كيف كانت القراءة في الصغر خير داعم في مرحلة الأمومة؟
اكتشفت مؤخرًا أن القراءة تفيد أبناءنا ليس من بداية قراءتهم فقط ولكن من بداية قراءتنا نحن حتى من قبل أن يأتوا للحياة
اكتشفت مؤخرًا أن القراءة تفيد أبناءنا ليس من بداية قراءتهم فقط ولكن من بداية قراءتنا نحن حتى من قبل أن يأتوا للحياة
add تابِعني remove_red_eye 1,511
أكثر شئ أذكره من طفولتي هو حبي للقراءة.. وربما هو نفس السبب الذي جعلني أنسى الكثير من التفاصيل لانشغالي بتفقد ما بين صفحات الكتب.
كنت أجد متعة تفوق متعتي الآن بعد أن كبرت، ربما هي الطفولة بمخيلتها الواسعة التي لا تعرف حدودًا، وبالفضول الكبير الذي تمتلكه، وحب الاكتشاف والمعرفة والحكايات والألوان والصور .
أنا أرى أن القراءة ترضي الكثير من مشاعر واحتياجات الطفولة، وفوق ذلك تصحبك في كل مراحل الحياة، تجد كل ما قرأته معك، في كل شيء تجده خير معين لك في الدراسة، وخير مُهذب لسلوكك وأسلوبك، وتعطيك مفاتيح للمعرفة مهما كبرت وتخلق بداخلك صورة وفكرة ربما هي الأفضل عن الكثير من الأشياء.
وفي الغالب تورثنا القراءة في الصغر موهبة ما أو أكثر، فقد يصبح القارئ الصغير كاتبًا كبيرًا من تأثره بأسلوب مَنْ قرأ لهم، وقد يكون رسامًا؛ لأن رسومات كتبه أحيت شغفًا بداخله، وقد يكون باحثًا وقد يكون مستكشفًا لأنه أراد أن يرى العالم سفرًا، كما سافر إليه قارئًا.
وقد يقرأ عن أي شيء فيجد في نفسه رغبة للوصول إليه والنجاح فيه. القراءة زاد يصحبك في كل مراحل الحياة، ولعل أهم المراحل التي أصبحت ممتنة فيها للقراءة أكثر من أي وقت مضى هي مرحلة الأمومة.
منذ ولادة الطفل الأولى تتمنى كل أم أن يبادلها طفلها الحب بالنظرات أو الضحكات والكلمات، وخاصة الكلمات الأولى التي تنتظرها بفارغ الصبر وتصنع احتفالًا لكل كلمة جديدة منه.
ينصح علماء التربية بالحديث الدائم مع الطفل من أجل تحفيزه على الكلام كما ينصحون بتصفح الكتب المصورة والحديث عنها منذ الشهور الأولى، ولقد رأيت ذلك مُجْديًا للغاية في تلك المرحلة ففتح الكتب وتصفح صورة ونطق الكلمات المعبرة كان من أهم الأسباب التي تجعلهم أسرع في النطق ومعرفة أسماء الأشياء كالحيوانات والألوان والأصوات أيضًا، كما تجعلهم شغوفين برؤية الصور والتعبير عنها.
من أمتع الأوقات التي أقضيها مع أطفالي على مدار اليوم هي وقت قراءة القصص، وربما هي الأمتع على الإطلاق. بضع أوراق مليئة بالرسوم والحكايا تجعلنا نتبادل الكثير من الأحاديث، نتعلم الكثير من الكلمات، ونعرف عن المشاعر، ونقارن بين السلوكيات والآداب ونضحك ونتأثر ونختم يومنا بنهاية سعيدة. ربما يختلف الأمر من أسرة لأخرى في قضاء أوقاتهم معًا؛ ولكن حتى إن كان لديكم ما تصنعونه وتستمتعون به دون القراءة فلا بأس أن تنهوا يومكم بالقليل من القراءة من أجل نوم هانئ.
قالوا: “حين تُعلم طفلًا القراءة سيستطيع النجاح في امتحان القراءة والكتابة”. طفلٌ يحب القراءة سيكون أكثر إقبالا على المعرفة والتعلم الدراسي، وطفل يجيد القراءة مؤكد سيكون أفضل إجادة عند حفظ القرآن الكريم. فقبل أي علم وأي معرفة هناك “اقرأ”. وكان هذا هو الأمر الرباني الأول الذي نزل على خير العالمين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وفي كل مرحلة من هذه المراحل كانت ذكرياتي عن القراءة في الصغر هي ما تدفعني إلى الاستمرار سواء بتلك المتعة التي كنت أحسها وأريد أن يشعر بها أولادي أيضا أو برغبتي في ذلك التميز بالدراسة وحب القراءة من أهم مسبباته
بل وزادتني القراءة في صغري زادًا لا ينضب نفعني كثيرًا معهم.
حين لا تتسنى الفرصة بأن تكون معنا الآن القصة الورقية، فهناك الكثير من قصص الطفولة العالقة في مخيلتي والتي يمكنني الاستعانة بها بتصرف وكما يحبها أن تكون الصغار.
واذا صار في اليوم منهم أي موقف نودّ التعليق عليه وتعديله صنعت قصة جديدة كليًّا بشخصيات وأحداث تأخذ بالفكرة للمقصود منها ويبتسم أو يضحك معلنًا أنها قد وصلته.
فتكون القصة من تفصيلنا وهي الأقرب لما يدور في أذهاننا وخير طريقة لتعديل السلوكيات وتعليم الآداب.
يا لحظّ الآباء الوافر حين يعرفون عقلية الأطفال، برغم من سهولتها وبراءتها لكننا نبتعد كلّما كبرنا في هذا الواقع. فهنيئا لمن عرف كيف يسعد طفله بالكلمات التي يحب، أو بإرضاء شغفه وفضوله أو بإهدائه السعادة في أيّ صورة يحبها. إذا لم تملك معرفة كافية بمخيلتهم فحاول أن تتذكر ما كان يسعدك في الطفولة فبرغم التطور الهائل يبقى الطفل طفلًا في النهاية.
نوعية الكتب التي كنت أحبها، الطريقة التي تُحكى بها القصص، الأشياء التي كنت تحب تجربتها، التساؤلات التي تدور ببال الأطفال.. لا شك أنها ستساهم ولو بالقليل في قربك منهم.
وأجمل ما أورثتني إياه القراءة في الصغر هو حبها حتى الآن؛ فأحاول أن أورث ذلك لأولادي وفي كل وقت أرى ثمرة القراءة في نفسي وفيهم وفينا معًا. وأتمنى أن يشعروا حين يكبرون بهذا الامتنان لأنهم قرأوا منذ الصغر.
كتب للأطفال: ترشيحات ليتعود الأطفال القراءة
add تابِعني remove_red_eye 1,511
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال لكل أم وأب عن أهمية القراءة من أجل الطفل
link https://ziid.net/?p=63907