الفائدة الذهبية التي تعلمتها من سباق الخمسين في زد
أحيانًا ندخل في تجارب جديدة لا نتوقع فوائدها أو ما سنتعلمه منها،ولكننا نجد أنفسنا اكتسبنا الكثير من الخبرة والإلهام الذي لم نتوقعه
add تابِعني remove_red_eye 77,790
كان سباق الخمسين في زد تجربة مثمرة، وصلت إلى المسابقة متأخرة، عقدت الهمة وقررت أن أكتب الخمسين مقالاً وبدأت آخر الشهر العاشر، كان أمامي وقت قليل عن موعد التسليم 15/12/2019. كان يبدو أن الأمور ستكون سهلة، فإذا كتبت كل يوم مقالاً واحداً ستصل بكل أمان للنهاية، ولكن تحدث الكثير من الظروف على الطريق، لقد كان الأمر سباقاً بالفعل مع الزمن، وكانت الفائدة الذهبية التي تعلمتها من هذه التجربة هو فكرة “الموعد النهائي”.
كيف يدفعك الموعد النهائي نحو الإنجاز؟
1- لا بأس في البداية من مرور يوم دون كتابة ولكن فيما بعد
في بداية شهر 11 لم يكن هناك من مشكلة أن يمر يوم متعب بدون كتابة، ولكنك تفاجأ فيما بعد بتضاؤل النتيجة أمامك، ومرور الوقت أسرع مما تتوقع، أذكر قراءتي لأحد الإيميلات من مدونة زد يخبرونك فيها عن المسابقة، يذكرون أنهم من تجربتهم الأشخاص الذين يفوزون بالمسابقة هم أشخاص يبدؤون باكراً بالكتابة، ويكتبون بمعدل جيد كل عدة أيام، وهكذا يصلون إلى هدفهم فعلاً.
ورغم أنه قد يبدو منطقياً أن تبدأ في أي وقت وأن تضع لنفسك برنامجاً تمضي به، وأن مقالاً واحداً في اليوم ليس مشكلة، ولكن الحياة مليئة جداً بالانشغالات، وفي بعض الأحيان قد يكون لديك وقت إضافي في اليوم ولكن ليس لديك التركيز الكافي، لكن بوجود الموعد النهائي يخف لديك كل ذلك وتصبح تستكشف قدراتك الأخرى في الإنجاز، لقد كتبت مقالاتي الخمسين في ساعات اليوم الأخيرة بعد انتهاء الأعمال، كنت قد قرأت أن هذا الوقت صعب للكتابة، والمفضل الكتابة نهاراً عندما تكون في أوج نشاطك إلا أن الأمور لا تسير بمثالية كما تعلم.
2- تحديد موعد للنهاية يساعدك في الإنجاز
أتتذكر مواعيد الامتحانات؟، مواعيد تسليم المشاريع، مواعيد محاضراتك التي ستلقيها، مواعيد التقديم على عمل أو منحة، لولا كل تلك المواعيد قد لا يكون من المتوقع أن تنجز أعمالك، فهي تجبرك على ترك الراحة ومضاعفة نشاطك خاصة في الأيام الأخيرة، وهنا تكتشف أنه لديك الكثير من القدرات، كم سمعت هذه الكلمات مراراً من طلاب الجامعة أو الدراسة أن الشخص يدرس معظم ما يجب أن يدرسه قبل عدة أيام من الامتحان، الموعد النهائي يجبرك على إحراز النتيجة أخيراً، وبدون الإنجازات لا تتقدم في حياتك.
هذه الجملة: “نشكر المواعيد النهائية، لولاها ما كان ليحدث شيء” مقولة سمعتها من أحد الناجحين ومرت بي كثيراً، يتحدث بها بعد عمر طويل من التجارب ومخالطة المؤسسات العربية والأجنبية.
3- ماذا عن الالتزامات الشخصية ومواعيدها النهائية؟
توجد أمور في هذه الحياة تريد أن تحرزها وتحققها ولكن لا أحد يضع لك موعداً نهائياً لها، فأنت تبادر لوضع ذلك الموعد لنفسك، مثل إنهاء دورة على الإنترنت أو إنهاء كتاب، أو التدرب على أمر ما، لكن فكرة الموعد النهائي تكون أصعب عندما تكون شخصية، فالإنسان سيستسهل التأجيل وتغيير المواعيد، وفي النهاية يستهلك وقتاً طويلاً دون أن يشعر ثم لا يحصل على الإنجاز، يبدو أن إدارة الوقت مهارة فعلاً تحتاج لتعلم مختلف واحتراف فعلي.
في تجربتي في تصفح العديد من مواقع الدورات التدريبية، ودراستي لبعضها، لقد شاهدت أمراً غريباً، في أحد المواقع مثلاً بعد تأخر إنهاء الدورة يبدأ يرسل لك الإيميلات والاستبيانات لتخبره بسبب عدم إنهائك للدورة وأن تشاركهم رأيك ومشكلتك واقتراحاتك.
بل في أحد المواقع تعجبت للغاية أنهم يكتبون على صفحة “الرؤية والهدف” لديهم أننا نحن لسنا أشهر وأفضل موقع لدراسة الدورات التدريبية، ولكننا الوحيدون الشديدون والذين سنكرس كل شيء لجعلك تنهي دوراتك، تأكد تماماً أننا لن نتركك وشأنك حتى تنهي دوراتك فاستعد لذلك، لذا بدا لي أن هناك مشكلة في الدورات الإلكترونية أن الناس لا تكملها وهم يحاولون رصد الأسباب ومعالجتها.
4- ماذا لو كانت هناك طريقة لجعل مواعيدك الشخصية حرجة
هذا السؤال استوقفني فعلاً، كيف تدعم إنجازك بجعل مواعيدك حساسة للغاية ومهمة ولا يمكن تغييرها نهائياً، في زد كان يجب أن أكتب حتى أصل للخمسين، الخمسين هدف وضعته على عاتقي والموعد النهائي دفعني، ولكن قد لا نضمن وجود مواعيد نهائية خارجية للعديد من الإنجازات التي نريدها وستغير حياتنا، أو يمكننا البحث عن مواعيد خارجية، لقد دفعتني مسابقة زد للتفكير بالبحث عن المسابقات لأنها تدعم الإنجاز.
5- الموعد النهائي يدفعك للتركيز
الإنجازات تحتاج للتركيز، تعلمت هذا من أحد رجال الأعمال الناجحين، إن الحياة مليئة بالتشعبات والتشتتات، مليئة بالانشغالات المختلفة، لكن الموعد النهائي يرفع نسبة التركيز لديك كثيراً، فأنت تحدد هدفاً وتريد الوصول إليه، لم تنجح معي فكرة الجرعة الصغيرة كل يوم، إنها مملة، مثلاً سأكتب خمس جمل في اليوم، أو أقرأ خمس صفحات في اليوم، وأتابع الأشياء الأخرى وفي نهاية السنة سأكتشف الكميات.
إنها تبطئ الإنجاز وسهلة التسيب على عكس المتوقع، الإنسان يحب النتائج السريعة ويتحفز كلما اقترب من النتائج وشعر بالنتائج، الأمر جدلي، العادات تحتاج للجرعات المزمنة لكن الإنجازات حتماً برأيي تحتاج للسرعة بالوصول إلى النتائج فهذا أجده يتناغم أكثر مع طبيعة الإنسان.
لا تفوت مقالي: “هل توجد فعلاً قراءة سريعة ؟ تجربتي في 6 سنوات من البحث عن إجابة” أتحدث في النقطة الرابعة عن فكرة تحفيز نفسك للقفز على السلم بدل صعوده درجة درجة.
في الختام، أحياناً لا نتوقع أنواع الفوائد التي نتعلم من التجارب، وأحياناً لا نتوقع وصولنا إلى أماكن محددة أو أشخاص محددين، بغرابة تحدث الأشياء أحياناً، ولكنها تصنعنا في النهاية على الطريق، لعلنا نوفق في تقديم المفيد والنافع إلى هذه الحياة.
add تابِعني remove_red_eye 77,790
تجربة كتابة خمسين مقالاً في زد تجربة مثمرة أخبرك عن دخولي للمشاركة في آخرها وكيف أنهيت الخمسين مقالا
link https://ziid.net/?p=45168