قد يظن الكثير من الناس -كون مرحلة المراهقة هي أصعب مرحلة عمرية يمرّ بها أبناؤهم- أن فكرة تكوين صداقات قوية معهم أمر مستحيل وهذا غير صحيح تمامًا، فعلى الرغم من صعوبة فكر المراهق في هذا العمر وتمرده إلا أن تكوين صداقة معه أمر ممكن إذا قمنا باتباع عدة طرق مجربة وعملية نقوي فيه أواصر الروابط بيننا وبينه، ونعمق فيها علاقة مبنية على الثقة والتفاهم.
15 طريقة مجربة لتكوين صداقة قوية مع طفلك المراهق
1- شارك مواقف من طفولتك مع ابنك المراهق
حاول أن تفتح قلبك لابنك المراهق، إذا أخبرته عن موقف ما حدث في طفولتك يبين أنك لست مثاليًّا، أو خطأ ما قمت به أو موقف محرج بعض الشيء يمكن أن يساعد هذا في أن يفتح ابنك قلبه لك، ويخبرك هو الآخر بشيء غير مثالي يقوم به في الوقت الحالي، حيث يقول علماء النفس إنك بهذه الطريقة تساعد ابنك عن الكشف عن بعض أسراره.
2- اهتم بما يهتم به ابنك المراهق
يجب أن تظهر الاهتمام لابنك المراهق دون أن تشعره أنه تحت الاستجواب، لذا اجعل أسئلتك له عامة ومنفتحة، أخبره مثلًا كيف يقضي وقتًا ممتعًا في دروس الموسيقى التي يحبها، أو اسأله كيف حال صديقه المقرب الذي كان في مشكلة منذ أيام، يمكنك أيضًا أن تخبره أنك تشعر بأنك تريد أن تفعل شيئًا جديدًا غير عادي كالسفر غير المخطط له أو قضاء يوم ممتع في الخارج وتسأله إذا كان يريد الذهاب معك.
3- شارك ابنك المراهق في قراراتك
يمكن للأم أن تشارك ابنها المراهق في قراراتها المتعلقة بالتسوق والمطبخ، اسألي ابنك ماذا يحب أن يتناول على الغداء اليوم، أو اسأليه أن يأتي معك إلى المتجر لشراء بعض الأصناف التي يفضلها بنفسه وتَقُوما بإعدادها معًا في المنزل.
أما الأب فيمكن أن يشارك ابنه المراهق في أمور أكبر مثل: نوع السيارة التي يريد شراءها أو لونها، أو طلب مساعدته في اختيار بعض الملابس لأنه يثق في ذوقه الرفيع، هذا سيشعر المراهق أن رأيه ذا قيمة وسيقوي العلاقة بينكما.
4- لا تعامل ابنك المراهق كطفل
في مرحلة المراهقة يرى الابن أو البنت أنهما نضجا وأنهما لا يجب أن يُعامَلا كطفل؛ لذا لا تقوم أبدًا بتوبيخ المراهق إذا تصرَّف تصرُّفًا غير مقبول بالنسبة لك، لكن اشرح له بهدوء عدم قبولك لهذا التصرف، فمثلًا إذا تحدث معك المراهق عن أمر ما ولاحظت أنه يستخدم ألفاظًا غير لائقة لا تنهره، هذا سيجعله يتوقف عن الحديث معك فيما بعد، يمكنك أن تخبره أنك تشعر بمدى انزعاجه من هذا الموضوع فعلًا وأن معه كل الحق، لكن إذا ترك السباب والألفاظ الخارجة ستتفهمه بصورة أوضح وأفضل.
5- اطلب من ابنك المراهق المساعدة في أمر يتقنه
فالإنترنت على سبيل المثال، أو كيفية تعديل صورة أو تنزيل أغنية بجودة عالية وغيرها من الأشياء التي يكون فيها المراهقون أفضل من الكبار بالطبع، اسأل ابنك أن يساعدك في أمر من هذه الأمور وأخبره أنك تحتاجه لكي يساعدك لأنك لا تمتلك الخبرة الكافية في هذا الأمر، سيعطي هذا انطباعًا لابنك أنه يمتلك بعض الأشياء التي لا تمتلكها وأنه ذو أهمية وقيمة لك.
6- اكشف لابنك المراهق عن بعض نقاط ضعفك
أن تظهر دائمًا أنك البطل الخارق لابنك المراهق والشخص المثالي الذي لا يخطئ، ستجعله خائفًا من أن يظهر لك عيوبه ونقاط ضعفه، لذا شارك ابنك بعض مخاوفك المستقبلية ونقاط ضعفك وبعض المشاكل التي تمرّ بها في العمل، هذا سيفتح المجال بينكما لكي يحكي لك هو الآخر عن بعض مخاوفه ونقاط ضعفه.
7- اطرح أسئلة مختلفة وغير نمطية على طفلك المراهق
سؤال ابنك نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا ستجعلها روتينية ولا تأتي بجديد، فبدلًا من كيف حالك اليوم يمكنك أن تسأله لماذا يبدو عليك الحزن؟ أو أشعر أنك سعيد اليوم أكثر هل حدث شيء مميز؟
8- لا تضع ابنك المراهق في موقف المحكوم عليه
لا تشعر ابنك أنك قاضٍ وأنه محكوم عليه، هذا سيقيد علاقتكم لحد كبير، إذا كنت تريد معرفة شيء ما عن حياته العاطفية على سبيل المثال لا تبدأ بسؤاله لماذا قمت بكذا؟، أو هل حقًّا قُمْتَ بكذا؟ بدلًا من هذا اسأل ابنك أن يتحدث عن مشاعره في العموم، شاركه بعض مشاعرك أيضًا، اسأله كيف كان يشعر حينما حدث كذا؟ أو هل جرحه هذا أو هل أسعده هذا؟ واعلم أن المشاعر العاطفية في فترة المراهقة شيء لا بد منه، وأن منعك له سيجعله يخبئها عليك لكنه سيظل يشعر بها.
9- شارك ابنك المراهق في بعض النشاطات
مشاركة نشاطات معينة مع ابنك المراهق ستجعله أكثر انفتاحًا لك، قُومَا بالذهاب لصالة الجيم معًا، أو قُومَا بالجري كل صباح حول المنزل، أو يمكنك أيضًا مشاركة ابنك لعب البلاي ستيشن أو غيرها من النشاطات التي ستقرب عقلكما وتجعله يبدأ في التحدث معك بحرية.
10- اذهب لهم بنفسك ولا تنتظر أن يأتوا لك
لا يجب أن تنتظر فقط أن يأتي ابنك المراهق للجلوس معك في الخارج، فأغلب المراهقين يفضلون البقاء في غرفهم الخاصة، لذا قم بالمرور عليهم ودقّ الباب أولًا لتشعره بالخصوصية ولا تدخل قبل أن يسمح لك بالدخول، وحينما تدخل اجلس بجواره واسأله ماذا يفعل؟ إذا أخبرك أنه يشاهد مجموعة من الفيديوهات المضحكة على سبيل المثال شاركه مشاهدة بعضها، واسأله أيّ منها يفضلها أكثر ولماذا، وقل له أكثر ما أعجبك فيها.
11- لا تشعر ابنك المراهق أن الضوء مسلط عليه
لا يحب المراهق الشعور بأنه مراقب، لذا لا تقم بتفتيش أغراضه ثم سؤاله ما هذا؟ سيشعر أنك لا تثق فيه وبالتالي سيفعل أمورًا يكسر بها هذه الثقة أكثر لأنه سيشعر أنها بالفعل مكسورة ولا سبيل لإصلاحها، أعطِ ابنك الثقة وراقبه دون أن يشعر.
12- كن محايِدًا مع ابنك المراهق ولا تنفعل
حديث ابنك المراهق معك حول شيء يثير عاطفتك وانفعالاتك بحيث تظهرها له سيؤثر سلبًا على انفتاحه لك، كن محايدًا معه قدر الإمكان، واسمع بكل هدوء وصدر رحب، ولا تخبره أنه يجب عليه فعل كذا وترك كذا، ولكن قل له: رأيي الشخصي أنه من الأفضل القيام بكذا فما رأيك أنت؟
13- لا تفقد الأمل في علاقتك بابنك المراهق
يمكن أن تعاني في البداية من عدم قدرتك على جعل ابنك ينفتح لك ويحكي ما يدور في ذهنه، لذا لا تيأس سريعًا، بل استمر في الاهتمام به بالطرق المختلفة التي ذكرناها، هذا سيعطي انطباع لابنك أنك حقًّا تهتم، وأنك شخص يمكن أن يكون جدير بالثقة.
14- لا تكذب وتجمل الحقائق في عين ابنك المراهق
لا تخبر ابنك المراهق في موقف ما أنه سيكون على ما يرام وأنه خلال عدة أيام سيزول تأثره، ولا تؤكد له نتيجة ما لمجرد أنها حدثت معك في فترة مراهقتك، فما حدث معك لا يمكن بالضرورة أن يحدث معه، لذا تفهمه وأخبره عندما يتألم أن هذا الموقف مؤلم حقًّا، وأنك تتفهم مدى شعوره بالإحباط.
15- امنح ابنك المراهق المشاعر لا الحلول
أحيانًا لا يحتاج ابنك المراهق حلولًا لأمر ما، في بعض الأوقات لا يحتاج إلا إلى الدعم العاطفي فقط، حينما يخبرك بأمر ما مؤلم لا تقم بطرح حلولك على الفور، قم بتجربة ضمه أو مشاركته الحزن فقط، سيسعد ابنك إذا شعر أنك تشاركه مشاعره وخيبة أمله كأصدقائه.
إليك أيضًا
مقال هام لكل أب وأم يريد أن يصنع صداقة مع ابنه المراهق أو ابنته المراهقة
link https://ziid.net/?p=62737