كيف تعبر عن حبك العميق لشريك حياتك (ملخص كتاب لغات الحب الخمسة)

كتابنا اليوم بعنوان (لغات الحب الخمسة) بقلم جاري تشابمان. تعرفت على هذا الكتاب عندما كنت أعمل في إحدى أكبر المكتبات بمصر عام ٢٠١٧م، كان على الأقل يتم السؤال عن هذا الكتاب خمس أو ست مرات كل يوم وانتابني وقتها الفضول لأعرف ما السر وراءه؟

قمت بعمل بحث عنه لأعرف أن كتاب لغات الحب الخمس من أشهر الكتب في العالم وأكثرها مبيعًا على الإطلاق، حيثُ تجاوزت مبيعاته المليونين ونصف تقريبًا، وقام المؤلف الشهير جاري تشابمان بالتحدث فيه عن كيف  يُعبّر  الأشخاص عن حبهم بطريقة متباينة، ولخّص لغة الحب إلى (5) لغاتٍ أساسيّة وهي:

1. كلمات التشجيع.
2. تكريس الوقت.
3. تبادل الهدايا .
4. الأعمال الخدمية.
5. التواصل البدني.

أنواع الحب

في البداية تحدث الكاتب عن الفرق بين “الوقوع في الحب” وبين “الحب الاختياري” والفرق بينهما:

• الوقوع في الحب

هو عبارة عن حب خادع تقع فيه بدون شعور، فتستيقظ صباحًا وأنت تحب شخص ما بدون إرادتك، وهذا النوع من الحب يجعلك أعمى، ترى من تحب بمثالية خيالية، ومن وجهة نظر المكاتب أن هذا النوع سرعان ما ينتهي بعد فترة، بعد أن تستيقظ من غفلتك وتبدأ بمشاهدة عيوب من أحببت.

• الحب الاختياري

بمعنى أن تكون على دراية بمميزات الشخص وعيوبه وما زلت تحبه.

تحدث الكاتب عن خمس طرق للحب، وسماها بـ”لغات الحب الخمس” ومن خلال هذه الطرق ستتعلم: (لغة حب نفسك، لغة حب شريكك في الحياة).

اللغة الأولى: كلمات التشجيع

يعني أن تدعم شريكك بكلام عاطفي جميل يسعده سماعه، مثل الكلام التشجيعي ( يمكنك فعل هذا، أنت مذهل، أنا أؤمن بك كثيرًا إلى آخره) ومثل (أنا أحبك، كم أنت جميل، كم أنت رائع) أكد الكاتب على أن الإطراء اللفظي له تأثير كبير يمكن أن يكون أكبر من تأثير باقي اللغات.

اللغة الثانية: تكريس الوقت

هنا وضع المؤلف بعض الشروط لهذه اللغة وهي: أن الأمر ليس فقط في قضاء الوقت معًا بل يجب إعطاء شريكك الانتباه الكامل، لا يجب أن تشتت انتباهك بأي شيء عندما تكون معه كالنظر في الهاتف مثلًا، مع الحرص على مواجهة شريكك عندما تتحدثان.

اللغة الثالثة: تبادل الهدايا

هذه اللغة تتغذى وينمو على الهدايا، ولا تعني كلمة “هدايا” أنه يجب أن تكون هدايا ثمينة، بسيطة أو كبيرة، سواء وردة، رسالة جميلة، ليس المهم عند الشخص الهدية نفسها، المهم عنده أنك تذكرته، فهو يشعر بحبك له عبر الهدايا. والهدايا ليست فقط الهدايا المادية، فوقوفك بجانبه عند الأزمات أفضل وأروع بالنسبة له من أغلى الهدايا الثمينة، أقدم على تقديم الهدية بأساليب وطرق مختلفة، ولا مانع من تقديم هديه غالية بين فتره وأخرى.

اللغة الرابعة: الأعمال الخدمية

يعني أن الشخص يشعر بحبك من خلال ما تقوم به من أعمال خدمية من أجله، مثل تطبخ له، تنظف البيت، تساعده في تنفيذ مشوار ما، ومن الجميل لو سألته عن ما يمكنك أن تساعده به خلال اليوم ليكون يومه أسهل، حتى تعرف بالتحديد ما الأشياء التي تُشعره بالحب. هناك شيء مهم أيضًا أشار إليه المؤلف وهو أن الحياه الروتينية التي اعتدت عليها ربما لا تناسب شريك حياتك، فلا يعني أنك اعتدت على كون الزوجة مثلًا هي من تهتم بمشاغل البيت كلها. وأنت عليك العمل وتدبر المصاريف والنفقات فقط، هذه الأشياء لا تناسب الجميع.

إذن عليك أن تسأل وتعرف من شريكك كيف يمكن مساعدته وهذا يعتبر هو شيء إنساني وجميل جدًّا منك.

اللغة الخامسة: التواصل البدني

يقصد بهذه اللغة أن الشخص يشعر بحبك له عندما تتواصل معه بدنيًّا، والقصد من التواصل البدني كل شيء، سواء تشابك الأيادي، تماسكها، العناق، الاحتضان. أن الاتصال البدني قائم على حاسة اللمس، لذلك يؤكد المؤلف أنه لا يمكن للكلام أن يعوض عنها، لا يمكنك ببساطة أن تقول لشريكك “أحبك” في حين أنك لم تعانقه أبدًا. يمكن للتواصل البدني أن يقيم علاقة أو يهدمها، لهذه الدرجة هي أهمية هذه اللغة.

ينصح الكاتب بمحاولة التنوع وليس الثبات على شيء واحد فقط، حيث يجب دائمًا أن تشعر شريك حياتك بأنه محبوب بتواصلك البدني معه، هكذا يمكنك التنويع في تواصلك البدني الذي يشعر شريك حياتك بالحب.

الأمر والطلب

تعرض الكاتب لنقطة طريقة عرض الطلب على شريكك وأوضح أن الطريقة هي الأساس وهي التي بناء عليها يتحدد كل شيء فعندما تطلب من شريكك طلبًا ما فأنت توصل له أنك تريد منه أن ينفذ طلبك بكل حب وطيب نفس، وعندما تأمر شريك حياتك أمرًا ما فأنت توصل له بأنك تجبره على تنفيذ طلبك بغض النظر عن إرادته الشخصية. لا تجعل حياة شريكك عبارة عن مجموعة من الأوامر، فلا أحد يحب أن يؤمر. خلاصة هذه النقطة أن الطلب يوصل الحب، والأمر يقطعه.

بعض النصائح التي ذكرها تشابمان

• حتى يشعر شريكك بالحب عليك أن تخاطبه بلغة الحب التي يفضلها، فلا يعقل أن تحدث شخصًا باللغة الأسبانية في حين أنه يجيد اللغة العربية فقط، بل وتنتظر منه أن يفهم ويقدر ماذا تقول. وكذلك الوضع في لغات الحب، يجب أن تخاطب كل شخص بلغة الحب الخاصة به.
• يجب أن تعرف أنه ليس من الضرورة إطلاقًا أن ما يُشعرك بالسعادة يشعر الآخرين بالسعادة أيضًا، لا تتوقع بأن تفضيلك مثلا للغة “كلمات التشجيع” هي نفس سعادة شخص آخر بهذه اللغة، كل شخص له لغة حب مختلفة، تعامل معه كما يريد هو لا كما تريد أنت. وحاول التنويع أيضًا في لغات الحب جميعها.

داخل هذا الكتاب المفتاح لفهم احتياجات الطرف الآخر الخاصة به، تعلم وطبق اللغة الصحيحة مما سيجعلك تشعر بالسعادة والرضا لكونك قادرًا على التعبير عن حبك لشريكك بطريقته التي يريدها.

من وجهة نظري هذا الكتاب من أهم الكتب التي تناولت موضوع الحب والعلاقات بشكل واقعي وعقلاني وبأسلوب بسيط وممتع جدًّا، أنصح الجميع بقراءته.

إليك أيضًا:

• فيمَ يختلف الرجل والمرأة؟
• اختلاف لغة الرجل عن المرأة وعلاقتها بالحاجات العاطفية
• كيف تصبحين امرأة يخاف الرجل أن يخسرها؟