أبناء الانفصال، كيف لا نجعل الطلاق يؤثر على أطفالنا؟
الطلاق خيار متاح في أي علاقة زوجية، ولكن الطلاق ليس النهاية إن كان هناك أطفال مازلوا في مسؤوليتكم وواجبكم حمايتهم
add تابِعني remove_red_eye 61,969
حينما يهم أحد الوالدين بالتفكير في الطلاق فإن أوّل من يخطر بباله هم الأطفال، كما أن أول ما يستمع له من نصائح هي أن يتحمل من أجل أبنائه، ولكن حينما تنعدم الحلول، وتغلق سُبل التواصل، وتصبح الحياة محالة بين طرفين، تصبح الحياة ثقيلة كالذي يتنفس في الماء، بل إن المشكلات التي تكون بين الوالدين أحيانًا تكون أشد وطأة على نفس أولادهم، مما يسبب تردي أوضاع الأطفال، فبعض الأطفال يلجئ في تلك الحالة إلى أحلام اليقظة كعرض دفاعي فتجده دائم الشرود ضعيف التركيز، أو تصيبه مشكلات التحصيل الدراسي، أو الانسحاب الاجتماعي، وربما يكتسب الأطفال بعض السلوكيات السيئة مثل الكذب، أو العنف والانفعال، وفي تلك الحالة يصبح الانفصال أفضل الحلول، ما دام الأبوان قادرين على حل مشكلاتهما بعيدًا عن أعين الأطفال.
كيف نتحدث مع الأطفال عن الطلاق
من المهم أن يتحدث الأبوان مع الأطفال عن خطوة الطلاق، وما هي الحياة الجديدة التي تنتظرهم، وكيف يمكن لتلك المشكلة أن تكبر إن لم تحل، فالأطفال الذين ننظر إليهم وكأنهم كائنات صغيرة لا يمكنها فهم ما قد يعانيها الكبار، تشعر بما يشعرون به وتتعاطف معهم، وتتألم لألمهم، وبتبسيط الأمور العظيمة يفهمون، ويذهلونك بقدرتهم على تحمل المسؤولية.
فقط عامل أبناءك كأنهم كبار، اعقد معهم جلسة، أخبرهم ما تشعر به وما يحدث، أظهر لهم معاناتك في جمل بسيطة، فالتمهيد من أهم الخطوات التي ستجنبك عراقيل كبرى بعد ذلك، تقول فتاة: (حينما اصطحبتني أمي لمنزل جدي وهناك أخبرتني أنها انفصلت عن والدي وأننا لن نعود للمنزل مطلقًا، عجزت حينها عن الفهم، كل ما شعرت به هو الحزن الشديد الذي جعلني أفقد النطق) لذلك فإنه يجب عليك:
- تبسيط الأمور لهم، وإيضاحها بجمل قصيرة.
- إخبار الأبناء بأنهم سيبقون بأمان دائمًا وأنكما لن تتخليا عنهم.
- حينما يمضون إلى حياتهم مع أيّ طرف منكما، سيظل الآخر على تواصل معهم، وسيظل يراهم ويدعمهم، وأنكم ستعملون على راحتهم مهما كلف الأمر.
- أخبروهم أنكم تحبونهم وأن هذا القرار سيعود بالنفع عليهم، وأنهم ليسوا سببًا في ذلك.
- قولوا لهم كلامًا تحفيزيًا مثل (حتى وإن تباعدنا سنظل بجواركم) (إننا نحبكم دائمًا) (أعدك سأعمل على سعادتك) (سأحرص على راحتك دائمًا) (حينما تحتاجني سأكون بجانبك دائمًا).
- أبعدوهم عن ساحة الإجراءات القانونية قدر الإمكان.
- حاولا ألا يعاني الأطفال من مشكلات مادية مع الطلاق قدر الإمكان، لأن ذلك يصعب الأمور أكثر.
- احترما بعضكما أمامهم حتى ولو بلغت الخلافات بينكم عنان السماء.
كيف يتعامل الأطفال مع الطلاق
طِبقًا لبيان الجمعية الأمريكية لطب الأطفال فإن الأطفال قد يعانون من المشاعر المختلطة مثل: الحزن والغضب والصدمة، فقد يعاني الأطفال من مشاعر مؤلمة، يمكنهم التأقلم والعودة لطبيعتهم في غضون عامين أو ثلاثة، ولكن ذلك يعتمد على عمر الطفل، ونموهم، وقدرة الوالدين على مساعدتهم، أو حتى إبقاء أطفالهم بمعزل عن المشكلات وإبعاد مصادر الضغوط بعيدًا عنهم.
أما ردة فعل المراهقين قد تكون أكثر عنفًا من الأطفال وهو ما يتطلب تصرفًا حكيمًا من قبل الوالدين، فقد يذهب المراهقون لمشاعر متطرفة الغضب ويلجؤون للتنفيس عنها بطرق في غاية الخطورة، لذلك خطوة التمهيد من أهم الخطوات.
ماذا بعد الانفصال؟
- التفكير بشكل إيجابي مع الأبناء بدلًا من تركهم يعانون منفردين، دعم الأطفال وإخبارهم أن كل شيء سيصبح على ما يرام، فيجب التعرف إلى مخاوف الأطفال وتحليلها بأسلوب هادئ ومتزن، وعدم التقليل منها بأي صورة.
- من المهم أيضًا فضّ المنازعات بعيدًا عنهم، لأن الأطفال الذين يرون مشكلات الوالدين ويعيشون معهم النزاع، أكثر ألمًا وصعوبة في التأقلم مع الحياة الجديدة، فحينما يرى الطفل أن الأب والأم أصبحا أكثر سعادة من ذي قبل يشعر بالراحة وأن الانفصال لم يكن أمرًا بذلك السوء.
- ضرورة بقاء التواصل مع الأطفال لأنهم يحتاجون لكلا الوالدين، فالأطفال الذكور يحتاجون أن يتواصل معهم والدهم من أجل بعض الأمور الهامة مثل مرحلة البلوغ، كما أن الأب دائمًا هو صورة الرقابة لأبنائه الذكور، تقول أم منفصلة (إن تربية الذكور بدون حضور أب، أمر بالغ الصعوبة، كما أن مرحلة الطلاق كانت قاسية على نفسية الأولاد مما اضطرني لإخضاعهما لعلاج نفسي، وتأثر مستوى ابني الأكبر دراسيًّا) على الرغم من أنها لا تتوانى عن تقديم الدعم اللازم، إلا أن الأبناء يحتاجون لحضور الوالدين بقوة في إطار حياتهما.
- من المهم أيضًا أن يحافظ الأب والأم على صورتهما أمام الأبناء، فلا حديث بشكل سيء ولا اتهام من طرف لآخر بأنه كان سبب الطلاق، من المهم دائمًا أن يبتعد الأطفال عن حكايات الكبار ومشكلاتهم، ومعرفة أن أيّ صدمة أو مشاعر سلبية يعرفونها في الطفولة تبقى معهم، حتى حينما يكبرون، فتؤثر عليهم ويتأثرون بها.
- ضرورة دعم الوالدين بعضهما بعضًا، والتشاور بشأن قرارات الأولاد، وألا يتبنى الآخر قرارات مضادة ليكسب الأبناء في صفه.
- راقب سلوكيات أبنائك واستشر مختصًا إذا استلزم الأمر، حتى لا تتفاقم المشكلات.
أعزائي لا بأس عليكم
أعزائي الآباء والأمهات الذين مرّوا، أو في طريقهم للانفصال لا تشعروا بالابتئاس والحزن، الأمر ليس بذلك السوء الذي تتصورونه، وأنت لست الجاني الذي سيحرق مستقبل أبنائه مثلما يصور لك مَن حولك، فأحيانًا الانفصال هو أفضل الحلول ولا تستمع لمن يخبرك بأن استمرار الزواج من أجل الأطفال هو أصلح الأمور، فإن كنت لا تشعر بالراحة لن تكون قادرًا على إعطاء الآخرين ما يحتاجون إليه، أو تلبية مطالبهم، أو الوقوف بجانبهم ودعمهم، بل ربما تمرّ السنوات لتجد نفسك محاصرًا بمشاعر سلبية تجاه أبنائك.
لأنهم كانوا سببًا في تعاستك، فحينما تستيقظ كل يوم لتبدأ صراعًا جديدًا لا يمكّنك ذلك الأمر من الشعور بالسعادة، فلن يكون من السهل عليكما أن تتفقا بشأن أمور الأبناء، فالراحة هي ما تجعلك تعطي أفضل ما عندك والتعاسة ستصيبك بالكآبة مما ينعكس على علاقتك بأولادك، فلا تشعر بالغضب من نفسك فقط ساعد أبناءك على تخطي الأزمة.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 61,969
الطلاق من أكثر الأمور التي تهز جدران الأسرة ومنها الأطفال، فكيف لا نجعل الأمر يؤثر على أطفالنا
link https://ziid.net/?p=60763