5 طرق لتطور مهاراتك في التربية
تربية أطفالنا رحلة مستمرة، فلنجعلها ممتعة، أنت لست في معسكر حربي وأطفالك ليسوا بجنود، لذا كن صبورًا واقض وقتًا ممتعًا معهم وبهم
add تابِعني remove_red_eye 25,308
دعونا نبدأ بحقيقة مهمة، ليس هناك ما يدعى بالمثالية في التربية، التربية صعبة للغاية وتحتاج لمجهود عظيم لنصبح مربيين فاضلين ومتفهمين، شيء رائع أن نبحث ونتعلم لنعرف كيف نربيهم ونتعامل معهم، ولكن علينا أن ننتبه أن الأطفال ليسوا أبدًا متشابهين، لا يولد الأطفال بكتيب تعليمات ينفذ عليهم بنفس الكيفية، علينا أن نتعلم كيف نطبق ما نتعلمه من مقالات وكتب ومواقع التربية على الأطفال حسب شخصياتهم. في هذا المقال نتعلم سويًّا (5) نقاط غاية في الأهمية لنحسن مهارتنا التربوية، ونتعلم كيف نربي أطفالنا أقرب ما تكون للسوية، تلك هى الخطوة الأولى في طريق التربية.
1- الحب غير المشروط
التدرب على الحب غير المشروط من أهم خطوات التربية، صحيح أننا بطبيعتنا نحب أطفالنا حبا غير مشروط ولكن أحيانا تصرفاتنا وأقوالنا قد تصل لأطفالنا رسائل عكس ذلك تماما. كلمات نقولها مثل (سأحبك إن فعلت كذا، ولن أحبك إن فعلت كذا) تجعل الأطفال يشعرون بعدم الأمان والحب، لأنهم مهددون دائمًا بفقدان الحب إن فعلوا شيئًا خاطئًا، وأن أهلهم يحبونهم فقط تحت شروط وظروف معينة، الأطفال لا يعرفون أننا نحبهم حبًّا غير مشروط إلا من خلال تصرفاتنا وأقوالنا.
علينا أن نتعلم كيف نهذب ونقوّم أطفالنا دون أن نجعلهم يشعرون أن ذلك يؤثر علي حبنا لهم، أن نخبرهم أننا نحبهم مهما فعلوا، ولأننا نحبهم نحب أن يكون سلوكهم جيدًا ومحترمًا، بدلًا من قول سأحبك إن فعلت كذا نقول أحب أن تفعل كذا، لن أحبك إن فعلت كذا، لا أحب أن طفلي الجميل يفعل ذلك السلوك السيئ وهكذا.
الأطفال الذين شعروا بالحب غير المشروط يكونون بصحة نفسية وجسدية أفضل عندما يكبرون، ويكون لديهم مستويات أقل من القلق والمخاوف من الذين شعروا بحب الأهل المشروط. الحب غير المشروط معناه أن نحب أطفالنا كما هم، رغم الأخطاء أحيانًا ورغم كسرهم للقواعد. يجب أن نخبر أطفالنا دائمًا أننا نحبهم حتى بدون مناسبة معينة، وألا نجعل الكلمة فقط كمكافأة على تصرف أو سلوك ما.
2- اخلق لطفلك ذكريات لا تنسى
علينا أن ندرك تماما قيمة الوقت الذي نمضيه مع أطفالنا، سواء كان وقتًا طويلًا أو قصيرًا، الأطفال يحبون أن يمضوا الوقت مع آبائهم كعائلة وهم يكبرون بسرعة أكبر مما نستوعب، قريبًا جدًّا سيكبر الصغار ليصبحوا كبارًا مستقلين لهم بيوتهم الخاصة. الاستمتاع بالوقت الذي نقضيه كعائلة مع أطفالنا أمر واجب وحتمي، وهناك العديد من النشاطات التي من الممكن فعلها سويًّا وتترك داخل الأطفال ذكريات أبدية قد يحكوها لأحفادهم يوما ما:
- اجعلوا وقت الغداء وقتًا مقدسًا تجتمع فيه الأسرة دون أي وسائل تواصل اجتماعي.
- خصصوا وقتًا للحديث عن أخباركم، عودوا أطفالكم أن يحكوا لكم عن تفاصيل حياتهم، ألا يخافوا منكم أبدًا.
- التقطوا صورًا كثيرة سويًّا في كل مناسبة.
- اهتموا بمناسبات صغاركم الخاصة، كحفلات التخرج مباريات أو حفلات موسيقية يشاركون فيها.
- خذوا أطفالكم لرحلات في أماكن مختلفة.
- العبوا سويًّا ألعابًا جماعية، أو اخترعوا ألعابًا خاصة بكم.
افعلوا كل شيء وأي شيء يخلق لهم ذكريات وتجارب معكم تظل في ذاكرتهم، وتبعث السعادة في قلوبهم للأبد.
3- توقف عن الصراخ
لا، هذا ليس مستحيلًا! صعب قليلًا ولكن لا يستحيل، أعلم تمامًا أن الأطفال أحباب الله ولكنهم يكونون في كثير من الأحيان مستفزين لنا، سواء بالعناد أو بتكرار الأخطاء، ولكن الحقيقة أن الصراخ لا يساعد أبدًا على تهذيب سلوك الأطفال أو على التربية الصحيحة. الأمر بالطبع يحتاج للتدريب الطويل، ولكن سلبيات الصراخ على الأطفال كثيرة جدًّا، وليس له أي دور فى التهذيب كما قلنا من قبل، لأن الصراخ يجعل الأطفال في حالة قلق دائم، ويؤثر على نفسيتهم بشكل كبير.
تخيل ببساطة موقفًا صرخ عليك فيه مديرك أو والدك أو صديق لك، ما شعورك حينها؟ كيف كانت نظرتك لنفسك وله؟ هذا بالضبط إحساس طفلك عندما تصرخ عليه. الأطفال يتعلمون منا، عندما يجد الطفل والديه يصرخان دائما عليه، سيتعلم أن هذه هي طريقة التعامل مع أي شيء يزعجه، وبالتالى سيصرخ هو الآخر إن وجد شيئًا ما يضايقه أو يزعجه، بالطبع هذا السلوك لا يريد أحد منا أن يتعلمه الأطفال.
لابد لنا من أن نوقف الصراخ على أطفالنا، وهناك العديد من الطرق التي قد تساعد على ذلك:
- تذكر دائمًا إحساسك عندما يصرخ أحدهم فيك، وتخيل كيف يراك الطفل وأنت تصرخ.
- عندما تجد نفسك على وشك الصراخ، تنفس وعد للعشرة.
- درب نفسك على عدم الصراخ، خفض صوتك عندما تجده سيرتفع، شيئًا فشيئًا ستنجح في ذلك.
- إن قمت بالفعل بالصراخ على الطفل، اعتذر له وقل له إنك أخطأت ولكن سلوكه غير مقبول، سيتعلم بذلك قيمتان، الأولى أنه لا بأس بالخطأ طالما صححته واعتذرت عنه فالكبار يفعلون ذلك، والثاني أن الأمور لا تحل بالصراخ وأنه سلوك خاطئ.
- اجعل نفسك فى مستوى الطفل، لا تنحني ولكن انزل لمستواه وتحدث معه بهدوء بدلًا من الصراخ عليه من مستواك.
- لا تسمح للطفل باستفزازك، بعض الأطفال يتعمدون الخطأ لجلب الانتباه واستفزازك.
- عندما يقومون بفعل خاطئ، تحذير واحد بصوت منخفض يكفي تمامًا، وعند عدم الاستجابة خذ موقفًا ولا تسمح له بتكرار الخطأ.
اتفقنا أنه ليس هناك مُرَبٍّ مثالي، كلنا نخطئ ونصيب، وسنصرخ على أطفالنا رغمًا عنا من حين لآخر، ولكن علينا أن نقلل ذلك قدر الإمكان.
4- قدم لهم التجارب بدلًا من الألعاب
الألعاب مسلية للغاية، يحب الأطفال الألعاب ويحب الأهالى أن يهادوا أطفالهم بما يحبون من الألعاب الجديدة ليسعدوهم أو ليطوروا من مهاراتهم، ولكن ذلك لا يعني أن نغرقهم بالإلكترونيات والألعاب فقط لنساعدهم على زيادة المهارات، كيف ذلك؟
ببساطة قدم لهم المرة القادمة تذكرة لمخيم كشفي مثلًا، أو اشترك لهم في نشاطات اجتماعية أو خيرية، ستساعدهم هذه التجارب على الانفتاح على العالم من حولهم بدلًا من الجلوس في غرفتهم يلعبون بالألعاب، وستجعلهم أكثر استقلالية وتفاعل مع أنفسهم، وستعلمهم حسن التصرف في المواقف المختلفة، وكذلك ستخلق لهم ذكريات، استثمر في بناء شخصية أطفالك.
5- اسمح لهم بعيش طفولتهم
اللعب ضرورة لا تتجزأ من الطفولة، يطور كثيرًا من ذكاء الطفل الاجتماعي والمعرفي والمنطقي والذهني، يساعد على تنمية مهاراته العضلية، ويجعله ببساطة سعيدًا؛ لذا فالنقطة السابقة لا تعني أبدًا انغماس الأطفال في الأنشطة ونسيان أنهم في الأصل أطفال يحتاجون للعب والترويح عن أنفسهم في المقام الأول، بعد الأمهات قد تمنع عن أطفالها اللعب في الحديقة مثلًا أو لعب الكرة لكي لا تتلوث ملابسهم أو خوفا من أن يصيبهم أذي، وذلك خطأ، بدلًا من منعهم إما أن تخصصي ملابس للعب، أو تعلميهم كيف يلعبون بحرية دون أن تتلوث ملابسهم.
اهتمامنا الزائد بتعليم الأطفال وتطويرهم قد ينسينا أن اللعب في حد ذاته بالنسبة للأطفال وسيلة ممتازة وفعالة للتعلم غير المباشر، وبالطبع هنا لا نتكلم عن اللعب بالإلكترونيات، كلنا نعلم أضرار الإلكترونيات على أطفالنا -للأسف منعها التام مهمة مستحيلة وشخصيًّا لا أحبذها لأنه ببساطة سيصبحون منقطعين عن التطور التكنولوجي حولهم، ولكن تقنينها ووضع حدود و تحديد الأشياء المفيدة سيكون بديلًا جيدًا- ولكن اللعب القديم من لعب بالصلصال ورسم والسلم والثعبان، والمكعبات بأنواعها، أو بألعاب هم يخترعونها كما فعلنا ونحن صغار.
هناك على جوجل الآلاف من أفكار اللعب الممتعة والمسلية للأطفال، والتي تجعل وقتهم كله فائدة ومرح، بعضها يمكن للأهل أن يشاركهم فيها، لنخلق لهم تلك الذكريات كما اتفقنا.
مرة أخرى، لا نصبح أبدًا مثاليين، لا تقسوا على أنفسكم إن أخطأتم في حق أطفالكم، نحن نتعلم كما هم يتعلمون، كما قال محمد صبحي في رائعته يوميات ونيس “اكتشفنا ونحن نربي أبناءنا أننا نربي أنفسنا معهم”، لذا علينا أن نكون أكثر هدوءًا مع أنفسنا. ولأن التربية عملية مستمرة حتى نربي أحفادهم، فهذه بالطبع ليست فقط طرق التربية، بل سنكتشف طوال الرحلة طرقًا جديدة على حسب شخصية كل طفل من أطفالنا.
حفظ الله لنا أطفالنا، وجعلهم ممن يتحلون بالأخلاق والقيم الحميدة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 25,308
مقال هام لكل أب وأم حول أساسيات التربية وقضاء الوقت مع الأطفال في المنزل
link https://ziid.net/?p=67206