أول دولة إسلامية في بلاد الهند
اعترف الخليفة العباسي القادر بالله بالدولة الغزنوية، كما اعترف بالسلطان محمود، وجعله خليفة له
add تابِعني remove_red_eye 20,905
في القرن الرابع الهجري قامت دولة إسلامية في بلاد ما وراء النهر وشمال الهند وخراسان، واستمرت هذه الدولة منذ عام 691م، وحتى عام1187م، لتكون بذلك أول دولة إسلامية في بلاد الهند، ولكن لم يكن قيام هذه الدولة في الهند أول عهد للإسلام بالهند، بل استطاع المسلمون في عهد الدولة الأموية فتح أجزاء كبيرة من الهند وقد اصطبغت بعض أجزاء الهند بالثقافة الإسلامية، واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن قامت أول دولة إسلامية في بلاد الهند، فما هي هذه الدولة؟ ومن هم مؤسسي هذه الدولة، وما أصلهم؟ وكيف كانت علاقتهم مع الخلافة العباسية؟ وكيف انتهت هذه الدولة؟
مَن هم الغزنويون؟
في عهد الدولة السامانية -والتي قامت في بلاد خراسان الكبري وبلاد ما وراء النهر، منذ عام819، وحتى عام 999، وكانت دولة إيرانية إسلامية- هاجرت مجموعات كبيرة من الأتراك إلى بلاد ما وراء النهر، فاستقرت هناك وقاموا بنشر الإسلام في المناطق التي استقروا بها، وعندما ضعفت الدولة السامانية هناك ظهرت بعض العائلات الكبيرة وبعض القواد الذين أسسوا أماكن حكم لهم من المناطق التي كانت ضمن سلطة الدولة السامانية، وكان من بين الذين أسسوا مناطق حكم لهم القائد ألب تكين مؤسس الدولة الغزنوية.
أما عن اصل ألب تكين فقد كان عبدًا، أشتراه أحد أمراء السامانيين، وقد ما لبث أن أظهر ألب تكين مهاراته مما دفع أمير السامانيين أن يجعله من ضمن حرسه الخاص، وأعتقه، فأصبح تكين يتدرج في الوظائف حتي أصبح يشغل منصب حاجب الحجباء، أي المسئول الأول عن كل أعمال القصر، ولكن مع تزايد نفوذ تكين في القصر أراد بعض رجال القصر إبعاد تكين، حيث أصبح هو صاحب القرار الأول في القصر، وبالفعل احتدم الصراع بين تكين وقادة الجيش الساماني، فخرج تكين متوجهاً إلي منطقة تعرف بوابة لخم، ودارت معركة بين تكين وجنوده، وبين جيش السامانيين انتصر فيها تكين، ثم توجه بعد ذلك مدينة غزنة.
قيام الدولة الغزنوية
انتقل تكين إلي مدينة غزنة التي ستكون مقر قيام الدولة الغزنوية ولكن تكين توفي قبل ان يقيم دولة للسامانين، وتعاقب علي حكم مدينة غزنة بعد وفاة تكين عدد من القادة، إلى أن جاء سبكتكين المؤسس الفعلي للدولة الغزنوية، وقد أخ سبكتكين في التوسع فاتسعت رقعة ممتلكاته، وأعلن قيام الدولة الغزنوية واعترف به أمير الساسانين، وقد منح ابنه محمود الغزنوي لقب سيف الدولة حيث كان له دور كبير في مساعدة أمير السامانيين في الانتصار علي المتمردين علي الدولة السامانية وبذلك نجد اعترافًا من أمير السامانيين بالدولة الغزنوية، كما سوف يعترف بهذه الدولة أيضًا الخلافة العباسية، فقد أثبت مؤسسو هذه الدولة كفاءتهم وجدارتهم، جعلت كل من حولهم لا يملكون سوي الاعتراف بدولتهم.
محمود بن سبكتكين أعظم سلاطين الدولة الغزنوية
بعد وفاة سبكتكين تولى حكم الدولة الغزنوية من بعده ابنه إسماعيل غير أن ابنه الأخر محمود والذي كان في نيسابور عند وفاة والده، كان أكبر سنًّا من أخيه إسماعيل، وأكثر حكمه وكفاءة، وتمرس بشئون الحكم لذلك طلب محمود من أخيه إسماعيل أن يتنازل له عن حكم الدولة الغزنوية، ويتولى حكم خراسان وبلخ، غير أن إسماعيل رفض ذلك فدارت حرب بين الأخوين انتهت بانتصار محمود بن سبكتكين.
يعد السلطان محمود أعظم سلاطين الدولة الغزنوية والذي ثبت دعائم دولته وقاد الحملات في بلاد الهند من أجل نشر الإسلام هناك، فقاد حوالي سبعة عشر حملة في بلاد الهند لمدة سبعة عشر عاماً، وكان النصر دائمًا حليفًا لمحمود الغزنوي في معظم حملاته على بلاد الهند لتتسع بذلك الدولة الغزنوية وكانت أهم وأشهر حملات محمود الغزنوي في بلاد الهند هي حملة صومنت في عام1026م، حيث أزال أعظم أصنامهم وهو صنم شيفا المقدس، وأذن في معبده، ليكون بذلك قد وضع أساس حكم الاتراك في بلادالهند،والذي سيستمر لسنوات طويلة.
وقد حارب السلطان محمود كل الخارجين عليه فقاد حروب عديدة داخلية وخارجية ولكن وعلى الرغم من اهتمام السلطان محمود بالنواحي العسكرية والحرب، فإنه لم يهمل بقية الجانب التنموية الأخرى وخاصة الجانب الثقافي فاهتم بالعلم والعلماء وقرب إليه العلماء وأجزل لهم العطاء، فكان يقصده العلماء من كافة أقطار البلاد وكان محمود الغزنوي حاكماً عادلا يحسن إلى رعيته ويرفق بهم.
العلاقة مع الخلافة العباسية
كانت العلاقة بين سلاطين الدولة الغزنوية -وخاصة السلطان محمود- علاقة ود واحترام فقد اعترف الخليفة العباسي القادر بالله بالدولة الغزنوية، كما اعترف بالسلطان محمود وجعله خليفة له، وكان الخليفة العباسي دائمًا ما يقوم بإرسال الهدايا للسلطان محمود لمجهوداته العظيم في نشر الإسلام في بلاد الهند فاصطبغ حكمه بالصبغة الشرعية وكان السلطان محمود يقيم الخطبة للخليفة العباسي علي المنابر.
أبناء السلطان محمود ووراثة العرش
كان السلطان محمود قد عهد بالحكم من بعده لابنه لابنه محمد بدلًا من ابنه الكبير مسعود، غير أن مسعود قد أزاح أخاه محمد عن الحكم بعد نزاعات استمرت لمده ستة شهور ثم بعد ذلك استقرت الأمور للسلطان مسعود بن محمود واستطاع أن يحافظ على دولته التي أقامها والده، وأضاف إليها بعض الأراضي الهندية كما اعترف به الخليفة العباسي وظل مسعود في الحكم حتى وفاته. بعد وفاة مسعود بن محمود خلفه على العرش ابنه مودود الذي سار على نهج أبيه، وجده، وظل حكام الغزنويين يتتابعون على حكم الدولة الغزنوية.
نهاية الدولة
مع الوقت بدأت الخلافات والصراعات تدب بين أولياء العهد في الدولة الغزنوية فضعفت بذلك دولتهم فثارت وتمردت عليهم الكثير من البلاد التي قاموا بفتحها وطمع فيهم من حولهم، وأخذت الدولة تزداد ضعفًا يومًا بعد يوم حتي سقطت الدولة تماماً في عام555هجريًّا، فأستولي السلاجقة على ممتلكات الدولة الغزنوية في خراسان واستولى الغوريون على ممتلكاتها في الهند فقامت الدولة الغورية على أنقاض الدولة الغزنوية.
add تابِعني remove_red_eye 20,905
ماذا تعرف عن دولة الغزنوية؟
link https://ziid.net/?p=94436