مصادر للتميز في مشوار البحث العلمي
أن التميز في البحث العلمي مشوار طويل لكنه جميل ومثير وذو ثمرة طيبة لك ولأفراد مجتمعك
add تابِعني remove_red_eye 35,716
يعتبر البحث العلمي اللبنة الأساسية لتطور الحضارات البشرية، وتقاس نهضة الأمم بمقدار ما تولي البحث العلمي من اهتمام وما تخصص له من ميزانية سنوية، حيث تجد العلاقة وثيقة بين الدول الأكثر تقدمًا في الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والوسائل التقنية المختلفة وبين ما تنفقه على البحث العلمي والمشاريع البحثية في جامعاتها ومراكز البحوث في مختلف القطاعات. لذا أحببت في هذا المقال مشاركتكم بأهم المصادر التي تساعدك لتبني نفسك وتبدأ مشوارك في البحث العلمي كي تصبح باحثًا في المستقبل.
قبل كل شيء عليك أن تلتحق بالجامعة لتكمل الدراسات العليا، حيث إن هذه الوسيلة هي أقصر طريق لفهم البحث العلمي عن قرب، ومزاولته مع المشرف الذي تختاره لكتابة أطروحة الماجستير، وعندها ستتعلم كل خطوات البحث العلمي بدءًا من كتابة المقترح البحثي مرورًا بعمل التجارب في المختبر وتحليل النتائج وانتهاء بالنتائج وكتابة التوصيات .
لكن إن لم تتوفر لديك فرصة إكمال الدراسات العليا فحاول أن تسجل في الدورات والورش التدريبية التي تلقيها الجامعات بخصوص البحث العلمي، ومن ثم حاول الذهاب إلى مراكز أبحاث وأخبرهم برغبتك في أن تتلقى تدريبًا عندهم وأن تعمل كمساعد باحث لديهم في مجال تحبه من تخصصك في البكالوريوس.
المطالعة
بعد ذلك حاول أن تجتهد على نفسك بكثرة القراءة في البحوث المنشورة والرسائل الجامعية والدوريات سواء في المكتبات الرقمية التي توفرها معظم الجامعات على الإنترنت، أو بالذهاب بصورة دورية للمكتبات الجامعية القريبة منك، حيث إن عماد البحث العلمي يتوقف على القراءة، وليس أي نوع من القراءة وإنما القراءة التخصصية الواعية في مجال معين، لتتمكن من الاستفادة والخلوص إلى مشكلة البحث أو عنوان البحث الذي تودّ أن تباشر فيه.
الزيارات الميدانية
أيضًا الزيارات الميدانية تساعدك في اطلاق العنان لفكرك وإثارة التساؤلات عن كيفية بدء المشروع الفلاني أو كيف تم التوصل إلى هذه التقنية، أو إذا تم إضافة مادة معينة هل يمكن أن تعزز من امتصاص الماء مثلًا وغير ذلك، حيث إن الزيارات الميدانية تساعد على التفاعل مع ما هو موجود في البيئة وما أنتجه الإنسان، ويولد أفكارًا عادة ما تكون ذات قيمة خاصة إن أحسنت التأمل خلال هذه الزيارات.
المؤتمرات والندوات
حضور المؤتمرات والندوات التي تقام في أنحاء العالم والتي لها علاقة بتخصصك هي أيضا من الوسائل الفعالة لتنمية البحث العلمي لديك، فمثلًا عندما تقوم بحضور مؤتمر عن تخصص الكيمياء التطبيقية ستجد الكثير من العروض والملصقات العلمية، منها ما له علاقة بالخلايا الشمسية وأخرى عن استخدامات الجسيمات النانوية في إزالة الصبغات الكيميائية وغير ذلك، مما يجعلك تحدد ما هي المواضيع التي تجذبك لتكمل فيها، إضافة إلى أنه سيتاح لك أن تتواصل مباشرة مع أصحاب العروض، ويمكن أن تبني علاقة لتتواصل معهم في المستقبل خاصة إن وجدتم أفكارًا مشتركة بينكما مما يعني بداية لانطلاق فكرة بحث وتطبيقه.
المناقشات العلمية
أيضًا الاشتراك في المناقشات العلمية التي توفرها بعض الجمعيات والمنصات على الإنترنت، والتي كثرت مؤخرًا بسبب فيروس كورونا حيث إن المناقشات توفر مساحة أكثر لطرح الأفكار وإثارة التساؤلات وتوسيع الأفق، بعكس المؤتمرات حيث إن الوقت فيها ضيق وتكون الأولوية لعرض النتائج والملصقات والسماح لعدد محدود من الأسئلة عقب كل عرض، لذا عليك أن لا تكتفي بحضور المؤتمرات فقط، وإنما الاشتراك في المناقشات العلمية سواء التي تقام عن بعد أو التي تمكنك من الذهاب حضوريًّا لها .
أيضا مما سيساعدك على التميز في البحث العلمي بعد ذلك هو الخبرة العلمية التي ستجنيها من جراء حضورك المؤتمرات، والزيارات الميدانية وقراءة البحوث والمشاركة في المسابقات والمناقشات العلمية التي تقام، حيث ستشكل لديك عقلية باحث ناضج ،وتصبح أكثر تنظيمًا وترتيبًا وأكثر دراية بما يتطلبه البحث العلمي منك وستتناغم المصادر جميعها مع بعض وتثمر.
ختامًا، أقدم لك نصيحتي الأخيرة وهي: عليك أن تستمر في البحث في الإنترنت ومتابعة الجديد، مهما انقطعت عن الدراسة ومهما بلغت من العلم، واستخدم محركات البحث العلمية وليس جوجل العادي، و قم بتخزين الملفات وحفظها وتصنيفها في جهازك ليسهل عليك الرجوع إليها عند الحاجة، كما لا تنسى أن تبقى متواصلًا مع مرشدك ومن قام بتدريسك وحتى زملاؤك الذين يشاركونك نفس الاهتمام، وتذكر أن التميز في البحث العلمي مشوار طويل لكنه جميل ومثير وذو ثمرة طيبة لك ولأفراد مجتمعك، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 35,716
مقال هام لكل من يحلم باستكمال دراسته والقيام بالبحث العلمي
link https://ziid.net/?p=71700