يمثل العمل أهمية كبيرة في حياة كل منا، ولذلك فإن بيئة العمل لا بد أن تكون مناسبة وسوية لكل شخص من أجل ضمان أكبر قدر من الراحة النفسية، كوننا نقضي أغلب أوقاتنا على مدار اليوم في هذا المكان. وحتى نحافظ على توازننا النفسي في مكان العمل لا بد من الابتعاد عن بعض الأخطاء التي قد نقع فيها دون أن ندري مدى تأثيرها على راحتنا في العمل.
ونستعرض فيما يلي الأخطاء التي يجب تجنبها:
1. النميمة
فالنميمة من الأمور الغير محبذة على الإطلاق فهي تخلق جوًّا من المشاحنة والتوتر والسلبية في مكان العمل، وتتنافى مع مبادئ حُسن النية بين الزملاء، ويترتب على هذه الممارسات في غالبية الأوقات عواقب سلبية، وتترك انطباعًا سلبيًّا عنك لدى الجميع. فكما قال الله تعالى في سورة المؤمنون: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) [المؤمنون:3] وكما قال تعالى : (.. وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [ الفرقان : 72 ]
فإذا وجدت بيئة للنميمة في مكان العمل لا تنجرف معها وحافظ على أقوالك وأفعالك، فالله رب العالمين حرّم النميمة والغِيبة؛ فهي تغير حياة الانسان للأسوأ مما ينعكس عليه بالسلب حتى في أدق تفاصيل حياته، ويكون متعجبًا لماذا يحدث له كل ذلك؟
2. الوصول متأخرًا للعمل
يقال إن الوصول متأخرًا خير من أن لا تصل.. لكن هذا المثل لا ينطبق على بيئة العمل، فالدقائق الأولى في اليوم قد تؤثر على بقيته. فهذا حقيقي وشعرت به عندما أذهب للعمل متأخِّرًا أجد أن ذلك يؤثر على نفسيتي واستقبالي لليوم من البداية بخلاف المناقشة مع المدير بخصوص المواعيد والالتزام وما يتطبع عنك لديه. وتقول الدراسات إن معظم المديرين يَميلون إلى الاعتقاد بأن الشخص الذي يأتي متأخرًا لا يتمتع بالجدية الكافية، حتى وإن خَرج من عَمِله متأخرًا أو أبلى بلاءً حسنًا في عمله. لنَقُل إن ذلك ليس عادلًا، لكنها الحقيقة التي يجب أن تتعامل معها. لذا احرص على أن تأتي مبكرًا إلى العمل.
3. معرفة مرتبات الزملاء
فتلك خصوصية يجب احترامها، فحرصك على البحث على معرفة راتب زملائك يضعك في وضع متدنٍّ، فهو أمر ليس من شأنك؛ فذلك رزق الله يوزعه كما يشاء. فما دخلك أنت براتب مَن زاد ومن قلّ، بماذا سيفيدك؟ هل سيشفي غليلك ويعوّض النقص الذي بداخلك أم ماذا؟ إذا كانت لديك تلك المشاعر فعالجها، وتذكر أن تعمل بإحسان ونيتك خالصة لله.
4. العمل من أجل الراتب فقط
إذا كنت تعمل من أجل الراتب فقط وأحد زملائك حصَل على ترقية وزيادة مرتب وأنت لم تحصل عليها، فذلك سيجعلك مُكرَه على القُدوم إلى العمل ممّا يؤثر بالسلب على أدائك في العمل، نعم نحن بحاجة للمال وهذا شيء طبيعي، ولكن لا تجعله هدفك الوحيد، بل وسيلة لتحقق بها أهدافك، وتذكر هدفك وما تقدمه في العمل.
5. المقارنة الدائمة والتركيز على الآخرين
إذا كنت في عملك وتترصد الأخطاء لزملائك، ولا تحب أحد أن يكون مميز عنك، فذلك سيزيدك كرهًا وغلًّا، ويعمل على زيادة روح المشاحنة بينكم، مما يؤثر بالسلب على العمل ومكانتك به. فالمقارنة هي التي أخرجت الشيطان من جنته وكذلك مقارنة نفسك بالغير ستخرجك من سلامك النفسي وتزيد من الصراع الداخلي لديك، وتؤثر على تقدمك وإخلاصك في العمل.
6. العمل بدون خطة
تذهب للعمل من دون وضع خطة له في اليوم السابق أو من دون حتى وضع خطة للأسبوع، يؤدي إلى انعكاسه عليك بصورة سلبية، ويسبب لك الضغط ويجعل يومك سيئًا جدًّا مما يُؤثِّر على أدائك وقبولك على العمل.
7. استخدام الهاتف في وقت العمل
ليس من حقك في وقت العمل أن تستخدمه لتصفح المواقع الاجتماعية، أنت بذلك ترسل رسالة للمدير أنك غير مهتم بالعمل وشخصية مستهترة، فتجنب استخدامه إذا كنت تريد الاستمرار في العمل وحتى لا يغضب منك مديرك، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؛ فأنت عندما تبدأ عملك يكون وقتك كله للعمل، وعليك أن تتقن كل شيء يطلب منك. وهناك وقت لاستراحة استخدم فيه هاتفك كما تحب.
8. المماطلة في مواعيد الإستراحة
هناك وقت محدد لك لبداية وانتهاء موعد استراحتك، فكن ملتزمًا به ولا تتأخر عن الرجوع لعملك، حتى لا ينزعج المدير ويعتقد أنك غير مهتم بعملك.
9. كثرة الشكوى
تؤثر تلك الشكاوى على وضعك في العمل، وتسبب الإزعاج للزملاء. مما يؤدي إلى حدوث مشاحنات بينكما ويخلق جوًّا غير مُحبَّب ما ينعكس على العمل بصورة سلبية. ولكن في حالة وجود شكوى، يفضل التوجه بها إلى الشخص المعنيّ، أو إلى قسم الموارد البشرية.
10. إدخال الأمور الشخصية في مكان العمل
يجب أن تُدرك أن مكان العمل للعمل فقط ولا ينسجم مع حياتك الشخصية. فيجب أن تكون قادرًا على الفصل بين مشاكلك الشخصية والعمل، فعند ذهابك للعمل يجب أن تغلق كل شيء يخص البيت وتركز في عملك فقط.
وفي النهاية إن تجنبك لتلك الأخطاء سيساعدك على إنجاز العمل المطلوب بالشكل المطلوب وبإبداع، وتطور من نفسك مما يعطي انطباعًا حسنًا عنك لدى المدير فيتم ترقيتك.
إليك أيضًا
لتتطور في بيئة عملك عليك تجنب تلك الأخطاء التي تجرفك معها، فتتناسى هدفك السامي وما تريد تحقيقه.
link https://ziid.net/?p=65236