الزوجة الثانية: الخلاف ليس مع الشرع
بأي حق يقرر الزوج أن يتخلى عن السيدة التي ساندته ودعمته وضحت بالكثير من أجله؟ لا ننكر على الزوج حق الزواج الثاني لكننا ننكر الغدر
add تابِعني remove_red_eye 460,350
لن نتطرق في هذا المقال إلى رأي الشرع في الزواج الثاني، فبالطبع هناك مبررات شرعية تنظم هذه المسألة وأنا لست أهلًا للحديث عن هذا الموضوع ولكننا سنتحدث فيه من وجهة نظر أخرى مختلفة. وهي وجهة النظر الإنسانية التي تتعلق بالزوجة الأولى وما تعانيه جرّاء قرار زوجها بالزواج للمرة الثانية.
في الأيام الماضية تزوجت أحد الفنانات من رجل أعمال وبالطبع تمت مشاركة الصور والمقاطع المصورة للزفاف والذي كان أسطوريًّا بحقّ، ولكن في نفس وقت الزفاف ظهرت منشورات أخرى تؤكد أن هذه الفنانة هي الزوجة الثانية، وأن الزوجة الأولى ما زالت كما هي. على الرغم من البهجة التي شاهدناها في الصور والمقاطع فإن الشعور بالظلم والقهر والألم سيطر على أغلب النساء اللاتي وضعن أنفسهن مكان الزوجة الأولى.
مؤخرًا أيضًا تمّ بثّ أحد المسلسلات التلفزيونية التي تحكي قصة سيدة وقفت بجانب زوجها وساندته وساعدته لكي يصبح أقوى وأكثر استقرارًا ماديًّا، ولكنه فور وصوله إلى هذه المرحلة تزوج عليها راميًا كل سنوات العذاب والعناء والشقاء التي عاشتها الزوجة الأولى معه على أمل أن تصل إلى الراحة التي كانت تحلم بها.
للأسف هذه القصص ليست حالات فردية وليست حالات شاذة، هذه القصص تتكرر بشكل يومي صادم ولكم في مجموعات الشكاوى والرسائل النسائية العبرة والدليل، وهو ما يجعلنا نتخذ موقفًا من الزواج الثاني ومن السيدة التي تختار أن تكون زوجة ثانية، وكما سبق وذكرت الموقف هنا ليس شرعيًّا ولكن إنسانيًّا.
بأيّ حق يقرر الزوج أن يتخلى عن السيدة التي ساندته ودعمته وضحت بالكثير من أجله؟ لا ننكر على الزوج الحق الذي كفله الدين له ولكننا ننكر الغدر والخيانة التي تشعر بها الزوجة نتيجة لقرار زوجها، والذي غالبًا ما يأتي صادمًا ومفاجئًا ويتسبب في هدم وتدمير نفسية الزوجة الأولى.
المجتمع المصري يعتمد بشكل كبير على المرأة ويتعامل دائمًا مع الرجل على أنه طفل أو غير عاقل وأنه من السهل دائمًا أن يخدع وأن تضحك عليه امرأة أخرى وتسرقه من زوجته، وبالتالي لا يمكن معاتبته أو لومه، وبالتالي تتحمل الزوجة نصيب الأسد من المسؤوليات والمهام، فالزوجة مسؤولة عن تنظيم الشؤون المالية للمنزل حتى ولو كانت الموارد قليلة.
والزوجة مسؤولة عن التربية وأيّ خطأ سيلومها الزوج والمجتمع كله، كما أنها مسؤولة عن الأنشطة التي يمارسها الأطفال والمناسبات العائلية وغيرها من المهام التي لا يشغل الرجل بها بالًا وتتحملها المرأة بشكل كامل، مما يدفعها إلى إهمال نفسها تدريجيًّا والتحول لكي تكون- الرجل- المسؤول الأول والقائم بكافة أعمال الأسرة، وبالطبع يكون الجزاء في أغلب الأحيان الخيانة.
أنا هنا لا أعفي المرأة من وزر زوجها، بل أحملها جزءًا كبيرًا من المشكلة، فالزوجة تماهت تمامًا في نسيج المنزل والأطفال والمسؤولية وبالتالي لم تعد بهية تتجمل وافتقدت طاقتها الإيجابية واستبدلتها بجداول الأعمال وغيرها من المهام التي لا يوجد غيرها يمكن أن يتحملها.
عزيزتي المرأة إهمالك لنفسك لن يتوجك امرأة مثالية، ومهما بذلتِ من أجل منزلك لن يرضى عنك الزوج أو الأبناء ودائمًا سيتهمونك بالتقصير، لا تخطئ فَهْمي أنا لا أقصد أن أشجعكِ على التراخي أو إهمال المنزل ولكن يجب أن تخلقي عالمك لنفسك، عالم خاص بك بعيدًا عن واجبات الأطفال وكيّ ملابس الزوج وشراء حاجيات المنزل، عالم لا يشاركك فيه أحد. وأن تفرضي المشاركة قانونًا في المنزل، فزوجك يجب أن يتحمل نصف مسؤوليات المنزل معك.
عزيزتي المرأة كونك تزوجتِ وأنجبتِ أطفالًا لا يعني أبدًا أن تنسي نفسك، وقوفك بجوار زوجك ومساندته أمر لا غبار عليه، ولكن دون أن تنسي نفسك.
يجب أن تجهزي لأيّ طارئ، وأن تمتلكي خطة بديلة تسندك إن قرر زوجك أن يلقي بسنوات العمر ويستبدل حياته معك بامرأة أخرى، الزواج ليس نهاية الحياة أو قمة الطموح ولكنه مرحلة في حياتك أمر يمكنك الاستغناء عنه إن لم يكن متاحًا، لذا لا تتنازلي عن نفسك وعن أحلامك وطموحاتك مهما كانت بسيطة، كوني أنت سندًا لنفسك ولا تنتظري من الزوج أن يحقق لك ما لم تتمكني أنت من تحقيقه لنفسك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 460,350
مقال مثير حول الزوجة الثانية و سر الاعتراض عليها
link https://ziid.net/?p=75052