كن قارئًا إيجابيًّا: كيف تتذكر ما تقرأ؟

من المحتمل أنك قرأت كتابًا أو أكثر هذا الشهر بالإضافة إلى عشرات المقالات على الإنترنت هذا الأسبوع، ربما تكون قد وضعت خطًا أسفل بعض الفقرات التي قرأتها لأهميتها بالنسبة لك ولرغبتك في استرجاع المعلومات الواردة فيها فيما بعد، ولكن بعد أيام قليلة لا يمكنك حتى تذكر ما قرأته أو أين قرأته، فتشعر بالإحباط لأنك لم تستطع تحقيق الاستفادة المرجوة من القراءة ، فيما يلي أهم الإستراتيجيات التي تفيدك لتذكر وتطبق ما قرأته

حدد الموضوعات التي تريد القراءة عنها

بعض الناس يشعرون أنهم لا يستمتعون بالقراءة لأنهم لم لم يختاروا الكتب التي تناسبهم. قراءة الكتب الدراسية تختلف عن قراءة الكتب التي تقرأها للاستفادة بشكل عام، ففي الدراسة أنت مجبر على دراسة موضوعات معينة ومحددة في الكتاب سواء راقت لك أم لا، أما قراءتك من أجل توسيع مداركك وزيادة ثقافتك يمكنك اختيارها بنفسك، وإذا لم تعرف كيفية اختيار الكتاب المناسب فقد لا تستفيد منه.

قم بعمل قائمة بالكتب أو المقالات التي قرأتها واسأل نفسك لماذا اخترت هذه الكتب أو المقالات تحديدًا؟ هل هو اختيار متعمد أم عشوائي؟ هل تقرأ أيّ شيء تقع عليه عينيك دون اختيار لموضوعات معينة، هل تتصفح الإنترنت للقراءة بدون هدف محدد؟

من أهم عادات القراءة الفعالة هي اختيار ما تقرأه بعناية، يمكن تشبيه ذلك بالطعام الذي نتناوله، فنحن لا نأكل كل ما نجده بل نتأكد أولا من أنه صالح للأكل وسوف يفيد أجسامنا، وبالمثل ليس كل ما نقرأه سيفيدنا لذلك ينبغي أن نعرف ماذا نقرأ؟ ولماذا؟

القراءة تستهلك أثمن مواردك ألا وهو الوقت، إذن ينبغي أن تستفيد من القراءة، حدد ما تريد أن تقرأه حتى تتمكن من الاستفادة منه. إذا كان هناك شيء تريد أن تتعلمه فاعمل على مواءمة قراءتك مع أهدافك، على سبيل المثال إذا كنت تريد تعلم الطبخ، فاختر بعض كتب الطبخ ثم اصنع أكبر عدد ممكن من الوصفات (تطبيق ما تعلمته).

كن قارئًا إيجابيًّا وليس سلبيًّا

ينسى القراء السلبيون المعلومات بسرعة أما القراء الإيجابيون يحتفظون بمعظم ما يقرؤون في ذاكرتهم ولا ينسونه. الفرق بين هذين النوعين ليس في عدد الكتب التي يقرأونها ولكن في اتباعهم بعض الخطوات التي تساعدهم على استرجاع ما قرأوه وأهمها:

تدوين الملاحظات

يعد تدوين الملاحظات أساسًا مهمًا لاسترجاع ما قرأته ودمجه في عقلك. إذا لم تدون ملاحظاتك أثناء القراءة فلن تستفيد منها.

كيف أدون ملاحظاتي؟

• ابدأ بكتابة ملخص قصير لكل فصل واكتب أي مقاطع أو عبارات مهمة،. إذا لم تكن متأكدًا من كيفية كتابة أفكارك، فتخيل أن شخصًا ما قد طلب منك شرح الفصل الذي انتهيت للتوّ من قراءته فكيف ستشرحه له؟
• عند نهاية جلسة القراءة الخاصة بك، اكتب ملخص الفصل الذي قرأته فهذا سوف يساعك على الإلمام بما قرأته للتو، وعندما تعود لقراءة الكتاب في اليوم التالي، ابدأ بقراءة الملخص الذي كتبته.

أثناء القراء ضع خطًّا تحت أي شيء تجده جديرًا بالاهتمام، أو أي معلومة تريد تذكرها وإليك أمثلة على ذلك:

• التعبيرات الجميلة، أثناء القراءة قد تجد جملة أو عبارة معينة مصاغة بطريقة رائعة.
• أسماء المشروعات البحثية، حتي يمكنك الاطلاع عليها فيما بعد.
• الأفكار القابلة للتنفيذ، قد تكون تمارين أو إرشادات محددة لتجربة شيء ما أو تغيير عادة معينة، واعلم أن فكرة واحدة بسيطة قد تغير حياتك أو مهنتك للأفضل. لذلك اجعل التدوين عادة أساسية لك أثناء القراءة.
• قم بإنشاء ملخص قصير للنقاط الرئيسية في الكتاب، وأعد كتابة ما تعلمته بأسلوبك.

ناقش ما قرأته مع أشخاص آخرين

كل شخص لديه طريقة تفكير مختلفة لذلك مناقشة الكتب مع الآخرين مهمة جدًّا وتجعلك تحصل على قدر أكبر من المعلومات ورؤى متنوعة.

اكتب عما تقرأه

عندما تكتب عن الأشياء التي تقرأها ، فإنك سوف تعزز الأفكار التي اكتسبتها من القراءة وسوف يسهم ذلك في تسهيل عملية تحصيل المعلومات. أن تنخرط بنشاط في قراءة (10) صفحات ثم كتابة ما تعلمته منها وتدون ملاحظاتك أفضل من قراءة (50) صفحة بشكل سلبي دون تدوين وتلخيص ما قرأته.

طبق ما تقرأه

خذ الوقت الكافي لوضع خطة وقرر كيفية تنفيذ ما تعلمته من الكتاب، التطبيق العملي يعزز ما تعلمته، إن لم تطبقه على حياتك فبالتأكيد ستنسى ما قرأته، فالقراءة وحدها لا تكفي. عليك أن نستفيد من المعرفة التي قمت بتحصيلها

أعد القراءة

الكتب الرائعة والملهمة ينبغي قراءتها أكثر من مرة، يظن البعض إن إعادة قراءتها مضيعة للوقت نظرًا لوجود العديد من الكتب الأخرى التي لم تقرأ بعد، ولكن هذا يعد سوء فهم لعملية التعلم، فالهدف ليس قراءة أكبر عدد ممكن ولكن اكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة والحكمة.

إليك أيضًا:

• خطوات بسيطة تحقّق لك الاستفادة من قراءتك للكتب
• 8 أمور لتحقيق الاستفادة القصوى من معرض الكتاب
• كيف تفتحت مداركي خلال الجائحة؟