ثلاث حضارات تنافست في السيطرة على العالم القديم

أما عن بداية تاريخ حضارات العالم فنستطيع القول إنه مع بداية معرفة الإنسان للكتابة أي حوالي عام 3100 ق.م.

91 قارئ

1. حضارة الفرس
القيام
السقوط
2. الحضارة اليونانية
القيام
السقوط
3. الحضارة الرومانية
القيام
التوسع
الضعف والسقوط
إليك أيضًا

قامت في العالم القديم العديد من الحضارات، أما عن بداية تاريخ حضارات العالم فنستطيع القول إنه مع بداية معرفة الإنسان للكتابة أي نحو عام 3100 ق. م، وعلى الرغم أن الإنسان كان يعيش على الأرض قبل هذا التاريخ بوقت طويل، إلا أن معرفة الكتابة كانت هي بداية التأريخ لحضارات العالم القديم، لأن الكتابة هي الوسيلة التي استطاع بها الإنسان القديم أن يسجل تاريخه ومظاهر حضارته، وقد ظهرت هذه الحضارات في أماكن مختلفة في العالم بعضها في الشرق وبعضها في الغرب، وكذلك في أوقات متفاوتة.

ولكن قد يتزامن قيام هذه الحضارات مع بعضها البعض مثلما هو الحال مع الحضارة اليونانية الحضارة الفارسية اللذين كانا قائمين في وقت متقارب وقد حدثت صدامات بين الفرس والإغريق في أثناء محاولة كل منهما فرض سيطرته على العالم حينما كانوا ينفذون خططهم التوسعية والاستعمارية. وقد تتعاقب هذه الحضارات على أثر بعضها كما حدث مع الإمبراطورية الرومانية التي قامت بعد ضعف وسقوط الحضارة اليونانية، واحتلت معظم الأماكن التي كان يسيطر عليها اليونان، وهذه سنه الله في الكون.

1. حضارة الفرس

القيام

قامت حضارة الفرس في شرق وشمال الجزيرة العرب، نحو عام 559ق. م على يد قائد الفرس “قورش”_فاستطاع قورش هزيمة الممالك المجاورة له (ميديا، ليديا، بابل) وضمها لحكمه وقام قورش بذلك بتأسيس الإمبراطورية الفارسية الأولى، والتي عرفت باسم الإمبراطورية الإخمينية التي كانت أقوى قوة عظمى في ذلك الوقت، وكانت تحكم بلاد الرافدين، ومصر، ووادي السند، وتعتبر الإمبراطورية الفارسية من أعظم الدول التي سادت منطقة شرق وشمال الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكان معظم سكان الإمبراطورية الفارسية من الفرس، –وينتمي شعبها إلى الشعوب الهندو أوربية–، إلى أن بدأت التوسعات التي قامت بها الدولة الفارسية، أو دولة الأكاسرة.

وصلت الدولة الفارسية في عهد داريوس خليفة قورش أقصى اتساع لها، فوصلت إلى نهر السند شرقًا، وإلى الدانوب غربًا، وقد سك داريوس عملة لمملكته، وجعل اللغة الآرامية هي اللغة الرسمية للدولة.

السقوط

وقد حدثت العديد من الاشتباكات بين الفرس وبين الإسكندر المقدوني عندما قدم من بلاد اليونان إلى الشرق، فتمكن الإسكندر من هزيمة الفرس وتبديد الإمبراطورية الفارسية، ولكن الفرس سرعان ما استعادوا قواهم مرة أخرى في عهد خلفاء الإسكندر، لكن الدولة الفارسية لم تستطع أن تصل إلى ما كانت عليه من الاتساع، وقد حدث صدام بين الفرس والإمبراطورية الرومانية بسبب محاولة فرض النفوذ، وكانت الأوضاع داخل الإمبراطورية الفارسية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، إلى أن سقطت نهائيًّا على يد المسلمين في أثناء حركة الفتوحات الإسلامية.

2. الحضارة اليونانية

القيام

قامت الحضارة اليونانية نحو عام 1200ق.م على شواطئ بحر إيجة، واستمرت حتى عام 223ق.م، أي استمرت حتى وفاة الإسكندر الأكبر، وكان للحضارة اليونانية أثرًا كبيرًا في تاريخ الإنسانية القديم والحديث، فنجد أن الآثار التي خلفتها الحضارة اليونانية في شتى مجالات الحياة لا تزال باقية حتى اليوم، فقد أخرجت لنا اليونان الفلاسفة أمثال أرسطو وأفلاطون، والعلماء وخاصة في مجال الرياضيات والهندسة كان منهم أخيميدس وفيثاغورس، والأطباء، والمهندسين والمعمارين فقد خلفت الحضارة اليونانية مباني فريدة لا تزال قائمة حتى اليوم.

وكان الفن هو أعظم ما اشتهرت به الحضارة اليونانية، وقد تأثر العالم أجمع بمظاهر هذه الحضارة، وعندما جاء الإغريق مصر اصطبغت مصر بالصبغة اليونانية بشكل كبير، فتحدث الناس باليونانية التي كانت اللغة الرسمية للبلاد، واتخذت المباني في مصر الطابع اليوناني، وحتى عندما خلف الرومان اليونان في حكم مصر ظلت مصر على ما هي عليه من الصبغة اليونانية، فلم تستطع الحكومة الرومانية التخلص من مظاهر الحضارة الرومانية في مصر ولا أي جزء من الشرق الهلينستي.

السقوط

على الرغم من أن حكم الرومان قد انتهى وتم استبداله بالحكم الروماني، فإن الحضارة اليونانية ظلت آثارها باقية على كل جزء مرت عليه في العالم، وربما لا تزال آثار الحضارة اليونانية قائمة حتى الآن في شتي نواحي الحياة العلمية.

3. الحضارة الرومانية

القيام

نبعت الحضارة اليونانية التي تعد من أعظم الحضارات في التاريخ الإنساني من قرية صغيرة في إيطاليا تقع على ضفاف نهر التايبر، حيث توسعت هذه البلدة على حساب جيرانها فكونت مدينة روما، وكانت هذه المدينة تقوم على النظام الملكي الذي ظل قرابة المائتي عام، حتى أسقط سكان روما هذا النظام الملكي المستبد، وقام مكانه النظام الجمهوري عام 509ق.م، والذي استمر حتى عام 30ق.م، عندما قامت الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف.

التوسع

بعد قيام الجمهورية، أخذ أهل مدينة روما في التوسع واحتلوا معظم أنحاء إيطاليا، وفي عام أحكمت روما سيطرتها على شبه الجزيرة الإيطالية بأكملها، ولكن لم يكتف الرومان بالتوسعات في شبه الجزيرة الإيطالية فحسب، بل توجهت أنظارهم صوب دول حوض البحر المتوسط، وقد استولوا على دول حوض البحر المتوسط الواحدة تلو الأخرى، إلى أن سقطت آخر دول البحر المتوسط –وهي مصر– في يد الرومان عام 30ق.م، وبذلك قامت الإمبراطورية الرومانية التي تعد أعظم إمبراطورية في التاريخ الإنساني. وكانت هذه الإمبراطورية تحكم معظم العالم في ذلك الوقت.

الضعف والسقوط

لم تسقط الإمبراطورية الرومانية التي كانت تعد أعظم إمبراطوريات العالم في ذلك الوقت دفعة واحدة، ولكن كان السقوط تدريجيًّا استمر قرابة قرنين من الزمان، بعدما أخذ الضعف يدب في الإمبراطورية شيئًا فشيئًا، وكانت بداية النهاية منذ عام235م، فكانت الإمبراطورية الرومانية في الداخل تعاني من الفوضى السياسية والاجتماعية، ومن الخارج كانت تعاني من هجمات القبائل الجرمانية، وظلت الأوضاع في روما تزداد سوءًا.

وأخدت تخرج بعد الدول التي كانت تحت سيطرة الرومان من قبضتهم عندما عادت الإمبراطورية الفارسية، وانتزعت أرمينيا من الرومان، وفرض الفرس أيضًا سيطرتهم على بلاد ما بين النهرين، وظلت الأوضاع في التردي، وعندما جاء الإمبراطور قسطنطين انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: الإمبراطورية الرومانية الشرقية، الإمبراطورية الرومانية الغربية، وقد وقعت الإمبراطورية الرومانية الغربية في قبضة الجرمان وبذلك ينتهي القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية، بينما القسم الشرقي صامد بعده فترة من الزمن إلى أن انتهى الوجود الروماني على يد العثمانيين المسلمين، في أثناء حركة الفتوحات الإسلامية كما حدث مع الإمبراطورية الفارسية.