يزيدون: لمياء الأم صاحبة القلم الذي لا ينضب
كان هذا اللقاء لنتعرّف على كتّاب زد بشكلٍ أقرب حتى تتقلّص المسافة التي تفصل بين الكاتب والقارئ: لمياء شاهين.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
وراء كل نجاحٍ جهودٌ تُبذل، ووراء نهوض موقع زد كُتّاب ساهموا بشكلٍ فاعل في إثراء المحتوى العربي وتنوّعه وزيادة انتشاره بين القرّاء العرب، لكل مقال كان هناك أثرًا يتناقله الكثير ليظهر لاحقًا في تجاربهم ومناحي حياتهم. من هنا أنشأنا سلسلة يزيدون التي نُجري فيها عددًا من اللقاءات مع كتّاب زد ممّن جادت أقلامهم بكل مفيد وأثرَت موقع زد بكل جديدٍ ومختلف، هنا نتعرّف عليهم لنكتشف ذواتهم المختبئة خلف ما يكتبون.
لمياء شاهين، الأم التي تضع حياة طفلها نصب عينيها، تهتم بكل ما يخص صحة طفلها وتحاول دائمًا إسعاده وتجديد نمط حياته بابتكار أساليب وطرق ترفع من مستوى الصحة والرضا لديه، الكثير من المقالات التي تدور حول الطفل والمنزل والأسرة، كانت لمياء هي القلب الحنون الذي يكتب ويوجّه بحكمةٍ وحرص، ولا ننسى اهتمامها بمجالات المرأة وعملها، والكتابة عن المواضيع التي من شأنها دفعها للأمام وتطوير ذاتها لتكون جزءًا فاعلًا في المجتمع، بإمكاننا القول أن لمياء تعد المرجع للكثير من المواضيع، فلا يحدها اهتمامٌ معيّن، وإنما “من كل بحرٍ قطرة”
أهلًا بالأم لمياء، أضفتِ الكثير لزد يا لمياء، زد ممتنّ لكِ على كل ما قدّمتيه وما تقدّمينه. مع كل هذا الزخم، ماذا تعني لكِ الكتابة؟ وما سرّ هذا الحب والشغف بها؟
– قبل أن أجيب على أي سؤال يجب أن أقول أن الشكر والامتنان متبادل، فموقع زد هو منصة علمتني الكثير وأعطتني الفرصة لكي أقوم بالكثير، جعلتني أكتب المحتوى الذي أحبه وأهتم به، كما أنها كانت أول من علمني معنى أن تكون الإدارة داعمة لك وتدفعك نحو المزيد، لذا أنا هي الممتنة لوجودي ضمن فريق عمل هذا الموقع الذي أعتبره منزلي وأخاف عليه مثلما أخاف على طفلي.
– أما بالنسبة للكتابة فأنا حقًا لا أذكر أول مرة بدأت أكتب فيها، ربما حين كان عمري عشر سنوات، كل ما أعرفه أنني طالما كانت الكتابة لي متنفسًا وبابًا يمكنني أن أخرج منه إلى كثيرٍ من العوالم، وأمارس فيه الكثير من التجارب. الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد عمل، بل هي وسيلة للاستمرار في الحياة، حين يمرّ علي يومان أو أكثر دون كتابة أشعر بالاكتئاب والحزن والضياع. الكتابة هي مُعلّمتي وطريقتي في التعرّف على نفسي وعلى العالم.
كتاباتكِ مميزة، ومقالاتكِ تأتي بترتيبٍ مُتسق الأفكار، أخبرينا ما هي طريقتك التي تتبعينها في كتابتك للمقال؟
– هذا هو العام الرابع لي في عملي بشكلٍ محترف في الكتابة، وحتى يومنا هذا أنا لا أعلم ما هي الطريقة، أو ما هي الخارطة التي يمكن أن أخبر بها كل من يسألني عن طريقة الكتابة، فبمجرد أن تأتي الفكرة يبدأ عقلي في ترتيب عناصرها وتبدأ يدي في الكتابة، نادرًا ما أضع خطة وأسير عليها، فالكتابة بالنسبة لي كالعزف المنفرد على أحد الآلات الموسيقية، وكأني أعزف لحنًا أحفظه منذ زمن.
خارج الكتابة وزد، من هي لمياء الأم؟ كيف تقضين يومك مع طفلك؟
– أنا أعمل من المنزل لذا أغلب وقتي أقضيه في المنزل، أحاول الالتزام بالذهاب إلى النادي الرياضي ثلاث مرات أسبوعيًا، وكذلك أحرص على العناية بالمنزل وإعداد الوجبات الصحية يوميًا لأسرتي.
– لا أعلم كيف أشرح علاقتي بطفلي، فالأمر معقدٌ للغاية حتى بالنسبة لي، ولكي أشرحه يجب أن أعرّفكم أمرًا عني، أنا عملية لأبعد الحدود، أفكّر فقط في العمل أو الدراسة وفي التقدم خطواتٍ للأمام، لم يكن المنزل والزواج هو حلمي مثل أغلب الفتيات في مثل سنّي، ولم تكن الأمومة على رأس أولوياتي، لذا حين أنجبت طفلي كنت وما زلت أحمل له العديد من المشاعر الغريبة والمختلطة، يمكنني أن أقول أنني إلى الآن أحاول استيعاب وجود طفلٍ لي وأنا والدته، أحاول التعلم لكي أتعامل معه بشكلٍ صحيح، ولا أنكر أن وجودي في زد سمح لي أن أكتب العديد من المقالات عن الأمومة والتي كانت تساعدني أولًا بشكلٍ شخصي؛ لذا كتبتها لتساعد آخرين مثلي.
ما الأساليب التي تقومين باتباعها في تربية طفلك وتطوير مهاراته؟
– أدهم في الخامسة من عمره، لذا هو كبير كفاية لكي نناقش معه كل شيء، لديه فضول للكثير من المسائل وألمح فيه خصالًا كثيرة ذكية وتختلف عن باقي الأطفال وهو ما أحب أن أنمّيه فيه، لذا أتحدث معه كلما تمكّن الأمر وأصارحه دائمًا بالحقائق التي يريد أن يعرفها، حتى وإن كانت كبيرةً على عقله أحاول أن أبسّطها له وأخبره بها، نسمّي الأشياء بأسمائها، ولا نطلق عليها أسماءً طفولية. أوكِل إليه مهامًا منزلية بسيطة تناسبه.
– البعض يعتقد أن طريقتي غير مناسبة لطفل وأنني أحمّله فوق مستوى احتماله، لكنني أعتبر أن أدهم هو رجل المستقبل بالنسبة لي ويجب أن أربيه على أنه كبير ومتحملًا للمسؤولية وقادرًا على اتخاذ القرارات.
كونك أم فالمسؤولية عليكِ كبيرة، كيف تنظّمين وقتك وتحافظين على التوازن في حياتك بين عملك والتزاماتك العائلية؟
– الحقيقة أن الأمر ليس سهلًا على الإطلاق، خاصةً حين يُطلب منّي مهامًا إضافية، أو حين يتراكم العمل والمهام، أحاول أن أسيطر على الموقف وأن أقوم بكل شيء في نفس الوقت، ولكن على الأغلب يأتي الأمر على حساب ساعات راحتي ونومي، ولا أنكر أن زوجي يساعدني كثيرا ويجالس طفلنا لكي أتمكّن من إتمام ما لدي من مهام أو حتى لإتاحة بعض الوقتي لي لكي أنام.
2018 هل كانت مختلفة بالنسبة لكِ؟ ما أهم إنجاز فخورة بتحقيقه؟
– نعم كام عام 2018 مليئًا بالإنجازات على المستوى المهني وأنا أشعر بالرضا والفخر كثيرًا على ما حققته، فقد تمكّنت من أكون أحد الفائزين في سباق الخمسين الذي أقامه الموقع العام الماضي، وتمكّنت من جمع كتاباتي في القصص القصيرة في كتابٍ إلكتروني قمت بنشره في نوفمبر 2018، كذلك تمكّنت من إتمام ورشة تدريبية في كتابة السيناريو.
نعود للكتابة وزد.. كيف كانت تجربتك مع زد في سباق الخمسين للسنة الماضية؟ وهل هناك رسالة تحبّين توجيهها لكتّاب زد في سباق الخمسين لهذه السنة؟
– الحقيقة أنني تجاوزت الخمسين مقالًا، فالأمر لم يكن صعبًا وأطمح هذا العام أن أتعدى كذلك الخمسين مقالًا بضعفين، أي ينشر لي عدد 150 مقال لعام 2019، كان الأمر بمثابة تحدّي لنفسي أولًا ومن ثم لباقي المحررين، ولكنه كان تحديًا مليئًا بالمغامرات، فقد تناولت العديد من الموضوعات الجديدة كليًا علي، والتي تمكّنت من التعرف عليها لأول مرة حين كنت أكتب مقالات السباق.
نهايةً: حدّثينا عن تجربتك مع زد بشكلٍ عام، ماذا أضاف لكِ؟ وفي حال أردتِ دعوة أصدقائكِ للكتابة معنا، فما هي رسالتك لهم؟
– زد جعلني أتعرف على نفسي وعلى العالم بشكلٍ أفضل وأشعر بالحرية في الكتابة والتحرير والثقة فيما أتخذه من قرارات. أما عن رسالتي التي أوجهها بالفعل لأي صديق أو صديقة يخبرني برغبته في الكتابة هي أن يبدأ في زد، حيث أنه سيتعلم الكثير وسيقف خلفه فريق عمل كامل يسانده ويساعده حتى ترى كلماته النور في أفضل شكل.
الكتابة وسيلة تساعدنا دائمًا في فهم الآخر والتواصل معه، اللقاءات إحدى هذه الوسائل التي تأخذنا لعالم الكاتب الذي يستسقي منه إلهامه وتفكيره وتجاربه ليصيغها لنا لاحقًا في مقال، فحياة الكاتب مرتبطة بقلمه.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
link https://ziid.net/?p=35217