هل يصلح الشخص الأناني للزواج؟

من البديهي أن تكون الشخصيات الأنانية التي تُؤْثِر النفس دائمًا على حساب الآخرين مهما كان الوضع، شخصيات لا تصلح للزواج، لأن الزواج علاقة قائمة على المشاركة في حد ذاتها، إنها علاقة تعاونية تكاملية مبنية على نصفين يكملان بعضهما، لذا إذا كان نصف يرى أنه كامل تمامًا ولا يحتاج النصف الآخر، فكيف نتوقع أن ينجح هذا الزواج، وبالتالي يجب على كلٍّ من الرجال والنساء أن يتحروا الدقة في العلامات التي تشير لأنانية الطرف الآخر قبل الزواج، حتى لا يقعوا ضحية لهذه المأساة.

لماذا لا يصلح الأناني للزواج؟

عندما يكون الشخص في علاقة حب وارتباط وزواج يجب أن يعطي، وهذا ما لا يفعله الأناني، فالمحب الجيد هو الذي يقوم بنكران الذات، أما الشخص الأناني فلا يستطيع أن يقوم بهذا، لأنه يفضل نفسه دائمًا، وبالتالي لا تكون علاقة الزواج مع هذا الشخص ناجحة أو سوية أو مكتملة، لأن العلاقات الكاملة والسوية تتطلب العطاء والأخذ بنفس المقدار، لا الأخذ فقط طوال الوقت، بالطبع كلنا نحب أن نحقق رغباتنا واحتياجاتنا، ولكننا نراعي مشاعر أزواجنا ومن حولنا، ولا نقوم بأشياء على حساب حياتهم، أما الشخص الأناني لا يفكر إلا في إشباع رغباته واحتياجاته، حتى لو كان هذا على حساب الطرف الآخر.

علاقة الزواج تكون علاقة قائمة على تقديم بعض التضحيات والتنازلات، إنها سنة الحياة، والتفاهم والحب بين الشريكين يجعلهم يقدمون التنازلات بحب ورضا، أما بالنسبة للشخص الأناني فهو لا يقدم أي تنازلات، لذا توقعي تمامًا ألا يمرر لك أي شيء، سيحاسبك على أدق التفاصيل، وسيفكر في نفسه أولًا، دائمًا وأبدًا لأنه مقتنع أن كل شيء يدور حوله فقط، فهو لا يضع نفسه أبدًا مكان الطرف الآخر، وهذا في حد ذاته سيكون جحيمًا بالنسبة لك.

علامات الزوج الأناني

الآن كيف تكتشف أن الطرف الآخر أناني؟ هناك عدد من العلامات التي تظهر لك أن الطرف الآخر أناني ويؤثر نفسه على حسابك وحساب الآخرين، ومن هذه العلامات:

أنت المشكلة دائمًا

إذا كان الطرف الآخر يرى أنك دائمًا سبب أي مشكلة، ولا يحمل نفسه أي خطأ على الإطلاق، فإنه بالتأكيد شخص أناني، ستجد أنه لا يلوم نفسه على أي شيء، وأن هناك مبررات دائمًا لكي يوجه لك أصابع الاتهام في أي مشكلة أو موقف، وستجده يبتزك عاطفيًا في أغلب الأحيان، لأنه يفعل كل هذا لكي يحملك أنت وحدك المسئولية لأنه في نظر نفسه كامل ولا يخطئ، ويريد أن يسيطر عليك وعلى كل من حوله، ويريد أن يلبي احتياجاته ورغباته على حسابك.

لا للتنازلات

في علاقتك بزوجك أو شريك حياتك ستجد أنك تقدم بعض التنازلات في بعض الأحيان، وهذا على عكس الشريك الأناني، ستجد أنه لا يستطيع أن يقدم لك أي تنازلات، لن يقدم رغباتك ومصلحتك على رغباته ومصلحته أبدًا، سيريد منك أنت دائمًا أن تتنازل، لدرجة أنه كانت لدي صديقة تعاني من مشكلة أنانية زوجها، وفي مرة من المرات طلبت منه أن يقوم بإحضار أبنائهما من النادي بعد الانتهاء من التمرين، لأنها في نفس الوقت كانت لديها مقابلة عمل هامة طالما ما كانت تسعى وراءها، وهو يعلم مدى أهمية الأمر لها.

وبكل بساطة أخبرها الزوج أنه لن يستطيع إحضار الأطفال من النادي كونه قد ارتبط بموعد لمقابلة صديق له وأنه لم يتخلف عن موعده يومًا، إنه يفكر في نفسه وشكله وكرامته وكلمته على حساب الجميع، حتى على حساب أبنائه وزوجته التي طالما حلمت بهذه الوظيفة، وما كان من الزوجة –التي انفجرت في وجهه أخيرًا- إلا أن تطلب من أختها الذهاب لإحضار الأولاد، لكي تتمكن هي من الذهاب لمقابلة العمل الخاصة بها، وبالمناسبة لقد التحقت صديقتي بهذه الوظيفة كما أنها انفصلت عن هذا الزوج.

هم مركز الكون

الشخص الأناني يعتقد أنه مركز الكون، والعالم كله يدور من حوله، عقله يصور له أنه الشمس وبالتالي لن تجده أبدًا يضع نفسه مكانك، فما أنت إلا كوكب يدور حوله، لن يفكر أبدًا فيما تريد، ولن يهتم بمشاعرك وأن يتفهم وجهة نظرك، ستجده يوجه لك دائمًا جملًا مثل: كيف تكبر هذا الأمر بهذه الطريقة؟ هو يرى أن الحزن حتى ليس من حقك، وفي المقابل عندما يحدث موقف صغير للغاية منك تجاهه، ستجد أنه يقيم الدنيا ويقعدها، كيف تفعل هذا في حقه؟ وكيف تجرؤ على الاقتراب من كرامته؟ على الرغم من أن الأمر يمكن أن يبدو لكل الأشخاص العاديين تافهًا ولا يستحق.

لا للنقد الإيجابي

كلنا بالطبع نكره التعرض للنقد، ولكن هذا يعني النقد السلبي، أو الانتقاد السخيف، بالطبع لا أحد يريد أو يتقبل أن يوضع في مثل هذا الموقف، إلا أن الشخص الأناني لا يكره النقد السلبي مثل كل الناس، إنه لا يتقبل النقد الإيجابي، يرى دائمًا أن حتى نصائحك ونقدك البناء بمثابة هجوم شخصي على شخصيته العظيمة، كيف يمكنك أن تفكر في إضفاء أي تعليق على شخصه الكريم والعظيم، إنه كامل، لا يخطئ أبدًا، ولا ينقصه شيء، لذا أي محاولة منك للنقد البناء سيتخذها فورًا على أنها هجوم شخصي عليه وسوف يرد عليك ردود لاذعة لا تتوقعها.

لا لمشاركة أي شيء

الشريك الأناني يظن أنه لا يحتاج الآخرين، فهو لا يحتاج شريكه، أصدقائه، عائلته، أبنائه، لا يحتاج أحد، وبالتالي لن تجده يكلف نفسه حتى عناء مشاركتك أي شيء يخصه، لا يهتم بأن يأخذ رأيك في أي شيء، ولن يهتم بأفكارك وآرائك حول أي موضوع يتحدث عنه، فما يقوله هو دائمًا صواب، حكمه دائمًا الأصح، ورؤيته هي الأشمل والأعمق، وبالتالي فلماذا يكلف نفسه عناء مشاركتك وأخذ رأيك إذا كان لا يؤمن بأيّ رأي إلا رأيه هو، وستجد هذا في كل أمور حياتكم، سواء حياتكم الأسرية وتربية أبنائكم وغيرها، أو حتى حياتكم الشخصية وأصدقائكم وعملكم وغيرها، ربما تتفاجأ من أمور حدثت معه في عمله كانت تستحق أن تعرفها وهو لم يخبرك بها.

هل يمكن علاج الأنانية؟

يمكنك بالطبع أن تحد من أنانيتك ببعض الخطوات والمجهود، إنه شيء يجب أن تقوم بتدريب نفسك عليه إذا أردت فعلًا الحفاظ على علاقاتك بمن حولك:

• اعترف أنك أناني: فلن تبدأ أولى خطوات العلاج إلا إذا اعترفت بصوت عالٍ لنفسك أنك شخص أناني بالفعل.
• استمع للآخرين: درّب نفسك على الاستماع للآخرين بصورة حقيقية، استمع وأنت لا تفكر في كيف تهزم من أمامك بردودك عليه، هذه أولى خطوات العطاء “الاستماع للآخر”.
• ضع نفسك مكان الآخر: لن تشعر بالطرف الآخر سواء صديق أو زوج أو قريب إلا إذا وضعت نفسك محله، فكر في شعور الطرف الآخر، ما الذي يمكن عمله ليسعده، لا تجعل نفسك محور الكون.
• قم بتأجيل احتياجاتك: جرب أن تضع احتياجات الآخر أولًا ومن ثم احتياجاتك، إنها خطوة تتطلب ممارسة مستمرة لكي تخرج من إطار الأنانية.
• فكر بمنطق “نحن” لا بمنطق “أنا”: أنت تعاني من حب النفس، دائمًا ما تتحدث بصيغة أنا، وتفكر بمنطق أنا، وتتصرف بالأنا، لذا عليك البدء بالتفكير في أنك في علاقة ثنائية مع الطرف الآخر، لذا حياتكم يحب أن تسير بمنطق “نحن” لا بمنطق “أنا”، شارك الآخر تكتسب وده وحبه.

اقرأ أيضًا:

• لماذا يجب تأخير الحمل عامًا على الأقل بعد الزواج؟
• ماذا تفعل الفتاة إن لم تكن تريد الزواج؟
• الخرس الزوجي: هل هو علامة على انهيار الزواج؟
• 7 أشياء أتمنى أن يفهمها الناس قبل الزواج