.
6. الغضب الشديد من أتفه الأمور.
7. الشعور باليأس والإحباط الشديدين.
8.  الإصابة بنوبات قلق وهلع شديدة.
9.  التفكير بإيذاء النفس أو إيذاء الطفل.
10.  التفكير بالموت أو الانتحار.

عليك مراجعة الطبيب في حال لاحظتِ تفاقم هذه المشكلة واستمرارها لما بعد أسبوعين من الولادة، وأنّها مع الوقت تصبح أكبر سوءًا، وكذلك إذا وجدتِ أنّ تجدين صعوبة بالغة في العناية بطفلك وأداء مهامك اليوميّة، والتفكير بأفكار سلبية بإيذاء نفسك وطفلك.

كيف تقي الأم نفسها من اكتئاب ما بعد الولادة؟

1.  المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة، لا سيّما رياضة المشي التي تساعد في التخلُّص من الطاقة السلبيّة والإحباط وتحسين المزاج.
2.  تنظيم أوقات النوم قدر الإمكان، وذلك لأخذ قسط من الراحة، ما يساعد الأم على العناية بطفلها بطريقة أفضل وأكثر نشاطًا.
3. مشاركة الأم تجربتها مع أمهات أخريات، خاصّة أولئك اللواتي عانين من تجارب مؤلمة عند الولادة أو عانين من اكتئاب ما بعد الولادة وكيف استطعن التغلُّب عليه.
4.  اعتماد حمية غذائية ونظام غذائي مناسب للأمهات المرضعات، وذلك لمحاولة التقليل التدريجي من وزنها، والذي قد يكون عاملًا أيضًا في إصابتها بالاكتئاب.
5.  الخروج من المنزل برفقة طفلها، والذهاب إلى أماكنها المفضلة لمحاولة تغيير روتينها دون حبس نفسها في المنزل.
6.  تغيير ديكور المنزل أو على الأقل ديكور غرفة النوم، ما يساعد في تغيير الروتين اليومي.
7.  يمكن للأم الذهاب إلى صالون التجميل، والحصول على قصّة شعر جديدة أو تغيير لون شعرها للحصول على مظهر جديد يزيدها حيوية ونشاطًا وشبابًا.
8.  في حال لم تفلح كل الطرق السابقة، فمن الأفضل مراجعة الطبيب المختص في معالجة مثل هذه المشاكل، واللجوء إلى الأدوية باستشارة الطبيب لمعالجة المشكلة وعدم تفاقم الأعراض.