الذي يشتري ما لا يحتاجه يسرق نفسه. – مثل سويدي-
معلومة لم يخبرونا عنها في المدارس ولا الجامعات، علمونا اللغات والرياضيات والعلوم والجغرافيا والتاريخ ولكن لم يعلمونا كيف لا ندور في طاحونة الحياة وكيف نذهب لعملنا ونحن يسبقنا شغفنا إليه ولسنا مجبرين عليه من أجل كسب قوت اليوم. يظن الناس أن الأغنياء هم فقط من ولدوا لآباء أغنياء. نعم بعض الأغنياء ورثوا أموالهم بالفعل عن آبائهم واستثمروها ونموها ولكن البعض الآخر منهم فقدها وأحاطته الديون. إذن أن تصبح غنيًّا وتصل للحرية المالية لا يعتمد أن تولد في عائلة غنية ولكن يعتمد على كيفية إدارتك لمصدر دخلك سواء كان من وظيفة أو تجارة أو اذا كنت صاحب عمل.
يخبرنا المدرب الدولي مدحت زكي في محاضرته “ليه الدخل مش مكفي” عدة نصائح
أولا : انتبه لما تشتريه
هل حقًّا تريد ما تشتريه أم تشتريه لمجرد إرضاء رغبتك في الشراء؟ هل تستطيع شراء ما تريد؟ هل تملك القدرة المالية لذلك؟ وأخيرًا هل تحتاج لما تريد شراءه؟ إذا اجتمع: “أريد – أستطيع – أحتاج” عندها تستطيع الشراء.
ثانيًا: دخلك الثابت لا يضعك مع الأغنياء
نتخرج في الجامعة نحصل على أول وظيفة ونندفع لشراء الماركات الغالية وكل ما حلمنا به. بالتأكيد حينما تشتري الأشياء التي تحبها تفرح وتشعر بالسعادة ولكنها سعادة مؤقتة، يكفي أن تنظر لحسابك البنكي والأقساط والديون لتدرك أنك تشعر بغنى مزيف. الفقير الذي لا يملك أي دخل ولا يقترض ولا يوجد عليه ديون أفضل حالًا من غني غارق في الديون.
ثالثا : خطة الطوارئ
فكر قليلًا ماذا لو أصابتك وعكة صحية أو حدث توقف شامل في العالم وهرعت الشركات والمدارس لتسريح موظفيها؟ يجب أن يكون لديك مدخرات تغطي دخلك لمدة (6) شهور على الأقل. من فعلوا ذلك قبل أزمة كورونا كانوا سعداء ومرتاحين ومن لم يفعلوا ذلك اضطروا للاقتراض أو لبيع مصوغاتهم الذهبية وحتى أثاث منازلهم. خطة الطوارئ مهمة للغاية في كل وقت.
رابعا: لا تذهب للمولات والمحلات الضخمة أكثر من مرة في الأسبوع
من يقرأ في سيكولوجية الشراء يجد العديد من الأساليب التي يمارسها الخبراء في جعل الناس يشترون كل ما يرونه. بدايةً من الأرض التي تبدو وكأنها زلقة لتجعلك تمشي ببطءٍ مرورًا بتكديس العديد من المنتجات الفرعية قبل المنتجات الأساسية لتمر عليها وتراها، حتى عربة الشراء التي تم تصميمها لتغريك بأن تشتري أكثر مما تريد وأخيرًا الخصومات التي تدفع الناس للشراء بغرض التوفير ولكن الناس غالبًا يشترون ما لا يحتاجون. والحل أن تدون كل ما تريد شراءه وتحدد مكانه وتذهب إليه فقط ولا تشتري أي شيء آخر.
خامسًا: ادخر 20% من دخلك
حدد مصروفاتك الثابتة والمتغيرة لكل شهر وفكر كيف تستطيع الادخار، اعرف الفرق بين الاثنين، المصروفات الثابتة مثل الإيجار الشهري والأقساط والمصروفات المتغيرة مثل فواتير الهاتف وبترول السيارة والطعام والشراب.
سادسًا: لا تقع تحت ابتزاز الآخرين
إن لم تشتر آخر موديل للهاتف المتنقل، سيقولون إنك قديم وإن لم تواكب الموضة سيقولون إنك بخيل. وإن لم تتباهى بأحدث ما نزل في السوق سيقولون إنك تعذب نفسك بعدم تدليلها. تدليل النفس والعائلة يأتي مع الحرية المالية. تدليل النفس يأتي حينما تملك وقتك وعمرك ومجهودك وتحيط نفسك بمن تحبهم. ليس أصعب على النفس من أن تذهب لعمل تكرهه وتعمل مع أناس تكرههم. وليس أصعب على النفس من الحاجة والاقتراض.
تعجبني مقولة “البعض يسخر منك لأنك ترتدي ملابس رخيصة أو تقود سيارة قديمة أخبرهم بأن لديك عائلة لتُطعمها وليس مجتمعًا لتثير إعجابه”.
ثامنًا: حافظ على صحتك
لأن تكلفة الدواء وزيارة الأطباء كبيرة في الجهد والمال. ابتعد عن الضغط العصبي والقلق حتى لو بدا الأمر خياليًّا بعض الشيء فتكلفته على المدى البعيد باهظة.
وأخيرًا لكي تصل للحرية المادية يجب أن تمتلك أصولًا تكون مصدر دخل جيد مثل البيوت وتأجيرها أو تستثمر في نفسك وتتعلم. ويجب أن تعلم جيدًا أنك تحتاج للإرادة والصبر والعمل والوقت والشغف للنجاح. النجاح لا يأتي من تلقاء نفسه ولكنه يأتي لمن يسعون إليه.
إليك أيضًا:
تاريخ النشر: الإثنين، 2 نوفمبر 2020
مقال هام حول الحرية المالية وحسن إدارة مصادر دخلك
link https://ziid.net/?p=73172