كيف تنمي ذكاء المشاعر عند طفلك
تعرف على الأساليب التي ستساعدك على تحسين ذكاء المشاعر والعواطف لدى طفلك من المهد لتحصد في الغد طفلا ناجحا ومتزنا وممتنا لحرصك
add تابِعني remove_red_eye 102,609
غدت المهارات الانفعالية والاجتماعية مهارة مهمة للحفاظ على استقرار حياة طفلك، لذلك تُعلم هذه المهارات سيجعل لدى طفلك القدرة على التحكم في الاندفاعات الانفعالية والتي هي أساس الإرادة والطبع، وكذلك القدرة على قراءة المشاعر الداخلية للآخرين، والقدرة على التعامل بمرونة داخل العلاقات، ايضًا القدرة على الحفاظ على من يحبهم.
فتكوين العادات الانفعالية الهامة التي تحكم حياة طفلك تبدأ من مرحلة الطفولة فالمنزل والمدرسة تجعله أكثر أو اقل في ذكاء المشاعر. كما أن إضافة الإدراك إلى عالم المشاعر سيضع المشاعر في مركز القدرة التي يحصد منها الطفل ما يفيد ويحقق له النجاح العملي مستقبلًا، وغياب هذا الوعي بالمشاعر سيضره، وقد يعرضه لمخاطر مثل: الاكتئاب أو اضطرابات الطعام ..وغيرها خاصةً وأن الطفل في هذا العصر أكثر شعور بالوحدة، والقلق، والاندفاع، والعدوانية.
كتاب “ذكاء المشاعر” للمؤلف دانيال جولمان وهو صحفي علمي ومتخصص في علم النفس لأكثر من (12) عامًا وله العديد من الكتب المتخصصة في الذكاء العاطفي، وعلوم الدماغ والسلوكيات. يرى بأن علم النفس ركز على العقلانية وتجاهل المشاعر والانفعالات للإنسان إلا في حالات الردود الفسيولوجية كما أن الذكاء ارتبط بالمهارات اللفظية والحسابية، وحاليًا يوجد نظرية الذكاءات المتعددة والتي ظهرت فيها انواع أخرى مثل: الذكاء الاجتماعي، والذكاء الشخصي وغيرها. ويتميز هذا الذكاء بأنه مكتسب وهنالك فرصة لتنميته في طفلك فهو أقل درجة من حيث الوراثة الجينية، ويمكن التدرب على التحكم بالمشاعر وإدارتها.
اعمل على إعداد طفلك للحياة
- لا تترك تربية مشاعر طفلك للصدفة بل اجمع القلب “المشاعر” والعقل “الفكر” معًا إن أمكن ذلك في فصله الدراسي أو قم أنت بهذا العمل.
- اعط طفلك خلفية عن قواعد ذكاء المشاعر: “الوعي بالذات- التحكم بها- التقمص الانفعالي- فن الإنصات – حل الصراعات- التعاون” من خلال التطبيقات والأنشطة المختلفة وغيرها.
- ربما عليك أن تتبنى هذه القضية “كيف تضيف الذكاء للمشاعر، و الحضارة للشوارع، والمبالاة إلى حياة المجتمع” حتى تبني حياة طيبة وعملَا صالحًا فتحقق في نفسك وطفلك قوله تعالى: “إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً”.
تطبيقات تنمي ذكاء المشاعر عند طفلك
التناغم
عليك أن تحاكي مشاعر طفلك الداخلية بحيث يعرف بأن هنالك من يفهمه فإذا قلدت حركات طفلك أنت تعرف ما يفعله ولكن ليس ما يشعر به؛ لذلك التناغم يكون من خلال محاكاة مستوى إثارة الطفل مثال: عندما يهز طفلك خشخيشته ترد أنت بهزة في الهواء أو التودد إليه بطريقة تؤكد لديه الشعور بالترابط الانفعالي، وإحساسك بما يشعر به. يبدأ هذا الاحساس عند الطفل في الشهر العاشر تقريبًا.
سوء التناغم يخسر الطفل التعبير عن الانفعالات الايجابية وربما يتجنب الشعور بها
التقمص “الإحساس بالآخرين”
أن يتعلم طفلك مشاركة الآخر مشاعره والاهتمام به فألم الآخر هو ألمه ايضًا “حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” هذا الشعور سيدفعه إلى تقديم المساعدة وإلى اتباع المبادئ الأخلاقية وكلما تقمص حالة الآخر كانت مبادراته تجاهه أكبر. والطفل بطبيعته يتدرج بحسب المرحلة في المرحلة الأولى وكأنه هو من اصيب إذا شاهد طفلًا آخر مصابًا وبعد ذلك يدرك بأنه مختلف عنه فيحاول تهدئة الطفل الذي يبكي ويقدم له لعبة مثلًا وحين يصبح سنتين يعلم بأن مشاعر الآخر تختلف عنه وأن كرامة الطفل الآخر تستدعي أن لا يركز الانتباه عليه طويلاً حين يبكي، وبعد ذلك في مرحلة الطفولة المتأخرة يتفهم مشكلات الآخرين فيعمل على رفع الظلم عنهم.
المجرم والمتحرش شخص عجز عن التقمص والإحساس بالآخرين
الفن الاجتماعي
وهذا الفن في تكوين العلاقات ومهارات المعاملة يحتاج إلى إدارة الذات والتقمص الانفعالي “الدين المعاملة” وافتقاد هذه المهارة يجعله بمظهر متبلد المشاعر والمتغطرس .. التعبير عن المشاعر القدرة على تهدئة مشاعر الآخرين حسن المعشر كلها مهارات تقوي قدراته على التواصل مع الآخرين واستيعاب انفعالاتهم فتجده يحل النزاعات اثناء اللعب، يشارك اللعب مع أي شخص ويسعد بذلك. كل هذا يتطلب أن يتعلم طفلك الحديث مع الآخرين مباشرةً عندما يتحدثون إليه ويبدأ في التعارف دون أن ينتظر مبادرة الآخر بالتعرف عليه، وأن يجري المحادثة التي لا تعتمد على اجابات من نوع نعم أو لا، وكذلك يعبر عن امتنانه للآخرين، وأن يسمح لغيره بالعبور من الباب قبله وينتظر اثناء تلبية خدمة لشخص أمامه ويشكر ويشارك الآخرين وغيرها من المعاملات ويبدأ تعلمها الطفل من سن سنتين.
فقدان الطفل لمهارات التحضر الاجتماعي سيجعل الآخرين منزعجين منه
هنالك ايضًا امور تعتبر من ذكاء المشاعر كالإنصات والتعاون والعمل بروح الفريق أثناء العمل الجماعي وفتح خطوط الاتصال والتعبير بصراحة.. ويعرف “دانيال” ذكاء المشاعر بالوعي بالذات والتحكم بها والوعي الاجتماعي والقدرة على إدارة العلاقات.
نماذج وقدوات
من الممكن أن تحكي لطفلك قصصًا عن بعض الشخصيات البارزة والتي يرى فيها نموذجًا عمليًا يستطيع الاقتداء به في حياته مثل: رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كذلك هنالك شخصيات برزت في العديد من دول العالم منها غاندي.
ايضًا نحكي قصصًا تحمل المواقف الإيجابية والأمل والتفاؤل ففي هذه النوع من القصص يتعلم الطفل أكثر عن هذه المهارات التي تنمي فيه ذكاء المشاعر، وفي حين تعرضه لمواقف مماثلة تكون هذه القصص مرجعًا له ترشده بالإضافة إلى القدوات الحية التي يعيش معها الطفل إن أمكن، ومن هذه القدوات شخصيتك أنت وطريقتك في نقدك له.
أين توجد المشاعر؟
وفي كتابه يطرح “دانيال” معلومات متعلقة بعلوم الأعصاب وارتباط ذلك بالمشاعر فهو يقول: إن المشاعر توجد في المخ وهو مركز التحكم في الجسم سواء فيسيولوجيًّا أو من ناحية عاطفية، ويتكون جزء المخ من (اللحاء وهو ما يعطي المعنى لما نقوم به، والمهاد البصري، واللوزة الحلقية وهي مركز التحكم العاطفي بالمخ، وقرن آمون وهي التي تختزن فيه الذكريات العاطفية).
واخيراً العمل التطوعي وخدمة المجتمع والكبار، وممارسة الهوايات، والأنشطة والألعاب المتخصصة، كل هذا يُسهم في تنمية ذكاء المشاعر لطفلك. وأكثر ما نحتاج إليه في هذا العصر من هذا الذكاء هو التراحم وكبح الذات كما يرى “دانيال”.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
link https://ziid.net/?p=69826