فن التعافي من العلاقات المؤذية نفسيًا وجسديًا
حينما تنتهي علاقاتنا،نشعر أن شيء ما انتزع منا، أننا لم نعد كما نحن ونحتاج لدليل يرشدنا.لشئ يحملنا بعيدًا عن الألم ويزرع فينا الأمل
add تابِعني remove_red_eye 61,969
حينما تنفصل عن شريكك وتستيقظ اليوم التالي، ستهرع إلى هاتفك للتأكد من أنه أرسل إليك رسالة الصباح، أو لترسلها أنت، لكنك تتذكر أخيرًا أنه لم يعد بالإمكان فعل ذلك، ستفتقد رسائل بعد الظهر، والمكالمات الطويلة في المساء، ستفتح عينيك لمواجهة حياتك بدونه، واقفًا بلا أحد يساندك أو يدعمك، لن تجد أحدًا تشارك معه ما كنت تشاركه، حتى لو كان افتراقًا عن قناعة تامَّة منك، لأن الحياة بينكما باتت مستحيلة، ستشعر بالخواء، ستضع يدك علي قلبك لتجد أنه أصبح خاليًا فجأة، كما أن التغيرات العنيفة في حياة الفرد قد تخلف متاعبَ نفسية، لأنها تأخذك من موضع لترميك بموضع آخر بعيد، كل هذا يحدث في الانفصال الناضج الهادئ فما بالُ الأمر إذا كنت قد نجوت للتوِّ من علاقة مؤذية، فخرجت منهكًا، مستهلكًا، مجروحًا تجرجر قدميك وخسائرك، ما الذي يمكنك فعله حينها؟
ولكن قبل أن تجزم بأنها علاقة مؤذية أم لا يجب أن تعرف علامات العلاقات المؤذية. إليك ذلك: 15 علامة تخبرك أنك في علاقة سامة ويجب أن تتخلص منها
العبور إلى الناحية الأخرى
تعتمد تلك المرحلة على أمرين في غاية الأهمية، وهما:
التأكد من غلق أي باب في وجه ذلك الشريك الراحل
فأحيانًا يعود ذلك الشريك المؤذي ليحظى بجرعة اهتمام على حسابنا، أو حتى ليلهو قليلًا فحسب، وتكمن الأهمية هنا أننا في حالة ضعف شديد، إنها مزيج من الوحدة والافتقاد والخوف من المجهول الذي لا نعرفه وتفضيل ما نعرفه حتى ولو كان مؤذيًا عن ذلك المجهول.
وقد يعود الشخص وهو يخبرنا أنه تغيَّر وارتدي لباسَ التقوى وعرف خطأه هنا أيضًا يجب علينا أن نغلق الباب في وجهه، ففي غالب الأمر هو لا يفتقدنا نحن بل يفتقد ما يستمده منا، الأمر في غاية الخطورة وهناك علاقات تبقى على تلك الوتيرة لسنوات، ينسحب الشريك فعلًا فيسرع الطرف الآخر المستفيد إليه، يرهقه بطلب العودة يخبره أن الأمور ستتحسن، ولكن سرعان ما يُكتَشف الأمر، فتجد أنه غير صادق، ويضيع العمر في دائرة مفرغة من الأذى والألم.
طلب المساعدة
يمكن أن تطلب المساعدة من مختص إذا كنت محملًا بكمٍّ كبير من المشاعر السلبية ولا يمكنك التعامل معها وحدك، أما إذا لم يكن ذلك الأمر متاحًا فيمكنك الاعتماد على صديق أو أخ لدعمك ومساندتك، لتتحدث أمامه عن مشاعرك وتقوم بإفراغها من أجل أن تتخلص منها، أن تصبح الذكريات مجردة دون أن تشعر بألمها. تقول صديقة: (كنت أهرب دومًا من الحديث عنه، كنت أخاف أن أضع يدي على الجرح ظنًّا مني أنه بهذا سيشفى، لكنن حينما انفجرت ذلك اليوم وقصصت كل ما كان يفعله معي، وبكيت وتألمت حتى الانهيار، مسحت دموعي أصبح شيئًا لم يكن، أصبحت حينما أتذكره لا أشعر بتلك السكين التي تشق صدري.
الخروج من عباءة الضحية
لا يمكنك العيش طوال الوقت في عباءة الشخصية الضَّحية، التي مزّقها الشريك من الداخل بل يجب أن تنظر نظرة مُنصفةً، فحينما تظن أنك الضحية لن تتخذ خطوات نحو التعافي، لأنك مؤمن بأنك أضعف من تلك الخطوة، ستظل منتظرًا لهبوط نعمة التعافي من السماء، لكن حينما تخلع عنك ذلك الدور، وتفكر أنك كنت شريكًا في الأمر إما بِصَمْتك، أو بإهمالك تجاه ما كان يحدث طوال الوقت، أو على الأقل تعي أن دور المؤذي قد انتهى في تلك المسرحية، والآن حان دورك أنت لتقوم بدورك، لتتعافى، لتخطو نحو الأمام.
إن دور الضحية يمثل لنا مساحة آمنة نختبئ بها، لكن بعد فترة يعيقنا عن التقدم وسنصدق أننا عاجزون عن فعل أي شيء وهو أمر في غاية التعاسة.
- 5 اختلافات في العلاقة الزوجيّة تدل على انتهاء العلاقة
- الحب لا يكفي! هناك أمور أهم إن كنت تفكر في الزواج
الإبحار نحو القبول
وهو يعني أن تتقبل أن العلاقة انتهت وأنه لم يعد هناك متسع لذلك الشخص في حياتك، وأن تنزل الذكرى منزل غير ذي ألم في رأسك، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة.
هنا، يمكننا العودة إلى نموذج “كيبلر روس” للحزن والفقد وهو النموذج الذي صممته لما يمر به المحتضرون عندما يواجهون الموت المحتم والذي تم تعميمه فيما بعد، على كل من يصاب بالفقد أو الصدمات (وهو شائع في مرحلة بعد الانفصال سواء كانت العلاقة طبيعية أم مؤذية، ويتكون من 5 مراحل):
1- الإنكار
وهو إنكار أن ما حدث والقول بأنه لم يحدث، إنه حالة من عدم التصديق، ربما تمسك هاتفك كل صباح منتظرًا رسالته فأنت من داخلك ما زلت تقول إنه سيعود ويأتي وأن الحب الذي بينكما لن يغيره شيء، ربما تنكر أن أحببته أصلًا وتتكلم عن ذلك الأمر وكأنه لم يحدث، ربما في بعض الأحيان تقول إنك لم تحبه من البداية، كل هذا يحدث فقط لتخفف عنك الصدمة والألم.
2- الغضبقال درويش
(لن تأتي.. قلتُ ولن .. سأُعيد ترتيب المساء بما يليق بخَيْبتي وغيابها)
في تلك المرحلة ستغضب منه، لأنه لم يرجع، ستغضب لأنه أذاك، ستغضب لأنك سمحت له بإيذائك، ربما حتى توجه غضبك نحو الله لأنه لم يمنع عنك أذى ذلك الشخص، لكن أهمية تلك المرحلة تكمن في أنك تأكدت ما حدث ولم يعد هناك مجال للشك.
3- المساومةكان الصديق يردد دائمًا :
(لو أنني لم أَغَرْ لم تكن لتغادر، لو أنني تركت لها متنفسًا)
والكثير من الاحتمالات. تلك المرحلة في غاية الخطورة، الآن هشاشتنا النَّفْسية هي المتحكمة بنا، الآن لو عاد المؤذي لقَبِلْنا، لأننا سنغير تلك الأشياء، سنطور اللم لا، وسنحاول الإصلاح، عليك أن تعرف أنك اجتزت الأصعب وأن المؤذي لن يتغير.
4- الاكتئابلقد أصبحت الحياة بدونهم باهتة لا يمكن أن نتحملها، سيئة بشكل كبير، إنها مرحلة الخواء، حيث كل الطرق معتمة. في تلك المرحلة يبرز دور الصديق الداعم والمساند، أو نحتاج للمتخصص الذي يساعدنا إلى عبور الطريق.
5- القبولأهلًا لقد وصلت رحلتك، أنت الآن عبرت تلك العلاقة وانتهيت منها تمامًا، أنت الآن قادرًا على الحياة مجددًا. إنها مرحلة من السلام النفسي والتصالح مع الذات، أنت الآن ترى نفسك بشرًا، يصيب ويخطئ، لا ضحية ولا شريك في الأذى أنت الآن تشعر أن جراحك مغلقة، لا تنتظر اعتذار من أحد، يمكنك خوض الحياة مجددًا، لا تشعر أن الحياة واقفة بلا حراك.
العودة للحياة الطبيعية
الآن يجب عليك أن تتصرف بوعي، أن تملأ الفراغات التي خلفتها العلاقة بك وبنفسك وبعلاقتك الروحانية، بعملك ونجاحاتك، يجب الآن أن تركز على نفسك، أن تطورها وتحميها، وتلتمس لها الأعذار، وأن تحميها دائمًا وأبدًا، من الوقوع في براثن مؤذٍ جديد.
add تابِعني remove_red_eye 61,969
مقال يساعدك على تخطي العلاقات المؤذية بسلام
link https://ziid.net/?p=55854