عشرة أسباب لتوقف الفكر الديني وجمود الفكر الإسلامي
هناك فجوة تفصل بين الفكر والعمل ،فكثير من الأمور التي نقتنِع بها ونؤمن بِجدواها لا تخرج في أغلب الأحيان من دائرة العمل
add تابِعني remove_red_eye 1,364
قبل أي شيء يجب أن نوضح طبيعة الواقع العربي والإسلامي، فبعيدًا عن محاولاتهم دائمًا للهروب من الواقع فالمشكلة الكبير تكمن في الزيف، الزيف في الأفكار والثوابت الأمر ليس فقط الهروب من المسؤولية وإنما البواقي التي يعيشون بها هي عبارة عن أوهام وخرافات، فمثلًا التدين قد يكون إما تدينًا إيجابيًّا أو تدينًا تعويضيًّا صادرًا عن عجز وعن عيب، والفرق كبير بين الطرفين فَنماذج الفكر التي كانت تطرح على العاجز غير التي تطرح على الإيجابي، الزيف والوهم والتقليد والخرافات كلها كلمات حين تذكر أو تمر مرورًا طفيفًا على العقل لا تفشل من نسبتها للفكر العربي الحديث.
ومن أكبر المشكلات إهدار الوقت، لا يختلف العقلاء فيما بينهم عن أهمية الوقت وحسن استخدامه واستغلاله لدفع حركة الحياة وتقدمها، لكن السؤال هنا، هل النظريات التي تكتب وألف فيها مجلدات نطبقها عمليًّا في الواقع؟ أم أن هناك فجوة بين الفكر والفعل؟
الواقع الحالي يبين لنا أن هناك فجوة تفصل بين الفكر والعمل، فكثير من الأمور التي نقتنِع بها ونؤمن بجدواها لا تخرج في أغلب الأحيان من دائرة العمل، فالكل يؤمن بمسؤولية الوقت وعلى الرغم من ذلك فإن الكثيرين يبددون أوقاتهم بكل سهولة، ومن بيننا أناس متخصصون في تضييع الوقت، أو بتعبير أدق قتل الوقت، كما لو أن الوقت هو أكبر عدو لا بدّ من أن نتخلص منه، ولا يمكننا أيضًا التفرقة الحقيقة بين وقت الهزل ووقت الجد، والخلط جعل حياتنا تسير دون نظام يحكم سيرها ويضبط حركتها.
الفجوة الكبرى أيضًا هي في دعاة هذا العصر ونصوصهم الجامدة التي يلقونها على الآخرين، فقدهم للمرونة الفكرية والمراعاة للآخرين فنحن نملك الكثير من الدعاة، لكن بات حصر كل أفكارهم في الترهيب والإخافة، فالدين وحتى النهاية هو دين الرحمة فيجب على الدعاة التشجيع للحياة وإدارة العمل ودفع حركة الحياة فالغرض من الخطاب الديني إن لم يكن يخدم الإنسانية فلا فائدة منه، فهو رسالة دينية ودنيوية في الوقت نفسه.
أسباب توقف الفكر العربي
1- التوقف عن استخدام المنهج العقلي، بل التوقف عن فهمة بالأساس، وهذا بدوره خلق فوضى وهوجاء أصبح من الصعب السيطرة عليها، توقف استخدام التفكير النقدي والتحول للتقليد السليم وهذا بدوره يؤدي لتعطيل العقل وإلغاء التفكير.
2- تراجع الحضارة الإسلامية وقد انعكس هذا بدورة على الفكر الديني إن لم يكن في الحقيقة هو أحد أسباب التراجع من البداية.
3- التراكم الوهمي فأصبح على مر العصور من العسير التخلص من هذا الركود حتى أصبح أقل تقدمًا يُعيدنا إلى نقطة الصفر مرة أخرى.
4- وقوف التيارات الدينية موقف العداء الدائم للفلسفة على مر العصور، فوقف عقبة في طريق أي تجديد أو اجتهاد والقضية في حقيقة الأمر قديمة قدم الفلسفة ذاتها، ويرجع سبب ذلك هو الجهل بها والناس دائمًا أعداء لما يجهلون به.
5- الاهتمام بالشعائر الدينية ظاهريًّا فقط، فحصرُوا الإيمان في أداء الفرائض، دون محاولة لكل مؤدٍّ لها لفهم ما الغرض الحقيقي من أداء هذه الفرائض، فالغرض الحقيقي من العبادة ليس النصوص بمعناها الظاهري فقط، فالفِكر الإنساني لا يكتمل إلا بوجود (العقيدة– الشريعة- الأخلاق- الحضارة).
6- ترك الاجتهاد والاهتمام بالعقل، والثبات على تقليد السابقين وحصرها في مقولة “هل يمكننا أن نأتي أفضل مما أتى بها السابقون” على غرار أن ما أتى به السابقون هو أعظم شيء، ومن نحن لكي نأتي بما هو أفضل من ذلك، فهل نمتلك نفس العقل والذكاء؟.
7– فقد الشجاعة، فنحن نمتلك الكثير من المجتهدين ولكنهم في حاجة للشجاعة مرتان؛ مرة لدفع التقليد والجمود الفكري، ومرة أخرى لوضع القيد الحكيم للعقل الإنساني فالعقل ميزان الله في الأرض.
8- الأوهام الفكرية التي هدمت حقيقة الدين وثوابته، فالدين لم يخلق للشعوذة ولا خُرافات الدجل والدجالين ومدّعي الفكر الديني واتصالهم بالعالم الآخر، والمُغالين في التصوف اللَّذين بدورهم حوّلوا الدين وسيلة لكسب المال وتضليل الناس بأفكار بعيدة كل البعد عن الجوهر الحقيقي للدين.
9- المصادر السيئة للتثقيف الذي تؤذي العقول بما تنقله من جراثيم فكرية، أو بنية ثقافية تهدم العقول وتقضي على صحة الفكر والثقافة، فكثير من مدّعي التفكير يكدّسون أغلب جهودهم فقط لكتابة كتب عن أوهام خرافية وأغلبهم من العالم العربي، مجرد محاولات تزيد من تأكيد عقمنا الفكري وتقدم على طبق من ذهب لكل من يشكك في الفكر العربي أكثر وأكثر.
10- قياس العلم بالكمّ وليس الكيف، وهذه النظرة الكمية للأعمال العلمية والأبحاث العلمية والجامعية، إن دلت على شيء فإنما تدل على السطحية في التفكير والضحالة في مستوى الحكم على الأشياء.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,364
هل سألت نفسك عن جمود الفكر الإسلامي وانعدام التجدد فيه؟ إليك هذا المقال المثير
link https://ziid.net/?p=80249