12 قاعدة أساسية لتُتقن نطق القرآن بالتجويد
من المهم أن نقرأ القرآن بشكل صحيح وبأحكام التجويد الصحيحة التي يمكننا أن نتعلمها من القرآن ومن المداومة على تطبيقها
add تابِعني remove_red_eye 43,507
ليس هناك أدنى شك أننا جميعًا نحب القرآن الكريم وتلمس آياته العظيمة قلوبنا، تتعلق أرواحنا كثيرًا ببعض الآيات فنعتبرها آياتنا المفضلة ونسعد بوقوع أعيننا عليها أو بسمعها صدفة في أي مكان. ولكي نتعلق أكثر بالقرآن لا بد أن نفهمه، وكي نفهمه نحتاج أولًا أن نقرأه قراءة صحيحة بالتشكيل والتجويد الصحيح وبالتواتر عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
في البداية أريدك أن تعرف أن هناك بعض الكلمات في القرآن لن تستطيع نطقها صحيحة إلا عندما تسمعها كيف نُطقت عن سيدنا محمد، هي لا ينطبق عليها تشكيل صحيح أو قواعد التجويد؛ هي فقط تُنطق هكذا بالتواتر. ولهذا لا بد مع القرآن أن تتعلمه على يَدِ أحد حفظة القرآن أو أن تسمع كثيرًا من القراء وتركز كيف تُنطَق كل كلمة حتى يعتاد سمعك على نطقها كما هي. وهي كلمات قليلة بالطبع مقارنةً بباقي كلمات القرآن والتي تنطبق عليها قواعد التجويد.
فمن المؤسف حقًا أن نتعلم الكثير ونستبعد تعلُّم كيف نقرأ قرآننا صحيحًا، والتجويد ليس فقط يساعدك أن تقرأ بشكل صحيح ولكن يساعدك أن تستمتع أكثر بالآيات التي تنزلت لك؛ فالقرآن حيّ لكل زمان ومكان وهو في حقيقة الأمر المنهج للحياة، فكيف لك أن تقرأه لأخذ الثواب فقط والله وضع لك فيه هُداك وطريقك المستقيم والنور الذي سيرشدك في حياتك كي لا تضلّ ولا تشقى. ضَعْ نُصْب عينيك أن القرآن رفيق لك في الدنيا والآخرة، تخيل أنه كلام الله لك وحدك.. ويريد أن يُعلِّمك بنفسه، فتؤهِّل نفسك لتلَقِّي الأنوار واستقبال البشائر والمعاني المُنزلة لك بما يتناسب معك الآن.
والآن هيا بنا لنتعلم، احضر مصحفك وقلَمَك ولا تنسى أن تُدوّن ملاحظاتك حتى تعيد قراءتها في أي وقتٍ تشاء إلى أن يَعتاد عقلك تطبيق القواعد دون الحاجة إلى تذكرها حتى، فقط سيتبرمج عقلك ولسانك وسيصبح الأمر سهلًا إن شاء الله.
أولًا: القاعدة الأم هي أن نأتي بتشكيل كل حرف كما هو، المفتوح والمكسور والمضموم والساكن، وإذا وقفت على كلمة أو على رأس آية فسيكون الحرف الأخير من الكلمة ساكِنًا مَهْما كانت حركته.
ثانيًا: يجب أن تعطي كل حرف حقَّه في النطق، إذا كنت من الأشخاص المعتادة على السرعة في الكلام فلتتمهل في قراءة القرآن حتى تستطيع أن تُعطي الحرف حقّه وتخرجه من مخرجه. لكل حرف من الحروف العربية مَخْرج يختلف عن الآخر، ولكي لا تُخْرج حرف (س) بصوت (ص) أو بصوت (ث) فلا بد أن تركز وتسمع نفسك كيف خرج الحرف، فمثلًا حاول أن تُردِّد آية “لَسْتَ عَلِيْهِم بِمُصيْطر” أسمعت الفرق بين نطقك لحرف (س) وحرف (ص) في الآية أم عليك إعادتها أكثر مع التركيز على الفرق بين صوت الحرفين؟
ثالثًا: يجب أن تكون لاحظت أن حرف الصَّاد يخرج مُفَخَّمًا أكثر من السِّين في المثال السَّابِق. وعلى هذا يجب أن تعرف الحروف المفخمة، وهي مُجْملَة في جملةِ “خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ” فلتحفظهم هكذا حتى تتذكرهم، كل حرف من هذه الحروف يخرج مُفَخَّمًا بدرجة معينة لكنه في النهاية يبقى مفخما. فمثلًا إذا جاء الحرف أو ما قبله مفتوحًا أو مضمومًا فسيكون مُفَخمًا من الدرجة الأولى وهي أعلى درجة تَفْخيم، أمّا إذا جاء الحرف أو ما قبله مكسورًا فبطبيعة الحال سيكون التفخيم أقلّ.
رابعًا: كلمة (الله) وهي من الكلمات التي ننطقها مُفَخمة دائمًا، وهذا ليس صحيحًا. كلمة (الله) في القرآن أحيانًا تأتي مفخمة وأحيانا تأتي مرققة. إذا كان ما قبلها مفتوحًا أو مضمومًا أو جاءت في بداية الآية فمُفَخَّمة بالطبع، أمّا إذا جاء ما قبلها مكسورًا أو اتصلت بحروف الجر فتكون مُرَقَّقة.
خامسًا: وهي من أشهر قواعد التجويد وهي حروف (ث/ذ/ظ) تُسمى الحروف اللثوية ونخرج اللسان قليلًا عند النطق بها، وهذا يميزهم عن الحروف المشابهة لهم في المخرج والصوت مثل تشابُه صوت حرف (ذ) و (ز).
سادسًا: حروف القَلْقَلة، أظنُّك تعرُفها، وهي مجتمعة في حروف جملة “قُطْب جَدْ” فكل حرف من هذه الحروف إذا كان ساكنًا يُنطَق بطريقة مُقَلْقلة كأن تنطق حرفين وليس حرفًا واحدًا.
سابعًا: لام التعريف متى تنطق وتكون إظهارًا قمريًّا ومتى لا تنطق وتكون إدغامًا شمسيًّا؟ أظنك تتذكرهم من درس النحو وأنت صغير. فلننعش ذاكرتك.. الإظهار القمري يكون مجتمعًا في جملة “ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَه”، أعرف أن الجمل غريبة بعض الشيء لكنك ستعتاد عليها وستسهل تذكرك للقاعدة. حروف هذه الجملة تُنْطَق معها لام التعريف مثل: الغفور الكريم اليوم. أمّا باقي الحروف لا تنطق معهم لام التعريف مثل التواب السميع الشمس؛ ننطلق من حرف الألف إلى الحرف الثالث مباشرةً بدون نطق اللام.
ثامنًا: وهي شيء بديهي ولكننا لا نَنْتَبه إليه، حرف (أ) وحرف (ا) هل هناك فرق؟ نعم فالأول بهمزة والثاني بلا، والهمزة في القرآن لها قَدْرها ولا بد أن تحققها، لا تسهلها وتنطق كل ألف بدون همزة.. وفي نفس الوقت لا تنطق كل ألف بهمزة إذا كانت غير موجودة.
تاسعًا: الحروف المقطعة أوائل بعض السور، هناك حروف منها تُمَد حركتين وهناك حروف تُمَد ست حركات، وهما مُميَّزَيْن في القرآن بعلامة المد. فحروف جملة “حي طهر” تُمَدّ حركتين، أمّا حروف جملة “نَقَص عَسَلُكُمْ” تُمدّ ستة حركات. افتح مصحفك على سورة مريم أول آية “كهيعص” هل أدركت الآن أن حروف (ك/ع/ص) تمد ست حركات وعليهم حركة المد، أمّا حرفي (ه/ي) تمد حركتين وليس عليهما علامة مد. وعلامة المد هذه تأتي أيضًا في مواضع كثيرة في القرآن وتمد ستة حركات كذلك.
عاشرًا: علامات الوقف، ولها دورٌ هامٌّ جدًّا في اكتمال المعنى ومساعدتك في تقسيم الآية الواحدة حتى يسهُل عليك النطق والفهم بطريقة صحيحة وواضحة. وعلامات الوقف كما يعلم الكثير هي مدونة آخر المصحف فَلْتُلْقِ نظرةً عليهم ولتُلْق اهتمامًا لهم عند قراءتك فوجودهم ليس عبثًا وإنما ليستقيم المعنى والأداء اللفظي للقارئ.
ولنذكرهم سريعًا
1. عندما يرسم حرف (م) صغير فوق الكلمة هذا يعني وقف لازم، لابد من الوقوف وإلا سيتغير المعنى تمامًا وقد يكون معنى عكسيًّا للآية.
2. (لا) تذكر عندما تراها أنها تقول لك لا تقف؛ فالمعنى متصل ببعضه لا تقطعه.
3. (ج) تعني جائز الوقف عليه.
4. (صلي) تعني يجوز الوقف لكنّ الوصل أولى.
5. ( قلي) تعني يجوز الوصل ولكنّ الوقف أولى.
6. علامة التعانق ورسمها في المصحف (•°•) وتأتي في موضعين قريبين من بعضهما، وتعني الوقف على أحد المواضع والوصل في الموضع الآخر.
الحادي عشر: أحكام الميم الساكنة، ولها (3) أحكام:
1. الإخفاء الشفوي: إذا جاءت الميم الساكنة بعدها باء مثل “عليهم بوكيل” ولتسمع نطقها من أحد القراء حتى تعلم كيف ينطق الإخفاء الشفوي.
2. الإدغام الشفوي: يأتي مع حرف الميم، إذا جاءت ميم ساكنة بعدها ميم مشدّدة فيصبح عندنا ثلاثة ميمات فيتم إدغامهم، مثل “عليهم مّؤصدة”
3. الإظهار الشفوي: ويشمل الستة والعشرين حرفًا الباقين.
الثاني عشر: أحكام النون الساكنة والتنوين، ولهم (4) أحكام:
1. الإظهار الحلقي: ويأتي مع حروف (ء/ه/ع/غ/ح/خ) ليس هناك غُنّة عند تلاقي النون أو التنوين مع هذه الحروف، فقط الإظهار.
2. الإدغام: ويأتي مع حروف كلمة “يرملون” (ي/ر/م/ل/و/ن) وينقسم إلى ثلاث أقسام:
إدغام كامل بغُنَّة: مع حرفي (ن/م) مثل “من نعمة” “من مال”
إدغام كامل بدون غُنَّة: مع حرفي (ل/ر) مثل “من ربهم” “من لدنه”
إدغام ناقص بغُنَّة: مع حرفي (ي/و) مثل “من يعمل” “من وال”
3. الإقلاب: وهو يحدث عند تلاقي حرف النون أو التنوين مع حرف الباء، فتقلب النون أو التنوين إلى ميم. وهو أكثرهم وضوحًا في القرآن حيث تكتب (م) صغيرة فوق حرف النون أو عند التنوين عندما تأتي بعدها باء لتُذكرك بنطقها (م) وليس (ن) مثل ‘بذنبهم’ ‘نفسٍ بما’
4. الإخفاء الحقيقي: وهو حالة متوسطة بين الإظهار والإدغام ويأتي مع باقي الحروف. ويجب أن تسمع كثيرًا وتميز بين نطق الحروف حتى تتعلم كيف تنطقها جيدًا.
وأخيرًا أريد أن أذكّرك بحديث سيُشعل همتك أكثر لتتعلم التجويد، عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران.
فَلْتَنْوِ أن تقرأ القرآن كما نُزّل وكما نطقه المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه-، وسترى تيسير الله لتعلمك حتى تصبح من المَهَرة في القرآن بإذن الله.
add تابِعني remove_red_eye 43,507
قراءة القرآن صحيحًا بقواعد التجويد لم يعد أمرًا صعبًا، إليك أهم القواعد التي استخلصناها من القرآن
link https://ziid.net/?p=55951