أزمة منتصف العمر الحقيقة والأسباب والحلول لمجابهتها
مقال متميز يتناول أزمة منتصف العمر بالتفاصيل، يناقش الأسباب وكيف يمكن أن تنعكس على حياة الأزواج المستقر وكذلك طرق العلاج
مقال متميز يتناول أزمة منتصف العمر بالتفاصيل، يناقش الأسباب وكيف يمكن أن تنعكس على حياة الأزواج المستقر وكذلك طرق العلاج
add تابِعني remove_red_eye 138,162
من أكثر الأخطاء الشائعة التي لا ينتبه إليها الكثير من الناس هو أن مراحل الحياة لا تتكرر، وبمجرد انتهاء مرحلة فإن الإنسان يكون بمأمن من الوقوع في مشاكلها مرةً أخرى، أي أنه عندما تنتهي مرحلة الطفولة وتبدأ المراهقة يعتقد الكثيرون أن مشاكل الطفولة مثل الخوف وسوء التصرف قد انتهت، وإنه بانتهاء مرحلة المراهقة فقد ذهبت مشاكلها مثل التهور والاندفاع إلى غير رجعة…
لكن الحقيقة غير ذلك! والواقع يشهد بغير ذلك! الحقيقة أن مراحل الحياة المختلفة تعيد وتكرر نفسها – بشكل عرضي أو دائم – إذا تكررت الظروف المؤدية إليها أو الدوافع المسببة لها!..لذلك نجد عجوزاً عنيداً كالأطفال، وامرأةً شابة تندفع كالمراهقات، وأستاذاً كبيراً يدبر المقالب كالشباب.
كل هذا موجود ومشاهد، لكنه لا يسبب الكثير من المشاكل لذلك يمر مرور الكرام.، لكن أخطر تحوُّل هو ما يُصيب المتزوجين مما يُعرف بأزمة منتصف العمر! وذلك لأنها من الممكن أن تتطور إلى حد ضياع الحياة الزوجية وتفكك الأسرة وتلوث السمعة إلى الأبد !
وتعبير “منتصف العمر” لا يقصد به منتصف عمر الشخص كالثلاثينات والأربعينات. صحيح أنه عادةً ما تحدث في هذا السن؛ إلا أنّ ذلك مرتبطٌ بالأحداث والتغيرات النفسية والبيئية المحيطة بالزوجين – وخصوصاً الزوجة – فمنتصف العمر يقصد به منتصف عمر الحياة الزوجية، وتحديداً هي الفترة التي يتجاوز فيها الأبناء مرحلة البلوغ، وأحياناً تبدأ بعد زواج الأبناء.
والسبب الرئيس في هذه المرحلة هو شعور الزوجين – وخصوصاً الزوجة – أنّ أبناءهم لم يعودوا بحاجةٍ إليهم؛ فبعد أن كان الأطفال يحتاجون لمن يعِد لهم الطعام، وينظفهم وينظف ملابسهم، ويحكي لهم القصص والحكايات قبل النوم، ويساعدهم في ارتداء أحذيتهم، وتوصيلهم إلى المدرسة، وتأدية واجباتهم المنزلية، وتقديم النصح لهم والإجابة عن تساؤلاتهم، ينتهي كل هذا ويجد الأب والأم نفسيهما وقد استغنى الأبناء عن كل ذلك!
وأصبح كل منهم يعتني بنفسه ويتذمر ممن يحاول تقديم المساعدة والنصح لهم ويعد ذلك تدخلاً سخيفاً في شؤونهم واعتبارهم مازالوا أطفالاً صغاراً – وهو أكثر ما يُغضب المراهقين – فيشعر الأبوان أن أبناءهم يستثقلون وجودهم بعد أن كانوا يأنسون بهم، ويشعرون بالضجر من صحبتهم بعد أن كانوا يشعرون بالأمن والأمان معهم، ويُفَضِّلون الانعزال عنهم ويعدونه من الخصوصية بعد أن كانوا يبكون لمجرد خروج الأب أو الأم من غرفة نومهم…
الأسوأ من ذلك هو شعور كل شريك بأن شريكه أصبح مستغنياً عنه، هذا هو أشد ما يثير أزمة منتصف العمر! أن تشعر الزوجة أن زوجها قد زهد فيها ويتمنى أن يرتبط بأخرى ! وأن يشعر الزوج أن زوجته قد زهدت فيه وأصبح غيابه عنها أو وجوده معها سيان! وتبدأ الاتهامات المتبادلة المعروفة: أنتِ لا تهتمين إلا بالأبناء ولا تعيرينني أو تعيري حبنا أي اهتمام! أنتَ لم تعد رومانسياً ولا أسمع منك أي كلمة حب منذ فترةٍ طويلةٍ! أنتِ مهمِلة في مظهرك بحجة ضغط البيت! أنتَ لا تهتم بمظهرك ولا ترى سوى عملك وكفى !….هنا تبدأ حالة من البلادة العاطفية تصيب كلا الزوجين وييأس من إصلاح سلبيات الآخر ويتقبلها على مضض…
ثم تبدأ مرحلة التمرد على هذا الوضع الروتيني السخيف! ويبدأ كلا الزوجين في الاهتمام – من جديد – بمظهره وانتقاء كلماته وتهذيب تصرفاته والحد من عصبيته، لكن – للأسف – ليس لشريكه ولكن لشخصٍ آخر! شخص آخر يدخل حياة الزوجة بسلاسة وهدوء، وامرأةٌ أخرى تدخل حياة الزوج بنعومةٍ وثقة… ليس لأن أحد الزوجين أو كلاهما خائنٌ لللآخر – حاشا لله -؛ وإنما لأنهما تركا نفسيهما ضحيةً لأزمة منتصف العمر ولم يعالجاها ويتأقلمان معها حتى تمر بسلام.
ولمعرفة كيفية التعامل الصحيح مع هذه الأزمة، لابد أن نفهم ما تمثله جيداً؛ فأزمة منتصف العمر تمثل عودة لمرحلة المراهقة بقوة! مرحلة الاندفاع والتهور والطيش وفوران المشاعر والعواطف من جديد! والأخطر أن هذه المشاعر توجد في إنسانٍ كبير وناضج ويملك مصدراً للدخل يكفي لتحقيق رغباته الجامحة!
وهو ما يدفع لاتخاذ قرارات كارثية قد تحطم بنيان الأسرة تماماً! وإذا أردت أن تفهم كلامي أكثر، فاعلم أن معظم – أو كل – الأزواج الذين يثرثرون عن حقهم في التعدد والزواج مرةً أخرى لا يبحثون عن زوجة وأبناء وتكوين أسرةٍ جديدةٍ على ما فيها من مسؤوليات ومصاريف ومتاعب ورعاية سيُسأل عنها يوم القيامة؛ وإنما لا ينظر إلا من زاوية العواطف والغرائز والاستمتاع فقط!
وهو ما أدى لظهور علاقات عجيبة كزواج المسيار – وهو زواج شرعي من الناحية النظرية؛ لكنه لا يؤدي لتكوين أسرة أو ترابط بين الزوجين، وكالصداقات الإلكترونية والمجموعات المختلطة وزمالات العمل والمزاح مع الجنس الآخر والتواصل والتراسل والتشاور…”… وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ أو يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ” كما أخبر الحبيب – صلى الله عليه وسلم.
كذلك الزوجة، قد تنجذب لرجلٍ آخر وليس في مخيلتها تكوين أسرة والقيام بحقوقه كزوجٍ لها؛ وإنما لا تتعدى أحلامها العلاقة العاطفية وكلمات الحب تحت ضوء شمعة في ليلةً رومانسية ساحرة.
في عُجالةٍ نسرد الحل في شكل نقاطٍ موجزة لأزمة منتصف العمر :
add تابِعني remove_red_eye 138,162
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
كيف تواجه أزمة منتصف العمر ؟
link https://ziid.net/?p=14521