هل يُمضي طفلك وقتًا طويلًا أمام الشاشات؟ إليك الحل
في ظل الحبس الإجباري بسبب الكورونا صارت الشاشات هي المتنفس الوحيد للأطفال.. زادت عن حدها حتى تحولت إلى إدمان للأسف
add تابِعني remove_red_eye 91,100
سواء كنت على متن طائرة مزدحمة تحاول منع طفلك من التسبب بانهيار عصبي، أو عالقًا بالداخل مع ثلاثة أطفال ضمن فترة الحجر الصحي، تجد أن لا بأس بالتغاضي عن الجلوس أمام الشاشات، خاصةً خلال عطلة منتصف السنة عندما تكون على وشك قضاء أسبوعين برفقة أطفالك. لكن ماذا تفعل إذا استمرّت جلسة مشاهدة فيديو مدتها ساعة إلى ساعتين.. أو ثلاث؟
وجدت نيكول ماينز -38 عامًا- من أوريندا بولاية كاليفورنيا، نفسها تستسلم لمطالب ابنها في المزيد من (وقت الشاشة) بعد ولادة طفلها الثالث.
هل ابنك مدمن على التكنولوجيا أيضًا؟
في صباح يوم عاديّ، كان ابنها الأصغر -سنتان- يصعد إلى سريرها، ليقول جملة واحدة “أريد الهاتف”. كانت متعبة جدًّا عن أن ترفض، فمنحته هاتفًا حتى يتمكن من مشاهدة برنامجه المفضّل الذي لا يستمر لأكثر من (45) دقيقة. ثم يستيقظ ابنها الآخر، والبالغ من العمر (4) سنوات. وهنا ينشب شجار بين الطفلين على الهاتف وينتهي بتسليمها أكبرهما حاسوبها المحمول القديم.
عادةً ما تقضي ابنتها، البالغة من العمر (6) أعوام، ما معدله ساعتان يوميًا في “التهام” مقاطع فيديو (فتح الصناديق) على اليوتيوب وعروض مثل “حياة باربي في منزل الأحلام” أثناء الوجبات. وعندما تخرج الأسرة لتناول الغداء في المطعم، عادةً لمرتين في الأسبوع، تحاول السيدة ماينز تجنب تشتيت انتباه أطفالها بالشاشات. فهي تحضر وجبات خفيفة وملصقات وأنشطة ليمارسوها أثناء الانتظار، ولكن إلى أن تأتي وجباتهم، تكون الشاشات قد احتلت حوالي (80%) من الوقت.
هذا ليس المستقبل الذي تخيلته السيدة ماينز عندما كانت ابنتها طفلة صغيرة. تقول السيدة ماينز، أنها تشعر بالخجل -وحتى بالخزي- بشأن مقدار الوقت الذي تسمح فيه لأطفالها بمشاهدة فيديوهات اليوتيوب. لكن قصتها لا تختلف عن قصة الكثير من الآباء الآخرين الذين يرغبون في قضاء أطفالهم وقتًا أقل مع الأجهزة الرقمية.
تقول: “بات الأمر أشبه بالمخدرات، لا يمكنهم الانقطاع عنها، وإلا أصبحوا أشبه بالمدمنين في فترة الانسحاب”
إذا كنت تبحث عن طرق لطلب استخدام الشاشة الخلفية بين الأطفال بعمر (6) أعوام أو أقل، فإليك بعض النصائح.
كيف تخلّص أطفالك من إدمان التكنولوجيا
1. حدد الوقت المسموح
يختلف ذاك الحد باختلاف الأُسر والشخصيات، يتبع البعض تعليمات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بصرامة، فلا يسمحون بما يزيد عن ساعة واحدة في اليوم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (2-5) سنوات، في حين يتخذ آخرون نهجًا أكثر تسامحهم. من المهم هنا أن تتفق مع شريكك حتى تتمكن من وضع خطة متسقة. يقول الدكتور (ديميتري كريستاكيس-Dimitri Christakis)، مدير مركز صحة الطفل وسلوكه وتنميته في معهد سياتل لأبحاث الأطفال: إذا كنت تواجه مشكلة في معرفة متى وأين ترسم الحدّ المسموح، ففكر في البديل. بعبارة أخرى: ماذا كنت ستفعل مع أطفالك إذا لم تكن الأجهزة الذكية/اللوحية بين أيديهم؟
المشكلة تكمن في أن التحديق في شاشة على مائدة العشاء أو أثناء تجمع عائلي قد يحل محل المحادثة الهادفة والترابط بين أفراد الأسرة. يقول الدكتور كريستاكيس: “مهما كان ما يشاهدونه مفيدًا، فلا يجب أن يحل محل الأنشطة التنموية والاجتماعية الهامة الأخرى”. وأضاف أنه عندما تسافر في مكان ضيق مثل الطائرة أو السيارة، فهذه قصة مختلفة.
في هذه الحالات، قد يُجنّبك وضعهم أمام الشاشة المضيئة نوبات الغضب والمعارك ونظرات الاستهجان من الركاب الآخرين. “لا أفرض أي قيود على ركوب الطائرات لأي شخص في أي عمر تقريبًا” بمجرد أن تقرر المدة وتحت أي ظروف ستسمح بوقت الشاشة، عندها يبدأ التحدي الحقيقي: وضع القواعد وتطبيقها.
2. اختر معاركك ثم اكسبها
يقول الدكتور كريستاكيس عن إدارة وقت الشاشة بين الأطفال حتى سن (6) سنوات: “يمكنك الفوز في أي معركة، لكن الأمر يتطلب المثابرة والتماسك”. وأضاف: إن الأطفال بحاجة إلى إدراك أن موقفك غير قابل للتفاوض.
وفقًا لـ (سوزان نيومان – Susan Newman)، خبيرة الأبوة والأمومة وأخصائية نفسية اجتماعية في نيويورك، يجب عليك وضع قواعد المنزل ثم الالتزام بها. وجعل خطتك واضحة من البداية. حيث تقول: “هذا سيقطع شوطًا طويلاً في حفظ الاستقرار، فالأطفال يعرفون ما يمكنهم توقعه، ويعرفون أن هذا ما سيكون عليه الأمر”.
يمكنك إشراك الأطفال الكبار بما يكفي ليكون لهم رأي في صنع القرار. أخبرهم أن لديهم قدرًا ثابتًا من الوقت لاستخدام أجهزتهم اللوحية واسألهم: “كيف تريد استخدامه؟ ومتى تريد استخدامه؟ ”
اقترح الدكتور كريستاكيس طريقة أخرى تتمثل في العكس، بعبارة أخرى: تخصيص قدر معين من الوقت لا يتم إنفاقه على الأجهزة الرقمية. ضع في الحسبان أن تفعل ذلك ليس فقط لأطفالك ولكن لنفسك أيضًا، لتٌظهر لأطفالك أنك تطّبق ما تنصحهم به. إذا تحدى أطفالك قواعدك الجديدة -ويمكنك أن تراهن على أنهم سيفعلون ذلك- تمسّك برأيك وحاول التزام الهدوء. لكننا نواجه تحديًا صعبًا هنا، وهو ما تصفه د. نيومان بالقول:
“نعيش وسط ثقافة الأبوة والأمومة المتساهلة، ولا نريد أن نرى أطفالنا تعساء ولو لثانية واحدة، وهذا ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على أحد الوالدين في الدخول إلى غرف أطفالهم وأخذ الجهاز الذكي بعيدًا، دائمًا ما يحب الآباء تجنب المواجهة ونوبات الغضب، خاصة ظل تواجد أقارب آخرين”. لكن قول (لا) له الكثير من الفوائد: فهو يساعد الأطفال على بناء المرونة، لأنهم عندما يخرجون إلى العالم الحقيقي سيواجهون شتى أنواع القيود بالتأكيد.
3. ابحث عن أنشطة جديدة
غني عن القول أنه إذا كنت تأخذ شيئًا ثمينًا بعيدًا عن طفل، فستحتاج إلى الاستعداد للشكاوى أو نوبات الغضب. لهذا السبب من المهم ممارسة التقمص العاطفي. تقول د. نيومان: “دعهم يعرفون أنك تتفهم كون ذلك مؤلمًا لهم”. لذا امنحهم بعض الخيارات. هل يرغبون في لعب لعبة لوحية (Board game)؟ الذهاب إلى المكتبة؟ قراءة كتاب؟
تقول د. جيني راديسكي ، المؤلفة الرئيسية لإرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول استخدام الوسائط بين الأطفال الصغار “استخدام وسائل الإعلام”: “أحب أي شيء مضحك ومثير بعض الشيء -مثل ألعاب التمثيل أو ملابس لاعبي خفة اليد الصغار وأدواتهم أو أشياء من هذا القبيل- لأنني أعتقد أنه عندما يشعر الأطفال بالرضا الطبيعي من المتعة التي تأتي من تلك الألعاب الاجتماعية، فإنه يسهل استبدال الأجهزة الذكية بها”
قول هذا أسهل من فعله
خاصةً عندما تكون الشاشة هي النشاط المفضل لطفلك. إذا كان أطفالك مستائين حقًّا من إبعادهم عن أجهزتهم اللوحية، فيُنصح أن تفعل ذلك بالتدريج وذلك عن طريق التحول إلى محتوى أقل “تحفيزًا للإدمان”: أي لا يستخدم الميزات التي تهدف إلى زيادة التفاعل، مثل التشغيل التلقائي. عند ممارسة الألعاب الإلكترونية، على سبيل المثال، ابحث عن الألعاب التي تفتقر إلى مستويات متعددة أو “المكافآت اللافتة للانتباه” وابحث عن محتوى أكثر انفتاحًا وخاليًا، مثل تطبيق Toca Boca، الذي يسمح للأطفال بأن يصبحوا رواة قصص وينخرطوا في اللعب الإبداعي الافتراضي. قالت: “إنه صعب للغاية”. “أنا أقول للآباء: اكتبوا جدولًا يوميًّا، واجعلوه مرئيًا”.
4. كن مستعدًا لكسر القواعد، ولكن لفترة وجيزة فقط
بالنسبة لجميع المخاوف بشأن استخدام الشاشة بين الأطفال، قد تبدو الشاشات أحيانًا وكأنها خلاص. وحتى أذكى الآباء منفتحون على تعديل قواعدهم الصارمة عادةً. تتذكر الدكتورة راديسكي رحلتها الأخيرة إلى فرنسا حيث شاهد أولادها مقاطع فيديو دون توقف لرحلة الطائرة التي استغرقت ثماني ساعات. “كانت رحلتنا ليلية، لذا كانوا مجرد مجنونين، وظلوا مستيقظين طوال الليل بصراحة لأنهم لم يحصلوا على ثماني ساعات متواصلة من (التسلية!) في المنزل.”
ولكن بمجرد خروجهم من الطائرة، انتهت الحفلة على الشاشة. لم تأخذ الدكتورة راديسكي أي أجهزة لوحية معها إلى متن الطائرة، عوضًا عن ذلك، شاهد أطفالها الرسوم المتحركة على متن الطائرة. أدرك أبناؤها أيضًا مدى صعوبة اختيار البرنامج حين يكونون مرهقين. تقول: “في بعض الأحيان يبالغ الأطفال في تصرّف ثم يندمون عليه، لذا يجب أن يكون الآباء منفتحين على لحظات التوجيه تلك أيضًا.”
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال هام حول إدمان الأطفال للهواتف والألعاب الإلكترونية وكيف نتخلص من هذا الإدمان كآباء
link https://ziid.net/?p=66315