هل لك أخٌ لم تلده أمك؟
فالأصدقاء الحقيقيون نعمة لا تعوض لكلِّ شيءٍ فقدتَه عِوَضٌ — وما لِفَقْدِ الصديق من عِوَض
add تابِعني remove_red_eye 9,083
إنه زمنٌ يتسم بالماديات والمصالح، جعلت الصداقة والإخوة على مشارف الانقراض وفرضت علينا انتقاء الأصدقاء بعناية، ربما تمُنّ عليك الحياة بصديق غريب يصبح بمثابة الأخُ دون صلة رحم تجمعكما، والعشرة والسنوات الطوال فقد كانت كفيلة إيضاح مدى صدق وقوة تلك العلاقة، ومن جانب آخر ليس من السهل الحفاظ على دوام مثل هذه الصداقات، لأنها لا تبنى على مبدأ الصداقة فقط بل هي أخوية في الله قبل أي شيء، وشدّ أزر بعضنا بعضًا بالسراء والضراء.
والصداقة الحقيقية ليست البقاء سويًّا طوال الوقت، بل هي أن نبقى على العهد والوعد مهما طالت المسافات أو قصرت، أو مهما تغيرنا أو مهما حصل من خلافات، حتى تستمر الإخوة والمحبة، وهناك العديد من المقومات التي تساعد باستمرارية مثل تلك الصداقات أولها:
الإخلاص
الإخلاص والوفاء لا يتمتع به إلا من يمتلكون صفاء النفوس، وطالما وجدت النية الحسنة فستحب للآخرين ما تحب لنفسك، وستتمنى لهم الخير، وإخلاصك لأخيك والصديق يأتي من حسن الظن به مهما حصل، ومن التماس الأعذار له، وعدم التسرع بإصدار الأحكام الخاطئة عليه، فسوء الظن لا يجلب إلا الندامة ، فقد يحدث أمرًا ما بينكما ولا تجد وقتها للاعتذار مكانًا، ونتيجة ذلك بأن يؤثر على علاقتكم سلبًا، فكن محبًّا له من قلبك، دافع عنه بظهر الغيب، ولا تعطي للمشككين بعلاقتكما مساحة حتى لا يفسدوها، كن الأمين الذى لا تصدر منه إساءة أو يُرى منه غدر أو خيانة.
الحفاظ على الأسرار
طبيعة الأصدقاء دومًا أن يتبادلوا الأحاديث معًا، وتكون مشاعرهم بمثابة كتابٌ مفتوح لبعضهما، ولا يترددون عن المصارحة بما يخص شؤون حياتهم وخصوصياتها ، فما دمتم أنتم سويًّا، يجب أن تكونوا جديرين بثقة بعضكم بعضًا، محافظين على أسراركم معًا، وأن تأخذوا الحيطة والحذر ممن يحاولون استدراج الأسرار لإفساد الصداقات، والابتعاد عنهم قدر المستطاع، ومهما واجهتم من مواقف أو أي خلافات في حياتكم، احذروا من أوقات الغضب بأن تسمحوا لها بأن تجرفكم معها وتصبحوا من ذوي إفشاء الأسرار واستخدامها للتهديد، فأسرار الأصدقاء والإخوة ليست أداة للابتزاز أبدًا أو للانتقام، فالصديق الحقيقي والأخ هو من يكون ساترًا لأخيه، ولا يسعى لاستغلال المواقف والظروف ضده مهما حصل.
العون والسند لبعض
الحياة تأخذنا بتقلباتها دومًا، ولابد أن نجد أوقاتًا نشعر فيها بالضيق أو ربما من أزمات نمرّ بها، حينها لن نفكر إلا بالأخ والصديق لنبوح له بما يشغلنا، وستسارع خطاك باحثًا عنه، لتفيض له بما يجول بخاطرك من أعباء الحياة، لإنه أقرب الأشخاص بالنسبة لك، فكن من الذين يحسنون الاستماع، وكن قدر المستطاع من ذوي النصيحة والمشورة لكل ما يقلقه، ومهما تكالبت عليه الظروف كن معينًا له وسندًا، لا تتكاسل عن إمداد يد العون والمساعدة له وقت الحاجة، فالصديق الحقيقي يكون عونًا بالسراء والضراء. وينهض به من سقوطه ويساعده بمحنته، فالحديث مع الصديق، يساعده بالتخفيف من آلامه ويضفي على قلبه السرور والراحة.
لا ترغمه على التغيير
لكل منا شخصيته الخاصة، ولابد أن تحمل شخصياتنا صفات من الجمال وبعضًا من العيوب، ومن القواعد المهمة للحفاظ على استمرارية الصداقة والإخوة أن لا يرغم أحدنا الآخر على التغيير، وأن نكون متقبلين لعيوب بعضنا بعضًا، وإذا صادفنا سلوكٌ ما من تلك الصفات نتعامل معها بصدر رحب، ولا نجعلها محط سخرية، فالإنسان لا يخلو من العيوب، ولا ضرر من تقديم الملاحظات بعضنا لبعض أو حتى بعض الانتقادات، لكن دون أي خدش أو تجريح، وأيضًا لا نحاول أن نقلل من شأن بعضنا بعضًا، أو نشين بعضنا بفعلٍ ما صدر منا، وأن نتحلى بعلاقتنا بالتواضع.
ويجب أن تدرك جيدًا أن حديث الأصدقاء معًا هو بمثابة غسل الأرواح لهم، ينسيهم مشاغل الحياة وهمومها والأحزان الجاثمة في قلوبهم، وتساعدهم على الخروج من الروتين اليومي، فالأصدقاء الحقيقيون نعمة لا تعوض. لكلِّ شيءٍ فقدتَه عِوَضٌ — وما لِفَقْدِ الصديق من عِوَض.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 9,083
إن أردت أن تحافظ على استمرارية صداقاتك .. إليك هذا المقال
link https://ziid.net/?p=88691