عن ظاهرة ال crush وكيف يمكنكِ تجاوزها؟
منذ فترة انتشر مصطلح cruch او تعريبها إلى كراش، وقد أصبح ذلك الموضوع مثار جدل وتسبب في جرح قلوب الكثيرات
add تابِعني remove_red_eye 61,981
– ربما ماتت جدته، ربما فقد رقم هاتفي، أو صدمته سيارة أجرة.
– أو ربما لم يكن مهتمًا برؤيتك مرة أخرى!
هذا جزء من حوار في فيلم “He’s Just Not That Into You” بالعربية “هو ليس معجبًا بك” يدور الفيلم حول تلك الفكرة بالضبط، يبدأ الفيلم بمشهد لطفلة صغيرة على شاطئ ما تلعب في الرمال، يضايقها فتى فتتجه نحو والدتها لتشتكي لها، ولتزين والدتها لها الحياة تخبرها أن الفتى ما فعل ذلك إلا من أجل أنه يحبها، هكذا هم الرجال يفتعلون المشكلات مع من يحبونهم، تكبر تلك الفتاة ويكبر هذا المعتقد، ويزينه معتقدات أخرى، منها أن الرجال لا يتصلون بك لأنهم يحبونك جدًّا، أو يبتعدون عنك لأنه يخافون الارتباط بغيرك، وهي معتقدات ليست صحيحة ولو بنسبة واحد بالمائة، الرجال يبتعدون لأنهم ليسوا معجبين بك فحسب، وهذا ما تعرفه بطلة الفيلم جيجي، حينما تذهب للبحث عن صديقها بن فتقابل صديقه الذي يخبرها بتلك الحقيقة بلا أي زيف، ولكن هل تكف جيجي عن تلك الحماقة، هذا ما تعرفونه أنتم.
ظاهرة الكراش
منذ عامين أو أكثر استيقظت لأجد الإعجاب اتخذ اسمًا جديدًا وجلس في مقاعد الأسماء الغريبة وهو اسمه الإنجليزي (cruch) وحينما تغير اسمه أصبح شائعًا مثلما حدث مع المصطلحات الأخرى، والتي تخفف من وقع الأشياء ربما لأنها مصطلحات غريبة عن لغتنا، فتجعلنا نشعر بأن الأمر مختلف، أصبحنا نقول إننا معجبون بلا وجل، بل على خلاف العادة المتعارف عليها وربما يرجع ذلك لانفتاح أفكارنا، وتغيرها وكسر القشرة الجامدة عنها، فأصبحت الفتيات هن الأخريات يصرحن بالإعجاب، لكنهن لا يصرحن إلا حينما تسوء الأمور حينما تفتح الفتاة عينيها بعد حلم جميل ترى نفسها عروس تزدان بفستانها الأبيض وهو بجانبها، مما يعطي إنذارًا بأنها وقعت في الحب.
لكنها لم تقع في الحب في حقيقة الأمر، إنما هو التعود، وإنما هي الأفكار التي تخمرت في رأسها مثلما يتخمر العجين، وحينما يأتي الرفض من خلاله يكون قاتلًا لها، تشعر بانعدام الثقة في نفسها، ترى نفسها قبيحة، سيئة، خاصة وإن كانت صورتها الذاتية عن نفسها مشوهة، أو حتى متضخمة، قد تعود كسيرة القلب، وقد تمضي لأنها مثل “جيجي” تظن أنه معجب بها، لكنه لا يفصح لسببٍ ما، ولذلك سأخبرك جملة قالتها بطلتنا “جيجي” وهي “حينما يريد الرجل أن يكون مع فتاة ما سيحقق ذلك مهما حدث”
هل هو حقيقي؟
الحب الحقيقي ليس عمليةً فردية، أقول دائمًا: إن الممنوع مرغوب، وهناك مقولة قرأتها قبل ذلك تقول: “العشب في الناحية الأخرى أكثر اخضرارً” وكل قصص الحب الأحادية التي مرت علينا على مر التاريخ وتأثرنا بها، وتألمنا لأطرافها، لم تكن لتظل على تلك العظمة إلا لأنها لم تكتمل إلا للمنع الذي أصابها، لأن أصحابها ظنوا أن شيئًا عظيمًا فاتهم، ولأننا تحت تأثير الحب نبدو مخدرين، مخدرين بشدة، نظن أن الحبيب منزه عن النقص.
لذلك فإن فكرة الإعجاب بشخص لا تتعدى خطوة، خطوة نرى إن كنا بعدها سنكمل تلك القصة، أم سنوقفها عند ذلك الحد، لأنك قطعًا لن تمضي عمرك واقفًا عند شيء معين، لم يكتمل، وحينما يأتي الرد مختلفًا عما نتمناه، لا يجب أبدًا أن نشعر بالحزن أو الغضب، أو بمعنى أصح لا يجب أن يطول حزننا وغضبنا، لأن المشاعر لا تخضع لإرادة الإنسان، لأن المشاعر لا يمكن تسييرها وفقما نريد، لا يحق لك الغضب إلا في حالة استغلال الطرف الآخر تلك المشاعر، لذلك عزيزتي لا تتوقفي طويلًا عند الرجل الذي لم يعجب بك.
لما رفضني؟
في حالات معينة الفتيات يشعرن بالهشاشة النفسية، وكذلك الرجال أيضًا بسبب شعورهم بقلة الاستحقاق النفسي، إنهم أصلًا يشعرون بأنهم مرفوضون من أنفسهم، من ذويهم، لذلك يوجعهم الرفض ويأخذونه على محملٍ شخصي، لا يرون أن الإعجاب لم تتم مبادلته فقط لأن الشخص الآخر يراهم كأصدقاء أو زملاء، إنما يرون دائمًا أن ذلك حدث لعيب فيهم، فيبدأون في فحص كل الكلمات التي قالوها، كل المواضيع التي تم طرحها، يدققون في وجهات نظرهم، يفكرون في كل شيء.
ثم ينتقلون من هنا إلى ذواتهم، يبحثون عن عيب أو خطأ فيهم، خاصة تلك الأشياء التي يرونها قبيحة في ذواتهم مثل الوزن الزائد مثلًا، أو اللثغات في الكلام، أو حتى افتقارهم لمهارة ما، يعاملون هذا الشخص بمنطق الشركة التي رفضت موظفًا ما لخللٍ فيه، ويجب عليه أن يصلح ذلك الخلل، لذلك عزيزي وعزيزتي إن كنتم مثل هؤلاء لا تشعرون بالذنب، لا لوم عليكم، ليس العيب الذي تظنونه سبب عدم إعجابهم بكم هو السبب الحقيقي، السبب الحقيقي هو أنهم ليسوا معجبين بكم فقط.
كيف تتجاوز/ي ذلك؟
القبول
أولى الخطوات التي تتخذها دائمًا للتعامل مع المواقف المؤلمة أو التي تسبب لك الضيق، هي قبولها، والتسليم بها، لكن إياك من التسليم بشأن جذب انتباهه إليك لأنكِ لن تنالي هذا الأمر، وستؤخري عملية القبول للوصول للتعافي من ذلك الإعجاب.
لا تبحثي عن السبب
لا تسألي لماذا فعل هذا، لماذا لم يعجب بي، كل تلك الأسئلة لن تساعدك، كذلك لا تلومي نفسك، لا تعيدي سرد الأحاديث بينكما لتبحثي عن السبب الذي جعله لا يعجب بك، لا تنظري لنفسك في المرآة لتبحثي عن عيوب في جسدك، لا تقولي إن الكلمات التي قلتها له عنك هي السبب، لا شيء من ذلك سبب، السبب كما أسلفت سابقًا أنه ليس معجبًا بك، لا ينقص هذا من قدرك ولا تدعي ذلك ينال من صورتك عن نفسك.
ابعدي نفسك عنه
إن كان صديقك فأعلميه أنكِ تحتاجين لفترة لتستعيدي نفسك، ابتعدي عنه حتى يتسنى لك التقاط أنفاسك مجددًا، امسحي المحادثات بينكما، لا تعيدي سماع صوته أو التفتيش في صفحته الشخصية للبحث عن آخر أنشطته، تجنبي الأماكن التي يمكن ان تجمعكما سويًّا، لا تترك لنفسك الفرصة في التفكير في ذلك الأمر، واقطعي على نفسك الطريق من أجل ألا تخبرك “ما رأيك أن نغير كذا لنصبح مثلما يريد؟”
اصنعي يومًا مليئًا بالبهجة
اجعلي يومك عامرًا بالإنجازات والسعادات التي تستحقينها، اجعلي نفسك أولوية، لا بئس من السفر لمكان تحبين قضاء يومٍ به، أو جلسة مع الصديقات ولكن بلا أي مواساة، أنتِ لا تحتاجين المواساة، لأن ما حدث لك يحدث لفتيات أخريات في كل دقيقة في العالم.
قد تظنون أن هذا الكلام محض تخيلات لا يمكن أبدًا فعلها، لكن في الحقيقة كل شيء يمر، الأوقات السيئة، والأوقات التي تشعرون فيها بأنكم قبيحين، حتى الأوقات السعيدة هي الأخرى تمر، المهم ألا تدعوا شيئًا ينال من ثقتكم بأنفسكم، واعرفوا أن هذا الفتى، أو تلك الفتاة ليسوا آخر الأشخاص في العالم، بل ما زال هناك الكثير من الرجال والنساء، الكثير من الحب والسعادة، والبؤس والشقاء، اللحظة الحالية ليست هي اللحظة الوحيدة، بل هناك مستقبل، احزنوا، ولكن بتعقل، لا تجعلوا بعض الأحاسيس تسرق منكم وقتكم الثمين، الذي من الممكن أن تحققوا فيه كل ما تريدون.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,981
متى ولماذا وماذا نفعل مع الـ CRUCH
link https://ziid.net/?p=79053