يزيدون: وجدان صانعة محتوى تعيش بين النصوص
كان هذا اللقاء لنتعرّف على كتّاب زد بشكلٍ أقرب حتى تتقلّص المسافة التي تفصل بين الكاتب والقارئ: وجدان الخنبشي.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
وراء كل نجاح جهودٌ تُبذل، ووراء نهوض موقع زد كُتّاب ساهموا بشكلٍ فاعل في إثراء المحتوى العربي وتنوّعه وزيادة انتشاره بين القرّاء العرب، لكل مقال كان هناك أثرًا يتناقله الكثير ليظهر لاحقًا في تجاربهم ومناحي حياتهم. من هنا أنشأنا سلسلة يزيدون التي نُجري فيها عددًا من اللقاءات مع كتّاب زد ممّن جادت أقلامهم بكل مفيد وأثرَت موقع زد بكل جديدٍ ومختلف، هنا نتعرّف عليهم لنكتشف ذواتهم المختبئة خلف ما يكتبون.
كان لقاءنا هذا مع وجدان الخنبشي الشغوفة بالترجمة واللغة، تعتز بلغتها العربية كثيرًا وتحاول جاهدة أن تُثريها بكل ما من شأنه أن يرتقي بها ليجعلها لغةً حية في مختلف مناحي الحياة، تعشق المعرفة وتكره رؤية شخص “جاهل” لا تحب احتكار المعرفة وترى أن الكتابة طريقة صائبة وناجعة لنشر هذه المعرفة، زد كان صاحب الفضل -بعد الله- في ممارسة شغفها بالترجمة، لذا هي دائمة الامتنان له.
يلفتها الكون بكل متغيراته وتظل تلهث خلف كل اكتشافٍ يضج به العلم، تعلم يقينًا “أن العلم في الصغر، كالنقش على الحجر” لذا تولي الطفل اهتمامًا كونه ثمرة التغيير الأولى، تتمنى لو أن بإمكانها تغيير العالم ليصبح أفضل.
أهلًا وجدان، زد سعيد جدًا أن يضم كتّابًا يكنّون هذا الولاء للعربية، على مدى تواجدك في زد قمتِ بكتابة وترجمة حوالي 11 مقالًا عن اللغة الإنجليزية والترجمة، وعددًا من المقالات المختصة بسوق العمل الحالي والتسويق الإلكتروني وتطوراته، بالإضافة للمقالات التعليمية أو التوعوية، من هذا المنطلق كيف هي علاقتك مع الكتابة؟ وما هي رسالتك التي تقدّمينها من خلال الكتابة؟
مرحبًا بزِد..
وأنا كذلك سعيدة كوني أحد كتّابه، حيث أنه بحرٌ من المواضيع في مختلف المجالات، ومنصة تسجل معدلات قراءة عالية.
أحب الكتابة لأني وجدتها وسيلة مؤثرة لنشر ما أملك من معرفة، فأنا لا أقوى على كبت علمٍ أجدني ضليعة به، أو معلومة أدهشتني ولا أشاركها أحد. لذا يغلب على كتاباتي الطابع التعليمي الذي يوصل للقارئ المعلومة بأسلوب سلس بسيط. جزءًا من الرسالة: “أخرجوا زكاة علمكم، اكتبوا.. وفكرة جيدة لو ألّفتم كتابًا في ذلك.”
شغفكِ بالترجمة يظهر على حسابكِ في تويتر، ما سرّ هذا الشغف؟ وماذا تعني لكِ الترجمة؟ وهل من كلمة تودّين قولها للمترجمين؟
ولعي بالترجمة بدأ من حُبي للغة الإنجليزية، وفي الترجمة تجتمع اللغتان. أجد في الترجمة دهشة ومتعة لا أستطيع وصفها. دائمًا ما أشبه الترجمة بلعبة “البازل”، يواصل المرء فيها تغيير القطع ليحصل أخيرًا على صورة مكتملة لها معنى. سأوجه حديثي للمترجمين المبتدئين بالأخص، طوروا مستواكم في الترجمة ما حييتم، تحدّوا أنفسكم فيها، صححوا أخطاءكم وتعلموا منها، حتّى تلاحظون مدى تقدمكم.
ما رأيكِ بـ”المتطفّلين” على عالم الترجمة؟ ممن يعتقدون أن الترجمة علم متاح للجميع وبإمكان الكل ممارسته حتى لو كان جاهلًا فيه؟
المتطفلين على الترجمة، فهناك من سلَك مسلك الترجمة ونستطيع أن نرى نجاحه فيها إلى حدٍ ما. لكن هناك قوم داهموا حرَم الترجمة وأخذوا يطلقون على أنفسهم مترجمين وهم لا يفقهون شيئًا فيها، فتجديهم يضعون النص في أحد برامج الترجمة الآلية ومن ثم نسخ ولصق مع بعض التعديل الضعيف، وها نحن مترجمون! عفوًا هناك آلة هي من ترجمت ولستم أنتم. الترجمة علمٌ قائم بحد ذاته له نظرياته وإستراتيجياته التي ناقشها كمّ من العلماء على مر القرون، فلا يأتي أحد على حين غرة ويُقحم أنفه فيما لا يفقه فيه.
كنا قد قرأنا لكِ مقالًا حول بحثكِ عن “وظيفة العمر”-إن استطعنا إطلاق هذا الاسم عليها- هل وجدتِ ذاتك في هذه الوظيفة؟و كيف غيّرتك؟ أو ماذا أضافت لكِ؟
بالفعل، وظيفتي الحالية اتسقت مع مواهبي وما أملكه فِطرةً اتساقًا منسجمًا، فأنا أعمل حاليًا صانعة محتوى ومترجمة، أعيش يوميًا بين النصوص ومحاولات صياغة الأفكار والبحث عن كلمات بليغة تصفها. بالطبع طورتني وأضافت لي الكثير، جعلتني أبرع في كتابة نصوص في مختلف المجالات، وعوّدتني على سرعة الإنجاز وحضور الذهن دائمًا لأي مهمةٍ طارئة.
هل أنتِ ممّن يحبّون الاحتفاظ بتفاصيل يومهم بكتابتها؟ وما أثر ذلك عليكِ؟
لا أكتب إلا إذا حصل حدث مهم خلال يومي، ومؤخرًا مع تلاحق الأحداث وازدحامها أصبحت أكتب حتّى أستوعب ماذا حصل! حسنًا يومياتي أكتبها بالإنجليزية، فأثّر ذلك على سلاسة خطّي وتحسُّن مستوى كتابتي في اللغة.
من أنتِ خارج كل هذا “الترجمة والكتابة والعمل؟” من هي وجدان؟
منذ سنة وأنا أسأل نفسي هذا السؤال :)
أعتقد أني كل ما قدمت جوابًا سيقود إلى جوابٍ آخر ولن ينتهي بذلك سطر الإجابة. فسأترك هذا السؤال مُعلقًا إن سمحت لي.
في الختام: حدّثينا عن تجربتك مع زد، ماذا أضاف لكِ؟ وما الأثر الذي تركه داخلك؟ ولو أردتِ دعوة أصدقائكِ للكتابة معنا، فماذا ستقولين لهم؟
اكتشفت موقع زد منذ بداياته البسيطة إلى أن أصبح بهذا الحجم. كانت بدايتي مع زد في الكتابة، حيث نشرت مقالتي الأولى عن اللغة، وبعدها قُدّر لي أن أكون أحد المترجمات المتعاونات مع زد ضمن مشروع إدراك ومن هنا بدأت علاقتي القريبة من الموقع، حيث أصبحت مشرفة على فريق من المترجمين وبعدها مديرة لهذا الفريق الذي ترقّى ليشرف أعضاؤه على مترجمين آخرين. هذه التجارب المتنوعة علمتني الكثير.
إلى جميع الأصدقاء والقرّاء، كلّ منا يملك علمًا أو خاض تجربة تستحق أن يعلم بها شخص آخر. الكتابة ترسيخ لأفكارنا وأثرها دائم، وما زال محتوانا العربي يريد المزيد من المقالات التي تحكي عن مختلف المجالات والعلوم. موقع زد لديه اهتمامًا رائعًا باحتواء كل جديد في المواضيع المتداولة وخلق محتوى عربي عنها، فانضموا لهذه الموسوعة وابدؤوا تحريك أقلامكم.
تعد الكتابة وسيلة تساعدنا دائمًا في فهم الآخر والتواصل معه، اللقاءات إحدى هذه الوسائل التي تأخذنا لعالم الكاتب الذي يستسقي منه إلهامه وتفكيره وتجاربه ليصيغها لنا لاحقًا في مقال، فحياة الكاتب مرتبطة بقلمه.
add تابِعني remove_red_eye 414,635
link https://ziid.net/?p=31708