عادات يجب ألا يقوم بها الأجداد مع الأحفاد (1)
هناك العديد من الأخطاء التي يمكن أن يقوم بها الأجداد مع أحفادهم من باب الحب المفرط، لكنها تؤثر عليهم وعلى والديهم سلبًا.
add تابِعني remove_red_eye 11,872
الأجداد محبّون لأحفادهم بقدر الوالدين تقريبًا، تتعلق قلوبهم بأحفادهم ويحبون قضاء الكثير من الوقت معهم أكثر من أيّ شخص آخر، إلا أن الحب المفرِط هذا يمكن أن يؤدي لحدوث خلل في الضوابط التي يضعها الآباء للأبناء، فالوالدان يحبان لكن بشيء من الحزم والانضباط، أما الأجداد فيحبون بالكثير من التدليل والإفراط، لذا يمكن أن يكون حب الأجداد عقبة من حين لآخر في تربية الأبناء التربية الصحيحة، إذا كنت جَدًّا أو جَدَّة يجب أن تقرأ هذا المقال لتتوقف عن العادات السلبية التي ستؤثر سلبًا على أحفادك، وإذا كنت أبًا أو أُمًّا فيجب أن تعرف أسوأ العادات التي يمكن أن يقوم بها الأجداد والتي يجب أن تمنعها بطريقة صحيحة.
عادات يجب ألا يقوم بها الأجداد مع الأحفاد
1- الإصرار على تنفيذ طلب الحفيد حتى وإن تعارض مع والديه
في الواقع لقد صممت على سرد هذه المشكلة كأول مشكلة في القائمة لأنها تزعجني كثيرًا، أرى حفيدة أشخاص مقربين لي تطلب طلب ما -يكون مستفزًّا بصورة كبيرة لي بالمناسبة- وتطلب من أحد والديها القيام به فيرفض، لأن الطلب غير مناسب حاليًا ولأن الوقت لا يسمح أو لأن الأم مريضة وغيرها، فيصرّ الحفيد على القيام بالأمر الآن، فيحقق له الجَدّ مطلبه على حساب تعب الآخرين.
كنت أجلس في جلسة عائلية وطلبت الحفيدة أن تأخذ حمامًا الساعة التاسعة ليلًا تقريبًا، أخبرتها الأم أن الوقت غير مناسب الآن لأنها تشعر بألم شديد في ظهرها وأنها لن تستطيع أن تبذل هذا الجهد في الوقوف لتحميمها، فبدأت الطفلة في البكاء والنحيب والصراخ ونعتت الأمّ بالكاذبة لأنها كانت قد قالت لها في الصباح أنها ستأخذ حمامًا اليوم، كل هذا الموقف لم يثير ضيقي بقدر ما فعل الجَدّ!
الجد محب للحفيدة بصور كبيرة ولا يعلم أن الكثير من تصرفاته يمكن أن تجعل أخلاق هذه الحفيدة غير جيدة، وحينها قال الجَدّ أمام الحضور جميعًا أن البنت معها حق وأنها يجب أن تأخذ حمّامًا الآن طالما وعَدتها الأم صباحًا، أخبرته الأمّ أنها الآن مريضة ولا تستطيع الوقوف، فأمر الجَدُّ الجَدّةَ -الكبيرة في السن والتي تبذل جهدًا كبيرًا طوال اليوم في خدمة العائلة- أن تقوم هي بتحميم الطفلة الآن كما تريد.
وبالفعل تحقق للطفلة ما تريد وأصبحت كلمتها سيفًا على رقاب الحاضرين جميعًا، ربما فعل الجَدّ هذا من باب الحب لحفيدته، إلا أنه بهذا سوف يربي حفيدة لا تبالي بمشاعر الآخرين ولا تشعر بألمهم ومرضهم، أغضبني أيضًا تصرف الأمّ التي استسلمت وتركت ما يحدث يحدث، في وضع كهذا لن أسمح لطفلي أن يجبرني أو يجبر الآخرين على تنفيذ ما لا أريده.
2- إعطاء الطفل الهاتف الذكي كلما طلب
نعلم أن الأجداد لا يحبون أن يرفضوا طلبًا للأحفاد من جهة، ومن جهة أخرى يستسلمون سريعًا لإصرار الأحفاد ولا يستطيعون تحمل النحيب الطويل؛ لذا فإن أكثر من يطلبه الأحفاد من الأجداد هو هاتفهم الذَّكي لكي يلعبوا أو يشاهدوا الفيديوهات عليه، بالطبع هذا الطلب يكون محكومًا ومنضبطًا مع الوالدين، لذا ينتهز الأحفاد وجودهم عند الأجداد ليطلبوا منهم هاتفهم ويظلُّوا يلعبون طوال اليوم.
في العائلة حفيد وحفيدة أخوة لا فرق كبير بينهم في العمر لذا يقلّد بعضهم بعضًا كثيرًا، ولأن الأمّ تكون في منزل والديها وتعلم كيف لا يتحمل والدها صراخ ونحيب الأطفال تقوم بإعطاء طفلها الصغير -كثير البكاء- هاتفها لكي يلعب، وعندما ترى الطفلة الأكبر هذا تركض على جدتها وتطلب منها هاتفها والجدة بكل حب وقلة حيلة تعطيه لها، بالطبع في هذا الوقت أرغب بشدة في سحب الهواتف من كلا الطفلين وأتركهم يبكون كما يريدون، لأني أكثر من يعلم مدى خطورة الهواتف على الأطفال، أرجو من الأجداد والآباء التوقف عن هذه العادة السيئة!
3- السماح للأحفاد بالنوم في وقت متأخر
يبذل الآباء جُهدًا كبيرًا لكي يجعلوا أولادهم ملتزمين بالنوم في موعد محدد، ويأتي الأجداد في عدة أيام قليلة ينسفون هذه العادة تمامًا، وهذا يزعج الوالدين كثيرًا لأنهم سيضطرون لبذل جهد مماثل لكي يعود الأطفال للامتثال لهذه العادة مرة أخرى، رأيت جدة حينما كنا نجلس جميعًا جلسة ودودة تأمر والدَي الطفلة بتركها تسهر معنا وكانت الساعة اقتربت على منتصف الليل، أخبرتها الأمّ بكل هدوء أن هذا لا يصح وأن الطفلة غير معتادة على السهر وأنها يجب أن تنام في موعدها حتى لا تضطرب ساعتها البيولوجية.
لم تقتنع الجدة بهذا الكلام، وسألت الطفلة مرة أخرى هل تريدين البقاء معنا؟ فبدأت الطفلة في البكاء وأخبرتها أنها تريد البقاء ولا تريد النوم في الوقت الحالي، فصمَّمت الجدة على تنفيذ ما تريد وترك الطفلة تسهر حتى تطلب بنفسها النوم أو تنام بجوارِنا وهذا ما حدث فعلًا، أعتقد أن الحب شيء مختلف تمامًا عن التدليل المفرط لذا يجب على الأجداد الفصل جيدًا بين الأمرين، ويجب على الوالدين عدم السماح بمثل هذه الأفعال الخاطئة لأنها ستضر أبناءهم كثيرًا.
4- الضحك على سلوك الحفيد السيء
رأيت هذا كثيرًا عند الأقارب والجيران من حولي، أجداد يفرطون في تدليل أحفادهم لدرجة أنهم يضحكون بشدة على تصرف سيء وخاطئ يقوم به الحفيد، أتذكر أني رأيت حفيدًا ذات مرّة ينعت والده بشتائم كثيرة مثل: أنت كلب، كاذب، أكرهك، ويضحك الجَدّ بشِدة على هذا التصرف القبيح وهذا ما جعل الحفيد يزيد من الشتائم بأصوات أعلى.
ورأيت عدة مرات حفيدة تعتاد طلب أن يقوم جدها بضرب من يشعرها بالسوء: اضرب ماما، اضرب بابا وهكذا، ويقوم الجَدّ بكل بساطة بالضحك على مثل هذا الطلب وينادي على من طلبت الحفيدة أن يقوم بضربه ويضربه أمامها فعلًا، حقًّا أكون مذهولة من هذا الموقف كيف يسمح الوالدان لأنفسهم بترك هذا يحدث، سيكون لهذا تأثير غاية في السوء على أخلاق الأحفاد.
5- انتقاد الوالدين أمام الأحفاد
واحدة من أسوأ الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الأجداد هي انتقاد الوالدين أو أحدهما أمام الأطفال، بدون وعي سينمّي هذا عند الحفيد إمكانية التَّطاوُل على والديه لأنه يرى أن هذا أمر عادي يمكن أن يحدث، لا تخبر ابنك أمام حفيدك أنه كسول، أو فاشل، أو كاذب أو غيرها، لأنك بهذه الطريقة ستجعل الطفل يراه كما تنعته.
رأيت جَدًّا ينعت ابنه دائمًا أمام حفيده بأنه غاية في الكسل، وأنه لا يقوم بشيء، وأنه يؤجل كل الأعمال، وأنه لن يفلح أبدًا في حياته، وشهدت هذا الموقف عِدّة مرات لا مرة واحدة، وفي إحدى المرّات كنت أجلس مع الطفل وأمه أتبادل معها أطراف الحديث، ففوجئت بها تحكي لي موقفًا حدث معها، أخبرتني أنها كانت تتحدث مع ابنها ذات يوم وتسأله ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ قال لها أريد أن أكون أبي؟ فرحت الأم في البداية وأخبرته ولماذا أبيك تحديدًا؟ قال لها لأنه لا يفعل أي شيء يا أمي.
كل التصرفات التي تقوم بها كأب أو أُمّ أو جَدّ أو جَدّة تؤثِّر على الطفل بطريقة أو بأخرى، لذا يجب الانتباه جيدًا ما الذي يجب أن تقوم به وما الذي لا يجب أن تقوم به، من جانب آخر يَجِب على الأجداد احترام رغبات الوالدين، فطريقتهم في التربية ليست بالضرورة هي نفس الطريقة التي يفضل الوالدان اتباعها مع أطفالهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
مقال موجه لكل جد وجدة حول أهم السلوكيات التي يجب أن يتوقفوا فورًا عن فعلها مع الأحفاد
link https://ziid.net/?p=64648