أسباب عمليّة للزواج أو لماذا كانت فكرة الزواج شيئا عمليا؟
الزواج من أكبر قرارات الحياة وغالبا ما يُبنى على عوامل عاطفية أو عملية، ومن يجمع بين الاثنين يكون أكثر فرصة في النجاح
الزواج من أكبر قرارات الحياة وغالبا ما يُبنى على عوامل عاطفية أو عملية، ومن يجمع بين الاثنين يكون أكثر فرصة في النجاح
add تابِعني remove_red_eye 229
هنالك أسباب عدة وراء تخطيطنا لبناء حياةٍ مع شخصٍ ما، ولكن في ثقافتنا لا تعد كل هذه الأسباب سواءً. فبإمكاننا تقسيم دوافعنا إلى فئتين؛ رومانسية وعمليّة:
في وقتنا الحاضر، تُفضل ثقافتنا، وبشدة، الأسباب الرومانسية، وتتركنا بشعور بالذنب والدنس فيما يتعلق بالأسباب العمليّة. فمن العار أن تصرح بأن دافعك الأكبر للزواج من شخصٍ ما هو لأننا نراه جذاباً للغاية وحسب، أو تعترف بأنه ما لم يحظَ بدخله الحالي فإن جاذبيته ستكون أقلَّ. فنحن على الأرجح لن نعترف حتى لصديق بأننا متشوقون للارتباط بشخصٍ يملك نظرة عملية بشأن قضية عملية مثل نظرتنا في طريقة ترتيب المطبخ.
لكن هذا كله عائد إلى أننا في مرحلة إنكار لمسألة مَن نحن حقاً. نحن بالطبع مخلوقات تبتهج بارتباط قلبين، تتوق لأن ترى مشاعر حزنها وغايتها منعكسة في أعين الشخصٍ الآخر، والذي يمتلك رقة وأفكاراً عظيمة تحت سماء ملأى بالنجوم في هزيع الليل في عطلة نهاية أسبوع. ومع ذلك فلدينا أيضاً هواياتنا التي نمارسها صبيحة العمل والتي تُعرف هُوياتنا. التي عندها نكون عمليين وحازمين وغير مائلين للشفقة ونزوات الخيال ونقدّر الالتزام بالمواعيد والنظام.
فالزواج الصحي يتطلب دمجاً بارعاً بين الأسباب الرومانسية والعمليّة. فغالب ما نحاول فعله سيتطلب أن نعتمد على الموهبة اللوجستية والتي ستدعم الاهتمامات الرومانسية عِوضاً عن تقويضها، فالهدف من تملّكنا لبعض المال هو لتمكيننا من التوقف عن التفكير بطرق الحصول عليه طوال الوقت، والهدف من المنزل المنظم هو منعنا من إهدار ساعات ونحن نفتش خزائن الأطباق. فحياتنا تصبح مملةً جداً عندما نمتنع بتزمّت عن إعطاء أي أهمية “للتفاصيل المملة.”
علاوة على ذلك، فإن الاتفاق على مسائل عمليّة من شأنه أن يحافظ على الترابط عندما يكون الاتفاق على مسائل رومانسية صعباً. فمن السهل جداً أن يفقد أحدهم صبره تجاه روح شريكه، حيث ربما يكون من غير السهل أن يُهمل الشريك أهمية أن تكون المفارش نظيفة أو يستطيع المحافظة على حساب بنكي في وضع مطمئن. الملل، والأفكار المادية موجودة لتساعدنا على البقاء معاً حتى نتعلم كيف نتأقلم بنضج مع صراعاتنا العاطفية التي ستصاحبنا مهما كانت الظروف طيلة حياتنا.
الزواج ليس إلا مشروعاً عملياً بحق، فهو أشبه بإدارة مشروع تجاري صغير معاً، مشروع يتطلب تعاملات مع العقارات وإدارة السكان وتقديم الوجبات والتخطيط للإجازات والترفيه عن الأصدقاء بالإضافة لتربية الأطفال. فإذا كنا نرى أن مهارات شريكنا التنظيمية أو فطنته المالية أو جرأته التقديمية منخفضة فلن نستطيع أن نميّز مساهماته الصادقة المبذولة لبقائنا معاً.
فمن المفيد جداً أن نتبيّن بوضوح الأسباب العملية خلف اختيار شريكنا، وربما أيضاً تدوينها في قائمة (سرية) محفوظة في درج بجوار السرير. ونختار العودة إليها في أوقات الأزمات لنستذكر لمَ انتهى بنا المطاف باختيار هذا الشريك حتى نستطيع النجاح مجدداً في المهمة الصعبة ألا وهي استعادة الاعجاب والاتصال بروح شريك حياتنا.
add تابِعني remove_red_eye 229
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال حول فلسفة الزواج
link https://ziid.net/?p=15350