تخلص من 4 معتقدات سخيفة عن القراءة “من الجلدة إلى الجلدة”!
نحو قراءة صحية وفعالة ومنتجة في حياتنا يجب أن نتخلص أولاً من أفكارنا المغلوطة التي تعيقنا عن هدفنا في تفعيل القراءة في عملنا
add تابِعني remove_red_eye 77,790
هناك معتقدات خاطئة تعيقك عن القراءة بفعالية لك ولأهدافك، إذا كنا نريد نتيجة من القراءة، فما هي حقاً؟ أن نقوم بما نقرأ شيئاً إضافياً أفضل؟، يبدو صعباً أن نمتلئ علماً ثم لا نفعل به شيئاً،
إليك 4من أهم المعتقدات الخاطئة حول القراءة
1- القراءة من أجل القراءة
صحيح أن أمة اقرأ لا تقرأ، وأن الكتب صارت مهجورة، وأن الناس تميل للهو وتترك العلم الذي يرفع الأمم، ولكن هذا لا يعني أن نقرأ فقط لنقرأ. الكتب كثيرة جداً والعلوم كثيرة جداً وفضولنا كبير جداً واهتماماتنا كثيرة جداً، لذا لن توصلنا فكرة اقرأ لأنك يجب أن تقرأ إلا إلى قراءة عشوائية غير ذي منفعة شخصية أو عامة.
هل تعلم أن الكثير من الكتب تافهة ومؤذية للقراءة؟ هل تعرف أن الكثير من الكتاب يكذبون؟ هل تعلم أن شهرة بعض الكتب تأتي باستثمار شهوات الإنسان مثل حبه لأخذ شيء دون تعب مثل كتاب السر؟، هل تعلم أن بعض الكتاب لا يطبقون ما يكتبون لكن يكتبون ما يعجبك لتربح كتبهم الأسواق؟…
هل هذه نظرة تشاؤمية؟ لا ولكن نوعية الكتب التي تقرأها معيار هام جداً، الأمر أشبه بأنك تجلس مع إنسان، هل تريد الجلوس مع إنسان منافق أو كاذب؟، فكيف تقبل بأي كتاب للقراءة، بأي كتاب دون أن تعرف مثلاً قليلاً عن خلفية مؤلفه أو غير ذلك من صفات الكتاب.
وأيضاً للكتب المفيدة، للأسف لا يوجد وقت لقراءة كل ما هو مفيد، مهارة الانتقاء اليوم هي المهارة الذهبية نحو إنجازات أقوى وإنها مهارة صعبة، فالوقت أقصر بكثير جداً يا صديقي لنقرأ كل ما نريد معرفته أو كل ما يهمنا.
لأحد المفكرين كلمة أتذكرها له، كان يقول القوة هي في التخلي وليس في الأخذ، فأنت لن تنال كل وظائف الدنيا التي ترغب، ولا تحترف كل المهن التي تحبها، ولا تعرف كل العلوم التي تملك الفضول لأجلها، لا أدري ما مدى صدق هذا ولكن للإنسان نصيب مقسوم وعمر قصير في هذه الدنيا لذا ربما يجب أن يكرس معظم ذلك في علم سيعمل به وربما ليس العلم لأجل العلم فقط.
2- يجب أن أتذكر كل ما قرأت وأن أحفظ كل ما قرأت
منحني التذكر المشهور الذي تمت دراسته في علوم الذاكرة، يخبرك أنه بعد 24 ساعة تقريباً من قراءتك أو حفظك لشيء ما يحذف 80% منه ويبقى 20% وهذه الـ20% تنخفض قليلاً مع الأيام إلا أنها تنخفض ببطء، أي أن المنحني ينزل بسرعة خلال أول يوم ثم يستمر في النزول ببطء كبير مع مرور الزمن، وفي النهاية يكون لك قدر صغير من المحتوى الذي درسته يبقى معك في حياتك.
لكسر هذا المنحني، قدّر العلماء والدراسين الأوقات اللازمة لك لإعادة قراءة ذلك المحتوى لإعادة النسبة المنسية، لا أتذكرها حرفياً ولكن تقريباً مرة بعد 24 ساعة ثم مرة بعد أسبوع ثم بعد شهر ثم بعد 6 أشهر أو مثل هذا. قامت الكثير من التطبيقات والبرامج والكتب على هذه الدراسة، لقد كان معروفاً أن التكرار يحفظ المعلومة في الذهن ولكنهم أضافوا لك هذه الفواصل الزمنية المنصوح بها، بالمناسبة لا ينصحون الشخص أن يعيد ما درسه أو قرأه خلال الـ24 ساعة الأولى حيث أنها لا تؤدي لترسيخ أكبر.
ولكن حقاً إذا كنا لا نملك الوقت لقراءة ما يجب أن نقرأه لتحقيق أهدافنا لمرة واحدة فكيف سنجد وقتاً لنعيد المقروء كل هذه الإعادة. كما إنه حسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي لعام 2018، تلك المؤسسة العالمية التي تدرس الاقتصاد العالمي، كان ذلك التقرير مهتماً بوظائف ومهارات العمل المتوقعة للسنوات القادمة، ستجد في أحد جداول التقرير المهارات التي سوف يتم استبعادها وكانت أحد المهارات هي مهارة الحفظ.
من وجهة نظري يكفي أن تعرف أين كانت المعلومة وتعرف كيف تصل إليها وعندما تحتاجها قد تجدها باقية كاملة أو جزء منها في ذاكرتك فتستعملها أو لا تتذكرها ولكن تعرف أين تجدها فتذهب وتجدها وتستعملها، ربما يكون هذا أفضل استعمالاً وأكثر سهولة للاستخدام وأكثر مواءمة لعصرنا وأوفر وقتاً وأقل إلحاحاً للحفظ الذي يبدو مصيره الفشل، فمن سيعيد كل هذا كل ذلك.
3- اقرأ الكتاب من الجلدة إلى الجلدة
إذا كنا نريد أن نقرأ لأننا نحتاج علماً معيناً في وقت معين فهذا لا يفترض أننا يجب أن ننهي كتاباً من أوله لآخره بفصوله التي لا تهمنا أو غير قوية المحتوى أو التي أعرفها. وليس من أول الفقرة إلى آخرها طالما عرفت فكرة الفقرة وانتهى، ولا أريد أن أعرف أكثر عن هذه الفكرة بالتحديد، أو أنني أعرفها سابقاً، أو أنها حشو لغوي مكرر أو إعادة لا معنى لها، وليس بالضرورة من أول السطر إلى آخره إذا بدا أنه من سطور الحشو أو الإعادة. الأمر يتعلق بما ينفعك، وليس كل كاتب سيكتب كل كلمة في كتابه تنفعك، هذا كله مستهلك لوقتك تستطيع استثماره في كتاب آخر أو أمور أخرى تريدها.
وفي الحقيقة قرأت أن بعض إحصائيات القراءة السريعة تقوم على قياس سرعة القراءة للشخص ثم تسأله عن المقروء أسئلة يجب أن يجيب عليها صحيحاً حتى يثبتوا السرعة التي سجلت في القراءة، ولكن حقاً ما المهم أن أجيبك عن أسئلتك أنت أو أسئلة المسابقة، هذه أسئلتك، أما أسئلتي مختلفة، وقرأت ما أحتاج أن أجيب عليه، لقد جربت واحدة لوحدي، سألوني أذكر عن أسماء أشخاص مروا في النص في الوقت الذي لا يهمني اسم ذلك الشخص في ما أقرأه.
اقرأ مقالي الآخر لتعرف تقنية الأسئلة في مهارة القراءة السريعة، يمكنك إيجاده في ملفي الشخصي….
4- القراءة تعني قراءة الكتب
الكتب هي محتوى كتبه مجموعة من البشر، وفي عصرنا هذا ستجد محتوىً له نفس التعريف على الإنترنت، وكل هذا قراءة، وينطبق عليه نفس قوانين القراءة أنك يجب أن تنتقي وأن تعرف لمن وأين تقرأ حتى لا يتسلل إليك الوهم أو الكذب. وتماماً كما أن لكل محتوى نوع، هل هو وعظي، علمي، أدبي، عام، مفصل، كذلك يحمل محتوى الإنترنت نفس الأنواع، وتغلب عليه صفة القصر والتسويق، وعندما تقرأ تتعامل مع هذه الخصائص وتختار الأنسب لك.
ولكن لمحتوى الإنترنت ميزة أحياناً أنه يكون أحدث من الكتب، فقد يكون هناك مقال عن آراء باحثين نشروه من شهر حول أمر ما يخبرون فيه معلومات أو نصائح لأداء أفضل في مجال ما، هذه الأمور قد لا تجدها في الكتب وخاصة إذا كانت لا تتحدث.
ما أريد أن أقوله أنك عندما تقرأ مقالاً علمياً في موقع يخص اختصاصك يصدر منشوراً حديثاً هذا يعتبر قراءة، هذا شيء تتعلمه لتعدل سلوكاً تقوم به في عملك مثلاً، وهذا المفهوم سيبدو بديهياً لك عندما لا تكون القراءة هدفاً بحد ذاتها بل أداة.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
مقال يشرح لك طريقة إزالة الأفكار المعوقة التي تمنعك من الاستفادة من القرأة في عملك
link https://ziid.net/?p=43869