الاستغلال في العلاقات: كيف تعلم أنك تتعرض للاستغلال العاطفي؟
العلاقات قائمة على العطاء والرد، وحين تتحول العلاقة إلى عطاء فقط، تصبح علاقة مرهقة ومؤذية وتستنفذك تدريجيًّا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
لن يحب أحد أن يشعر أن الآخرين يقومون باستغلاله، أنه في علاقة ما لهدف أو مصلحة بحيث إذا ما انتهت المصلحة تنتهي العلاقة، لن يحب شخص أن يشعر أنه مؤقت في حياة الآخر، أو أنه مرحلة وستنتهي في لحظة ما يحددها الطرف الآخر، إلا أنه وعلى الرغم من وضوح العلامات التي تشير إلى تعرض شخص ما للاستغلال، فإن جزءًا من البشر لا يعرفون أنهم يتعرضون إلى الاستغلال من الأساس، أما الغالبية فإن عقلها يأبى أن يصدق هذه الحقيقة، فتجده يضع المبررات لكي تستمر علاقته لأطول فترة ممكنة، لذا حريّ بنا أن نسلط الضوء على أبرز العلامات التي تدل أنك معرض للاستغلال من قبل الآخرين للتوقف عن وضع مبررات واهية لهم.
كيف تكتشف أنك تتعرض للاستغلال العاطفي
أنت تختلف عن الآخرين والآخرون مختلفون عنك، ليس بالضرورة أن تقابل أشخاصًا قلوبهم مثل قلبك ونقاؤهم مثل نقائك، لذا في علاقتك مع من حولك يجب أن يكون هناك شيء من التوازن، تعطي بقدر ما تأخذ، وتُحِب بقدر ما تُحَب، وتأمن بقدر ما تؤتمن، فالفيض الكثير من أي شيء دون مقابل سيصيب أي علاقة بالتضخم والانهيار، والقليل من أي شيء في العلاقة سيصيب أصحابها بالزهد فيها.
وبالرجوع إلى اختلاف الأشخاص وارد جدًا أن تقابل –لا سيما في الوقت الحالي– الكثير من الأشخاص الذين يستغلونك في علاقتهم بك، ويكون اكتشاف الأمر صعبًا إلى حدّ ما بقدر اعتزازك وحبك للشخص الذي يستغلك، فـالحب يعمي عينيك عن رؤية الحقيقة ويخدر عقلك عن استيعابها، وإذا كنت أذكى من الآخرين فإنك ستكتشف استغلالك بسرعة لكنك ستضع الكثير من المبررات للطرف الآخر إذا كنت تحبه أكثر ما تحب نفسك، وتفضل البقاء في علاقة مريضة وغير عادلة على أن تترك يدك يد الشخص الذي يستغلك.
إذن سواء كنت من النوع الأول الذي لم يكتشف أنه يتم استغلاله بعد، أو من النوع الثاني الذي يضع مبررات لكي يبرر استغلال الآخرين له، فما هي العلامات التي من خلالها سترى عينيك حقيقة من حولك؟
علامات استغلال الآخرين لك
قبل أن أبدأ في الدخول في تفاصيل تساعدك على اكتشاف استغلال مَن حولك لك، يجب أن أنوّه على شيء في البداية، كلنا نتعرض للاستغلال سواء تعرضنا له في الماضي أو نتعرض له في الحاضر أو سنتعرض له في المستقبل، لذا لا تأخذ الأمر بضيق صدر وتظن أنك ساذج، كل ما في الأمر أنك في علاقة تعطي فيها أكثر مما تأخذ ويجب عليك اكتشاف ذلك الآن والاعتراف به لكي تتوقف عن منح الآخر ما لا يستحقون وتعيد التوازن إلى علاقاتك.
العلامة الأولى: أفعل هذا لأني أحبك
الشخص الذي يستغلك سيبرر كل تصرفاته لك بحجة أنه “يحبك” وبالتالي يتوقع منك أن تقبل أيّ تصرف يقوم به تجاهك حتى وإن كان لا حقّ له فيه، ستلاحظ تدخلًا مفرطًا في حياتك، تعليق في منتهى السلبية على تصرف من تصرفاتك، عصبية في التعامل أو ألفاظ جارحة في النقاش، استخدام صيغة الأمر بصورة أكبر من صيغة الطلب، مع ختام كل نقاش بجملة “لا تحزن مني فأنت تعلم أني أقول هذا، أفعل هذا لأجلك ولأجل مصلحتك لأني أحبك”.
الشخص المستغِل ذكي، ويعرف كيف يستخدم الجمل للتأثير عليك، فبعد أن يفعل ما يفعله أو يقول ما يقوله يلقي بجملة مثل هذه لجعلك تشعر بالذنب من أن تقوم برد فعل عنيف تجاه تصرفه، فكيف يمكن تخيل أن تعنف شخصًا يقول لك أنه يحبك، أنه لا يهتم إلا بمصلحتك.
العلامة الثانية: سترتاح مني قريبًا
أغلب استخدامات هذه الطريقة تكون في العلاقة بين الآباء والأبناء، فالاستغلال في العلاقات ليس حكرًا على علاقة الرجل بالمرأة فقط، هناك الكثير من الآباء المستغلين لأبنائهم أيضًا، تجد الأب أو الأم يطلب من أبنائه فعل أشياء لا يريدونها، يتحكمون في حياتهم بالعديد من الطرق المؤذية، ويلقون بجمل من شأنها التأثير على عقلية أولادهم وجعلهم في حيرة من أمرهم، ومن أشهر هذه الجمل “سترتاح مني قريبًا” فيضغط الأبوان بهذه الجملة على ضمير أولادهم بحيث لا يستطيع الأولاد قول لا.
مثلا نجد أحد الوالدين يقول لولده: “يجب أن تفعل هذا الآن، أنا أعرف مصلحتك جيدًا لقد عشت لوقت طويل وأعرف ما لا تعرف، لكن إذا لم تكن تريد نصائحي فالأمر يرجع لك عمومًا سترتاح مني قريبًا وسأموت وأتركك”، بهذه الصيغة يتمكن الأب من عصر ضمير ابنه بيده فلا يكون من الابن إلا أن يوافق على ما يطلبه الأب حتى وإن كان ظلمًا أو خطأً.
العلامة الثالثة: لن أتدخل في أي شيء يخصك بعد الآن
نجد الكثير من العلاقات التي يتدخل فيها طرف في كل ما يفعله الطرف الآخر: اترك هذا الصديق، لا تخرج اليوم، هذه الملابس غير ملائمة، لا تبدأ في هذه الدورة، لا تتعلم هذه الهواية، لا تكلم فلانًا، يجب أن تعود في الوقت الفلاني، يجب أن تقول كذا، يجب ألا تقول كذا وغيرها من التدخلات التي لا تُعدّ ولا تحصى، يتحمل الشخص الأمر في البداية لكنه سرعان ما يملّ من هذه الطريقة ويبدأ في التذمر، وعندما يلاحظ الشخص المستغِلّ هذا يبدأ في اتباع العلامة المذكورة في الأعلى فيقول لمن أمامه وفي صوته نبرة من الصدمة والحزن: حسنًا لن أتدخل في أي شيء يخصك بعد الآن.
عندما تكون في علاقة مهمة مع الآخر، علاقة فارقة معك حقًا، فهذه الجملة كفيلة بأن تشعرك بالندم الشديد على إبداء تذمرك من تصرفاته وتدخلاته، فهو يريد بها إيصال رسالة غير مباشرة لك أنه لن يهتم بك وبأمورك “كلها” مرة أخرى، وينجح في إيصال هذا الشعور لك ببراعة، على الرغم من أن نيّتك كانت تهدف إلى أن يتوقف عن التدخل المفرط في شؤونك، والتركيز على التدخل الإيجابي في علاقتكما، لكن لأنه يستغلك ويريد السيطرة على حياتك ويرغب في أن تكون خيوط شخصيتك في يديه، تجده يضغط عليك بهذا النوع من الجمل.
العلامة الرابعة: سأتركك
هذا النوع من العلامات يستخدمه الشخص المستغِلّ إذا كان متأكدًا بنسبة 100% أنّ مَن أمامه يحبه حبًّا مفرطًا، حبًّا يجعله يتقبل أي شيء وكل شيء مقابل ألا يتركه، حينها يبدأ في الضغط عليه بهذا التهديد إذا شعر أنه بدأ في التذمر من استغلاله له، فتجده يقول له على سبيل المثال: حسنًا من الواضح أن علاقتنا لن يكتب لها النجاح وأني سأضطر إلى أن أتركك لأني أشعر أنك تعاني من هذه العلاقة مثلما أعاني.
ولأن الطرف المستغَلّ يحب أكثر ويعطي أكثر ويوقف حياته على من أمامه فإن هذه الجملة كفيلة أن تشعره بالرعب، تجعله يفكر كيف سيعيش حياته بدون هذا الشخص، كيف سيترك هذا الشخص لآخر، ويبدأ في الشعور بحالة من هيستيريا الفقد، فيبدأ في التراجع عن تذمره، والتنازل عن طلباته، ويعود مسالمًا هادئًا يتقبل استغلال الآخر له وضغطه عليه في مقابل ألا يتركه، ولا يعلم أنه إذا ترك يد الآخر سيكون أمام حالتين لا ثالث لهما وكلاهما في مصلحته، الأولى أن يد الآخر هي ما ستتمسك به وبالتالي سيكسب حريته وعلاقته معًا، الثانية أن تتركه يد الآخر بالفعل وبهذا يكون قد أنقذ نفسه من علاقة هو الطرف المحب الوحيد فيها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,872
اكتشف أهم العلامات التي تدل أنك تتعرض للاستغلال من قبل شخص ما.
link https://ziid.net/?p=65461