5 خطوات فعّالة لتدربي طفلك على القيادة
القيادة قد تُغرس في طفلك بالفطرة، ولكن لا يزال بإمكانك زرعها في شخصيته منذ الصغر
add تابِعني remove_red_eye 29,594
مقولة الأم مدرسة لم تأتِ من فراغ؛ لأن الأم لا تُعلم الطفل وتربيه فحسب بل تقرأ كثيرًا من أجل فهم سيكولوجية الطفل، ومن أجل تفسير صفاته، ومعرفة كيفية استغلال تلك الصفات، وبالنسبة للطفل القائد؛ فهو طفل يتمتع بالصفات الآتية: الجرأة والثقة والفضول والمرح، وتوجيه أقرانه، والمبادرة، والاعتراف بالخطأ والشجاعة… إلخ، وتستطيعين بسهولة التعرف على تلك الصفات من خلال مراقبة تصرفات الطفل وسلوكياته، ومن ملاحظتي لسلوكيات الأطفال على مدار السنوات العشر الأخيرة اكتشفت أن طفلًا واحدًا من بين ثلاث أطفال يتمتع بصفات قيادية، عن نفسي رأيت تلك الصفات في أختي الكبيرة شيماء.
ففي طفولتنا كانت هي “زعيمة العصابة”، هي من تقرر ماذا نأكل، هي من تقرر كيف سننتقم، هي من تقرر ماذا سنشاهد… إلخ، ولكن مع الوقت تحولت مشاعر القيادة لديها لمشاعر أخرى، وبدأت تصبح خجولة شيئًا فشيئًا حتى انضمت لمعهد الإدارة والسكرتارية، وكان معهد يضم الطالبات فقط، ومن ثم تزوجت وفقدت دورها القيادي.
ولكن على الجانب الآخر بدأت أنا أنجذب لمفهوم القيادة بعد دخولي الجامعة، وخاصة عقب تخصصي في الصحافة، وبالفعل بدأت أدرس فنون القيادة منذ 12 عام تقريبًا، ومثال أختي وما حدث معها ومعي أكبر دليل على أن القيادة قد تتواجد بالفطرة داخل الطفل كما حدث مع أختي، وقد يتم اكتسابها بسبب البيئة الخارجية وبسبب تعلمها كما حدث معي، ولذلك يجب أن تستغلوا القيادة بالفطرة وتعززوها داخل أطفالكم وتجعلوهم يمارسونها لكيلا تختفي تلك الصفات بالتدريج كما اختفت من صفات أختي بسبب البيئة الخارجية.
والآن دعونا ننتهي من مقدمتي المزعجة ونتحدث عن الخطوات التي يجب إتباعها لتعزيز مشاعر القيادة لدى الأطفال الذين يتمتعون بها بالفطرة، وتعليمها لغيرهم عن طريق ترسيخ صفاتها في نفوسهم.
1- عززي ثقته بنفسه
لا يجب أن تنتظري من طفلك أن يصبح قائدًا بين ليلة وضحاها؛ لأن هناك أطفالًا يصلحون للإدارة أكثر من القيادة، على سبيل المثال ستجدين أن طفلك الأول قادر على إنهاء الأمور في وقت قياسي وبذكاء، في حين أن طفلك الآخر يركز على رؤية أبعد، ويفكر في موعد الامتحانات وكيف سيخطط لعطلته الصيفية … إلخ، هؤلاء مختلفون لأن الأول يركز على إدارة المهام، والآخر يفكر في القرارات الإستراتيجية طويلة المدى، طبعًا كلاهما ما أحلاهم.
فالأول مدير والآخر قائد ماذا تريدين منهم بعد؟ لهذا السبب لا يجب أن تفرضي رغباتك على الأطفال واتركيهم يفعلون كل شيء كما يرونه طالما النتائج ستكون جيدة في النهاية، وتأكدي أن سواء كان الطفل يحمل صفات القيادي الناجح أو المدير الذكي إلا أن كلاهما لا يزالون بحاجة لثقتك فيهم؛ لذا عززي ثقتهم بأنفسهم من خلال منحهم الثقة.
2- اسمحي له باتخاذ القرارات
كان أبي دائمًا يسألنا دائمًا عن ساندويتشات المدرسة وماذا نريد تناوله على وجبة الغداء، وعن أماكن التي نرغب بزيارتها … إلخ، حقيقة كان ولا يزال يستمع إلينا ويسير وفقًا لما نقرره، وبسبب ذلك اعتدنا على التفكير في أيّ قرار حتى ولو كان بسيطًا، وفهمنا كيف نستبعد الاحتمالات وكيف نتشاور معًا للوصول لقرار يرضي جميع الأطراف، وهذا بالضبط “أ-ب” قيادة؛ فمن أهم خطوات تعزيز صفات القيادة في طفلك أن تجعليه يفكر في اتخاذ القرارات ويتحمل مسئولية قراراته، ويعرف معنى المشورة والاستماع لآراء الآخرين وتقييم الحلول … إلخ.
3- لا تُقلِّلي من شأنه
تلك النقطة مرتبطة بتعزيز الثقة في النفس؛ فلا يوجد طفل واثق في نفسه ومعه أب وأم لا يُظهرون له الاحترام والحب والتقدير ودائمًا يقللون من شأنه ويحتقرون أفعاله أمام الآخرين، وخاصة أقرانه؛ لذا أهم نصيحة في تربية الأطفال أن تتوقفي تمامًا عن إحراجه أمام الآخرين وأن تعلميه الصواب والخطأ بهدوء بدلًا من تعنيفه وضربه وسط حشد من الناس؛ لأن هذا التصرف يُقلل من ثقته بنفسه ويُضعف شخصيته.
4- استمعي لآرائه
إذا أراد طفلك أن يعبر عن رأيه في شيء يخصه يجب أن تستمعي له ولا تحبطيه، وتقولي: ماما وبابا يعرفون مصلحتك أكثر … لا تفعلي هذا أبدًا؛ لأنه طالما الطفل لم يتدخل في شئونكم فلا تقحمي نفسك في قراراته إلا لو كان قراره خاطئًا، وقتها عرفيه لماذا رفضتِ قراره واجعليه يختار أيّ شيء آخر، وإذا اختار شيئًا جيدًا فلا تعاندي واستمعي لرأيه وحققي رغباته، وانسي تمامًا تلك المقولة “إن تحقيق كل رغبات الطفل يفسده”؛ لأنك هنا لا تدللينه بل توافقين على قراراته وتعطينه الفرصة لتحمل مسئولية اختياراته.
5- أَعطيه مهامًّا بسيطة
لكي يتعلم الطفل تحمل المسئولية لا تكتفي بجعله يتحمل مسئولية قراراته فحسب، بل أَعطيه مهامًا بسيطة لإنجازها؛ لأن الانتهاء من المهام سيحفز ثقته بنفسه، وسيشعر بثقتك فيه وسيحاول جاهدًا للوصول لسقف توقعاتك، ولكن لا تفكري أبدًا في استخدام الطفل لمساعدتك في إنهاء ترتيب المنزل معكِ بل اجعليه يعتاد على تنظيم غرفته، ووضع ألعابه في مكان واحد بطريقة منظمة … إلخ.
في الختام
احذري من أن تقولي لطفلك أيّ كلمات سلبية عنه؛ فلا تخبريه أنه فاشل أو مهمل أو فوضوي… إلخ؛ لأن كل تلك الكلمات تذهب مباشرة لعقله اللاواعي، ومع الوقت يبدأ في التصرف وفقًا لها، وحتى ولو لم يكن فاشلًا إلا أن كلماتك أصبحت بالنسبة له قانونًا وسيمشي عليه لأنه اقتنع أنه فاشل بالفعل؛ لذا لا تصفوا أطفالكم بصفات سلبية حتى ولو وجدت فيهم، ولكن عوضًا عن ذلك حاولوا أن تُصلحوا كل سلبياتهم وتحولوها لإيجابيات.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,594
كيف تغرس في طفلك سمات القيادة؟
link https://ziid.net/?p=93856