أعظم انسحاب في التاريخ
ظل جيش المسلمين يتراجع للخلف فظن الروم أن المسلمين يستدرجوهم ليتمكنوا من القضاء عليهم في أعماق الصحراء
add تابِعني remove_red_eye 20,905
في العام الثامن للهجرة خرج المسلمون في غزوة كانت هي الأهم بل والأخطر في تاريخ السيرة النبوية، حيث قابل جيش المسلمين الذي يبلغ عدده حوالي ثلاثة آلاف جندي، جيش الروم وحلفائهم من الغساسنة الذين بلغ عددهم حوالي مائتي ألف، واستمر القتال بينهم ستة أيام، فما هذه الغزوة؟وما أسبابها؟ ومن هم قادة المسلمين في هذه الغزوة؟ وكيف انسحب المسلمون من المعركة بدون خسائر؟
أسباب غزوة مؤتة
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد بعث برسائل لملوك وأمراء العالم المعاصر يدعوهم إلي الإسلام، وكان من عادة الملوك الا يتعرض حامل الرسالة لسوء، ولكن عندما أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رساله إلى ملك بصرى مع رجل من المسلمين يدعى الحارس بن عمرو الأسدي، يدعوه فيها إلى الإسلام، قام رجل من الغساسنة يدعى شرحبيل بن عمرو الغساني، والي البلقان من قبل الرومان بقتل الرسول الذي بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- لملك بصرى، وكان قتل الرسل في ذلك الوقت من ابشع الجرائم، والتي تعد بمثابة إعلان للحرب، فلما علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك غضب غضبًا شديدًا، وقام بتجميع جيش من المسلمين قوامه ثلاثة آلاف جندي.
قادة الجيش
عين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة قواد للجيش، وأمرهم إذا استشهد القادة الثلاثة الذين اختارهم أن يتفق المسلمون على رجل من بينهم لقيادة الجيش، وكان هؤلاء القادة الثلاثة هم:
- زيد بن حارثة: كان زيد أول قائد للجيش وحامل اللواء، فأخذ الراية، وبدأ القتال مع الروم، وقاتل زيد ببسالة منقطعة النظير، حتى استُشهد.
- جعفر بن أبي طالب: بعد استشهاد زيد حمل الراية جعفر بن عبد المطلب الذي أخذ يحارب حتى قطعت يمينه، فمسك الراية بشماله حتى قطعت، فاحتضن الراية بعضده حتى استشهد أيضًا.
- عبد الله بن رواحة: كان هو آخر القادة الذين عينهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقتل أيضاً، ولما قتل وكان على المسلمين أن يجتمعوا على قائد للجيش تقدم رجل يدعى ثابت بن أقرم من بني عجلان، فحمل الراية ونادي في جيش المسلمين، يا معشر المسلمين اجتمعوا على رجل منكم، فقالوا أنت، ولكن ثابت رفض قيادة الجيش، فاجتمع الرأي على اختيار خالد بن الوليد قائدًا للجيش.
خالد بن الوليد يتولى قيادة الجيش
عبقرية خالد
انسحاب المسلمين من المعركة
كان خالد بن الوليد قد وضع خطة الانسحاب ضمنت لهم إلا يقوم جيش الروم بمتابعتهم، فالمعروف في جميع الحروب أن الطرف المنسحب قد يتعرض لخسائر كبيرة، وقد يتتبعه العدو فيقضي على الجيش بأكمله، ولكن انسحاب المسلمين جاء في وقت كانت الكفة في صالح جيش المسلمين، وأثناء ما كان المسلمون منتصرين، ظل جيش المسلمين يتراجع للخلف فظن الروم أن المسلمين يستدركوهم ليتمكنوا من القضاء عليهم في أعماق الصحراء، فلم يكن الروم يتوقعون انسحاب جيش المسلمين وهو منتصر، لذلك لم يتتبع الروم جيش المسلمين، فانسحب جيش المسلمين من أرض المعركة وعاد إلى المدينة دون خسائر تذكر.
ليصبح بذلك انسحاب خالد الوليد بالمسلمين من مؤته أعظم انسحاب تكتيكي في التاريخ يدرس في كافة الأكاديميات الحربية في العالم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 20,905
ما هو أعظم انسحاب في التاريخ؟
link https://ziid.net/?p=94378