تجربتي في تعليم اللغة الإنجليزية لطالباتي
أن تكون معلمًا للغة الإنجليزية فهذا يعني أن تكون في حالة تجدّدٍ وتعلّمٍ دائم، فلكل طالب طريقة تناسبه في تلقّيه للمعلومة منك.
add تابِعني remove_red_eye 18,962
“لم يدفّئني نور العالم، بل قول أحدهم لي أني ذات يوم أضأت نورًا في قلبه” *أنسي الحاج
في ضوء هذه العبارة العابرة يتدفّق في حياتك الأشخاص الذين أثّروا على حياتك بوضع ذرّة أمل أو أمسكوا بيدك ودلّوك على الطريق الصحيح، وفي الوقت ذاته تشعر بحاجة الناس إليك ولنورك، فنحن في هذه الحياة نُكمل بعضنا البعض؛ لنرتقي جميعًا للجنة.
أوّل حصةٍ بالنسبة إليّ كمعلمة تعدّ من أصعب الحِصص، فهذا يعني الكثير من القواعد والكثير من إثبات الذات ورسم الانطباع الأول، أدخل وبيدي قلمٌ ومسطرة وريشة، قلمًا للعطاء ومسطرة للقواعد المتفق عليها، وريشة لرسم مستقبل المادة مع الطالبات.
حرصت في البداية أن أعرف ما تتطلّع إليه طالبتي وما رسمت لمستقبلها، فذُهلت بل وفرحت لمساعدتي لها في رسم خطة مستقبلها، فهُم أكثر فئةٍ تحتاج من يأخذ بيدها، وهم أكثر فئةٍ تحرص على أن تصبح مؤثرةً في الغد، هُم المستقبل.
سألتهم بخوف:
– (ما مقدار حبّكم للغة الإنجليزية)؟
– قليل يا معلّمة، والبعض الآخر أبدى حبّه بـ “كثيرًا” أنا أفكر عادةً بالإنجليزية، أكره هذه المادة كثيرًا.
وعند السؤال بـ”لماذا”؟
كانت الإجابة “لا أعلم”؟
حقيقةً أن لا تجد سببًا يدفعك لتعلم شيءٍ ما، أو لتقديم الأفضل أو أن يكون لك توجّهًا سلبيًا نحو أمرٍ مهم، ولا تعلم لماذا؟ هذا من أصعب ما يكون، أشعر بطالباتي كثيرًا.
هنا الريشة التي رسمتُ بها أول حصة، فقُمت بصفتي معلمة للغة الإنجليزية بالعديد من الأفكار، وأن تكون معلّمًا للغة الإنجليزية فهذا يعني أن تواجه يوميًا شعورًا بالتذمّر لأنهم مُحطّمون من الداخل، يريدون إتقان اللغة اليوم، يريدون أن يكونوا متحدّثين بطلاقةٍ خلال ظرف ساعة، هُم لا يدركون حجم الأتعاب التي مررنا بها سابقًا، لذلك كنت ولازلت أذكر لهم حجم التعب الذي وجدته سابقًا وكمية الإحراج التي تعرضت لها عندما لم أستطع التحدث بالشكل المطلوب، الأمر طبيعي يا عزيزتي فقط حاولي: It is OK, just try and try and try
قُمت بقياس جوانب التفاؤل والأمل نحو المستقبل باختبارهن عن مقياس الرؤية نحو المستقبل، لأستفيد من توجُّههن ورؤيتهن لأنفسهن في المستقبل، وعليه أكثّف جهودي نحو مهارات التعلّم مدى الحياة وهذا بالمناسبة: تحوّل عن مفهوم “التعليم” الذي يحرّكه مقدم التعليم نحو التعلّم الفردي” (معهد اليونسكو للتعليم، 1999).
ماذا يعني أن تكون معلمًا للغة الإنجليزية؟
– أن تكون معلمًا للغة الإنجليزية فهذا يعني أنك معلّم للمهارات، والمهارات لها جانبها التطبيقي وجانبها العلمي، أي أنك تقيس الجانبين أثناء التقييم وتقوّمها، فأنت كالطبيب المعالج تحدد جانب الضعف، والأغلب لا يتقن جميع المهارات بنفس السرعة، كرّر السؤال ما المشاكل التي تواجهك؟ ويتم الرد باللغة الإنجليزية.
– أن تكون معلمًا للغة الإنجليزية فهذا يعني الكثير من الوسائل والوسائط المتعددة لإيصال المعنى الصحيح، وإلا فلن يبقى الأثر.
– أن تكون معلمًا للغة الإنجليزية فهذا يعني أن تُحاط بالكتب والدراسات والجوانب النظرية؛ لتُسقطها في دروسك بشكلٍ تطبيقي وتختبر أثرها وفاعليتها، فقد تجد ضعف الدافعية، وسيُفيدك كتاب “تعزيز دافعية الطلاب” والمُترجَم من قِبل مكتب التربية العربي في عدة استراتيجيات عملية لتنهض بدافعيتهم خلال الحصص الدراسية؛ وقد قمتُ بقياس دافعيتهم نحو تعلم اللغة الإنجليزية، فكان لا بد لي أن أعرف وأن أنهض وأن أبدع وأبتكر.
كانت طريقتي بترشيح مواقع وتطبيقات لتعلم اللغة طوال الوقت عبر عرض الدرس في الأسبوع الأول عن طريق أحد هذه التطبيقات، فوجدت أثرها سريعًا، الطالبة تستصعب الوصول للموقع أو التطبيق وما أن تجد الطريق فإنها ستسلكه بتقدّم، وكلّي أمل أن لا أرى إلا أثر أقدامها، أيضًا أستطلع البرامج التي يقوم الطالبات عادةً بتعلم اللغة الإنجليزية من خلالها، ثم أطرحها واطلب من الطالبة شرحها ومدى الاستفادة التي نالتها منها.
وهنا كانت المسطرة للقواعد؛ الكل يأمل التحدّث باللغة الإنجليزية، ولدينا الوقت والقدرة على ذلك، فقرّرت ألا أقبل إلا بالحديث باللغة الإنجليزية سواءً مع المعلمة أو مع بعضنا البعض.
جاءني الصوت: هذا مُحرج يا معلمتي
قلت: الأمر طبيعي يا عزيزتي فقط حاولي. It is OK, just try and try and try
أختم بالقول:
“لم يدفئني نور العالم، بل قول أحدهم لي أني ذات يوم أضأت نورًا في قلبه” *أنسي الحاج
add تابِعني remove_red_eye 18,962
مقال يُبرز لك بعض الأساليب في تعليم اللغة الإنجليزية.
link https://ziid.net/?p=21011