5 مفاتيح سحرية لتعليم نفسك بنفسك  

طبعًا سمعتم عن مقولة المعلومات قوة، ولكنكم لم تتعرفوا على القوة الحقيقية بعد، وهي قوة تحقيق ما يعجز الآخرون عن فعله، ولنفترض مثلًا أن هناك شخص ثري جدًّا ويستطيع إسعاد الآخرين والتعبير عن حبه لهم من خلال الهدايا، وعلى الجانب الآخر هناك شخص آخر يستطيع التعامل مع أيِّ مشكلة، وصادف أن الشخصين معك الآن، والأول جاءك ومعه ساعة غالية جدًّا ولكن الآخر أعطاك باقة ورد وأثناء جلوسكم سويًّا وأنت على وشك إنهاء مشروعك على الكمبيوتر المحمول الخاص بك انطفأ جهازك فجأة، وتعطل ولكن صديقك أسرع على الفور وأصلحه وأعاد إليك مشروعك وكل البيانات التي لم تحفظها بعد، والآن أخبرني أيّ الصديقين أصبح مقربًّا منك أكثر من الآخر؟

بالطبع الشخص الذي منحك الورود وأصلح اللاب توب؛ لأنه -حرفيًا- أنقذ حياتك ومستقبلك، وهذا هو ما أريد إيصاله لكم قبل أن نبدأ حديثنا أن العلم وحده سيجلب لصاحبه الثراء والمكانة الاجتماعية وحب الناس له.

والآن دعونا نتحدث عن أهم 5 مفاتيح سحرية لتعليم نفسك بنفسك.

1- اقرأ عن كل شيء

هل أخبرتكم من قبل عن كيف تحسنت مهاراتي في الترجمة؟ بسبب خلفيتي المعرفية عن أغلب الموضوعات تقريبًا؛ فمنذ فترة طويلة بدأت أهتم بالكيمياء الحيوية والمواضيع التقنية، وحتى البرمجة والقانون المدني والجنائي والدولي والتجاري بدأت أقرأ عنهم، ولمن لا يعرف ما أكبر تحدي يواجه المترجمين فعليه أن يحاول ترجمة أي ورقة بحثية عن أيّ مجال طبي أو تقني أو قانوني، وقتها ستكتشفون أن هناك مصطلحات كثيرة لا تمت لكل ما ترجمتموه من قبل بصلة، وإذا لم تكن على دراية بتلك الموضوعات من قبل فتأكد أن مهمتك في ترجمة تلك الموضوعات ستكون قاسية ومملة وستصاب بالصداع وربما ستكره مسيرتك المهنية بأكملها وتعتزل الترجمة للأبد.

لذا إذا أردت أن تُعلم نفسك بنفسك فيجب عليك أن تفهم جيدًا أن العلوم كلها متصلة بعضها ببعض، وكلما زادت معرفتك كلما استطعت التعلم بشكل أسرع وبطريقة أكثر فاعلية.

2- اشترك في الدورات التدريبية

إذا أردت أن تتعلم شيئًا فلا تتردد وابحث عنه الآن على شبكة الإنترنت، مهلًا أنا لا أروج لمواقع معينة، ولكن أشعر بالأسف الشديد على كل شخص يملك كنزًا في منزله ولا يستطيع استغلاله، هل تعلمون أن ما تعلمته منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجي من الجامعة لا يعادل كم الشهادات التي حصلت عليها بعد تخرجي في 2011؛ فمن خلال الدورات التدريبية على الإنترنت حصلت بفضل الله على شهادات في إدارة الأعمال، وإدارة المشروعات، وفي علم النفس الجنائي، والتسويق، وكل فروع التنمية البشرية تقريبًا، والأنثروبولوجيا، وخطة العمل، وفهم وتحليل المؤسسات والمنظمات والعلوم السياسية.

وبدأت في تعلم اللغة التركية، وكل شيء كان يثير فضولي كنت أبحث عنه وأتعلم أساسياته، طبعًا لا أخبركم أن تأخذوا دورات تدريبية في كل هذا لأني كنت أفعل هذا كهواية ولمساعدتي في عملي بالصحافة، ولكن ما أريده منكم أن تستغلوا وجودكم على الإنترنت في تعلم معلومة جديدة كل يوم؛ لأن تلك المعلومات ستساعدكم بمرور الوقت على برمجة عقولكم على التعلم.

3- أحضر المؤتمرات والندوات

من النصائح التي أثرت فيَّ كثيرًا هي نصيحة حضور المؤتمرات والندوات العلمية، وبسبب تلك النصيحة بدأت أحب مجال التنمية البشرية، وبدأت أهوى حضور المؤتمرات وأيّ عمل ميداني مرتبط بعملي، والآن ستسألون ما علاقة حضور المؤتمرات والندوات بتعليم أنفسنا؟

والإجابة بسيطة جدًّا وجاوبنا عليها في النقطة السابقة أن العلوم متصلة ببعضها، وأن معلومة واحدة قد تفيدك في فهم وإدراك مائة معلومة أخرى، ولكن هناك سبب آخر، وهو العصف الذهني والذي يحدث بشكل تلقائي بمجرد حدوث أيّ نقاش في الندوة أو المؤتمر، وهذا النقاش من شأنه تنشيط خلايا المخ، وتذكروا أن أقوى تمرين للعقل هو التفكير والنقاش والوصول لفرضيات ونتائج وحلول؛ لذا حاولوا أن تحضروا تلك التجمعات العلمية ليس من أجل التعلم فقط ولكن لكي تساعد عقلك على تحليل المعلومات ولأجل توسيع دائرة علاقاتك.

4- استغل وقتك جيدًا

إذا أردت أن تُعلم نفسك بنفسك فيجب أن تعرف جيدًا أن وقتك هو سلاحك الأول والأخير، ويجب عليك استغلاله جيدًا لأنه قد يعمل لصالحك أو يعمل ضدك؛ لهذا السبب يجب أن تعرف جيدًا كيف تستغل وقتك بذكاء وتعطي لكل مهمة حقها.

5- اسأل كثيرًا

طرح الأسئلة والتعلم هما وجهان لعملة واحدة؛ فإذا أردت أن تتعلم أيّ شيء اسأل عنه، وإذا أردت مزيدًا من التفاصيل اسأل، وإذا لم تفهم اسأل مرة أخرى واطلب أمثلة توضيحية، ولا تشعر بالخجل من طرح الأسئلة ولا توهم نفسك أن من يسأل كثيرًا بطيء الاستيعاب أو الفهم؛ لأن من يسأل كثيرًا يعرف جيدًا أن السؤال أول طريق المعرفة، ويعلم أن العلم بدايته أن تفهم أولًا، ومن ثم تطرح السؤال الصحيح.

في الختام

لا تنتظر من الآخرين أن يمنحوك شيئًا لم تطلبه؛ كذلك العلم لن يأتيك على طبق من فضة إلا لو سعيت إليه بنفسك؛ لهذا السبب تعلم كيف تبحث عن المعلومة ثم تأكد من صحتها، وبعد ذلك اربطها بمعلومة أخرى لكي تتجنب نسيانها؛ لأن كما نقول دائمًا: “الشيء بالشيء يُذكر”؛ لذا ذّكر نفسك بالمعلومات من خلال ربطها بشبكة معلوماتك الأساسية.

إليك أيضًا

• ما تعلمته من سنواتي (العشرين): ابدأ بنفسك أولًا
• علّم نفسك بنفسك كيف تحول التعلم الذاتي إلى ضرورة
• هل يمكنك أن تتعلم البرمجة بنفسك في 7 أيام حقا؟