5 أمور أدركتها ما بين العشرين والخامسة العشرين
في العشرين من عمري كنت أكثر قلقًا وأكثر يأسًا، كانت تسيطر علي الكثير من الأفكار السوداء، لكن مع الوقت تواصلت مع ذاتي وفهمت الحياة
add تابِعني remove_red_eye 4,358
عمري الآن (24) يومًا، ما بين العشرين والرابعة والعشرين خضت العديد من التجارب التي أثّرت فيّ وشكلت المنهجية التي أفكر بها حتى الآن. ففي العشرين من عمري كنت أكثر قلقًا وأكثر يأسًا، كانت تسيطر عليّ الكثير من الأفكار السوداء وكنت أتساءل كيف سأحصل على عمل؟ هل سأتزوج؟
الأمر لم يكن متعلقًا بذاتي فحسب ففي هذا السن الذي تأججت فيه طاقتي كان والدي يذبلان أمام عيني، وطرق قلبي الكثير من المخاوف بشأن المستقبل، مستقبلي ومستقبل عائلتي كذلك، لكن في هذه التجربة التي أعرف أن كل من في سني يعيشها أدركت العديد من الأمور التي ليس من شأنهّا أن تسهّل الحياة؛ لأن الحياة بطبيعتها صعبة، ولكن إدراك هذه الأمور مبكرًا بإمكانه أن يجنّبك الكثير من الآلام على المدى البعيد.
الجمال ينبع من حب الذات
قد تبدو هذه الفكرة سطحية لأبدأ بها، مع ذلك فقد كانت هذه الفكرة تؤرق حياتي في العشرين، بل ومنعتني أحيانًا عن أعيش حياتي بصورة طبيعية، ليس لأنني لم أكن جميلة ولكن لإني كنت أفتقد الثقة بذاتي، لم أكن أحب الصورة التي كنتها آنئذ، واستمر ذلك الشعور يتنامى في صدري قبل كل نزهة أقوم بها، حتى اعتقدت أنني لن أكن مطلقًا محط إعجاب رجل، والآن تبدو لي كل هذه الأفكار ليس إلا حماقة، ولكنها حماقة طبيعية في سن مبكّرة لا يكون فيها الكثير لتنظر إليه سوى صورتك في المرآة، عندما لا يكون المرء سوى صورة ولا يملك مهارات معينّة أو يعمل بجدّ من أجل الوصول إلى حلم معين فهو ليس إلا صورة، وكل أمله هو أن تعجب هذه الصورة الآخرين.
عندما كبرت انغمست في العلم والعمل والتطور، بتّ أقرأ وأتعلم الكثير من الأشياء فامتلأ عقلي بالعلم وتشربت روحي بالموسيقى، وأعطيت حقيْ بدني من الطعام والرياضة، الآن أراقب نفسي خطوة خطوة، لا أهتم بهذه الصورة التي يراها الآخرون عني فالعالم الذي أعيشه هو عالمي، لقد صرت أحب نفسي عندما أعطيتها حقها، عندما قلت لنفسي لا يهم كيف يراني الآخرون، المهم كيف أرى أنا ذاتي فهذه الفكرة البسيطة نمّت حبي لذاتي وتلقائيًا بدأت أحب الآخرين؛ وذلك لأن حب الذات –على عكس ما يروج هنا- هو السبيل الوحيد لحب الآخر، والجسر الوحيد المؤدي إلى متع لا يعرفها سوى من وصل إلى هذه المرحلة، عندما تحب ذاتك فسترى نفسك جميلًا، وأنت لن تحب ذاتك سوى برعايتها، ويمعرفة أن لعقلك وروحك وبدنك عليك حق.
عقلية استثمارية أم استهلاكية
عندما تأتي كلمة الاستثمار فإنّ أول ما يطرق العقل هو كلمة مال، لكن الآن في عصرنا الحالي لم يعد الاستثمار المالي مهمًا بالدرجة الأولى حيث ظهر الاستثمار في الذات مرادفًا منافسًا له ومع ذلك فالجانب المالي يحتل جزءًا كبيرًا من العقلية الاستثمارية.
العقلية الاستثمارية ترفض صرف المال في أمور ليس لها قيمة، أو أن قيمتها تنتهي بمجرد فوات لحظتها، وهي كذلك تتجنب التضحية بالأمور الثمينة في الحياة مثل الوقت، فالإنسان المستهلك عادة لا يفكر كثيرًا في قيمة وقته وإنما يرضى بأن يستنزفه كله في وسائل التواصل الاجتماعي أو في أمور غير مجدية، بينما يفكر الإنسان المستثمر أن كل مجهود يقتطعه الإنسان من وقته ليكتسب خبرة معينة هو استثمار ذاتي، وكل مهارة نتعلمها هى استثمار طويل الأمد، فإذا لم نستفد منها الآن فيمكن الاستفادة منها لاحقًا.
يومك يومك
لعل هذه النصيحة الأبرز التي قرأتها في كتاب لا تحزن لعائض القرني، فالإنسان دائمًا في حيرة وتشتت ما بين ذكريات الماضي وهواجس المستقبل، وينسى أن يفكر في حاضره، وأنا لا أنكر أنه صعب على الإنسان أن يركز كل تفكيره وطاقته في التفكير في اليوم وحسب، ومع ذلك هذه هي النصيحة الأفضل لعيش حياة إيجابية، لقد قمت بتطبيق هذه النصيحة فعليًّا فكل يوم أخطط له وكأنه آخر يوم ولا أدع يومًا يمرّ دون أن أحصى ما أنجزت فيه، حتى الأهداف الكبيرة للحياة لا تستطيع بلوغها إلا بتجزيئها على أهداف صغيرة يومية، بطبيعة الحال هناك أيام يكون فيها الإنجاز بطيئًا أو قد لا يكون على الإطلاق، مع ذلك فاغتنام اللحظة الحاضرة، وعيشها بكل ما فيها هى من أكثر السبل المؤدية إلى السعادة والشعور بالإنجاز.
التشتت أمر طبيعي
ربما امتلأ جيلنا بأفكار مثل الشغف وتحديد الهدف والإنجازات المضخمة والتي تختتم بصورة الحياة الوردية، مع ذلك فكل هذه الأفكار ليست سوى فقاعات، ففي بداية شبابك إذا لم تكن من المحظوظين النادرين الذين رسموا طريق حياتهم أو خططوا له فغالبًا ستقع في شرَك التشتت، وهذه المصيدة لا تستثني أحدًا أبدًا، التشتت أمر طبيعي، وخصوصًا إذا كنت لم تتعلم كيفية الاختيار وتخرجت في كلية لا تحبها، في هذه الفترة بعد التخرج والتي تمتد لفترة طويلة بعدها تسامح مع هذا الشعور بأنك مشتت أو أنك لم تجد بعد العمل الذي تحبه.
ليس كل من يتخرج يجد العمل الذي يحبه بالإضافة لذلك فكيف للإنسان معرفة أن العمل الذي يقوم به يحبه أو لا يحبه، إنك لن تعرف هذا سوى بالعمل نفسه، فالعمل هو مقصلة التشتت، هناك أشخاص يقفون حائرين وقد كنت منهم، فقد تخرجت في مجال لا أكن له عاطفة قوية وهذا سبّب لي نفورًا من العمل نفسه، مع ذلك بعد فترة بدأت أتعلم الإنجليزية وبدأت أحضر تدريبًا في الترجمة وبالطبع لم أقل وقتها إن هذا هو المجال الذي سأعمل فيه، لكن لولا أني أغرقت نفسي في التعلم أو العمل لزادت حيرتي أكثر، ونصيحتي لك أيضًا تسامح مع شعورك بالتشتت وتسامح مع فكرة أن اللَّايَقين هى سمة الحياة، وأنك لا تستطيع أن تفعل شيئًا سوى أن تعمل حتى لو لم يكن عملك وظيفتك المفضلة.
هناك من هم أفضل، ولكن
بعد التخرج كنت أشعر برهبة شديدة، لكوني مبتدئة بلا خبرات، ومعرفتي بأن السوق يحتله أشخاص ذوو خبرات هائلة تزيد عن سنوات، سببّ ذلك لي شعورًا دائمًا بأني لا أستطيع أن أنافس، وأنا أعرف كذلك أن كثيرًا من الشباب يفكرون في هذا الأمر، مع ذلك فعليك أن تدرك جيدًا، إذا كنت وحيدًا وليس ثمة من يساعدك في نيل وظيفة الأحلام فالوظيفة الأولى دائمًا مخيبة للآمال، مع ذلك فعليك أن تتحملها لأن لولاها لن تستطيع الحصول على خبرة، وإذا كانت وظيفتك لا تسمح لك بتكوين خبرة فأنا لا أقول لك اتركها ولكن اعمل على توسيع خبرتك من خلال التعلم الذاتي والبحث بشكل أكبر في مجالك، في بداية الشباب لا تتوقع أن تحصل على الكثير من المال، بدلًا من ذلك اعمل على توسيع خبراتك، وزيادة شبكة علاقاتك، حين يطلب منك شخص عملًا فاعمله بأقصى جودة تستطيع الوصول إليها حتى لو كان عائد ذلك قليل، أنا دائمًا أقول أن البدايات صعبة لكن لولاها ما استطاع أحد الوصول.
إليك أيضًا
أهم نصائح للعروس: تجنبي الوقوع في هذه الأخطاء!
add تابِعني remove_red_eye 4,358
مقال وتجربة ملهمة عن خبرة العشرينيات من العمر
link https://ziid.net/?p=65481