كيف تنبع الحرية من الداخل لتملئ عالمك بالنور؟
كيف لك أن تكون حرًّا مهما كانت الظروف والآخرون يسعون لسحبها منك؟ الحرية اختيارك أنت.. قرارك أنت.. اسع لتحصل عليها كاملة
add تابِعني remove_red_eye 213
شعور الانشراح العظيم، اتساع الخيارات، تحمل المسؤولية الخاصة، عدم الخوف من تحجيم أحدهم لِخياراتك الحياتية أو تحكمه بها، الحرية الحقيقية أكبر من كل الماديات. تنبع من الداخل مهما كنت محاطًا من الخارج بأصفاد وقوانين ظالمة وناس بائسة، هكذا هي الحياة تبدأ من الداخل إلى الخارج كما بدأت حياتك من داخل رحم والدتك إلى خارجه إلى العالم الخارجي.
العالم الحقيقي والأول بداخلك، منبع كل شيء وبدايته ونهايته مهما تجاهلت أو كذّبت، ستظل هذه الحقيقة وتأثيرها على حياتك إما أن تنتبه وتقود أو تجعل الآخرين يقودون بلا انتباه أو اكتراث لك ولرغباتك.
هذا قرارك
لكن ماذا لو كنت ممن هم الآن يعانون من تقييد (والديهم، أزواجهم،…إلخ) حريتهُم، هل تلوم نفسك وتصمت وتتذمر لأنك السبب أم تبدأ الآن بالانتفاضة؟
إن أخطأت يومًا وعلمت خطأك فلا تُكمل حياتك به. ربما أنك نشأت على هذه العادات المُستبدة داخل مجتمعك الصغير من قيّد اختياراتك وحريتك وفرض ما يريدون عليك وتعودت على الانصياع أو حاولت مرة أو اثنتين ويئست من تكابد هذه المشقة والكثير من الأمور والأشخاص عليك.
لكن الآنَ، آنَ الأوانُ لبداية المحاولات من جديد بمعتقدات جديدة أيضًا وبطريقة مختلفة بجهد أقل ووعي أكثر ونتائج أفضل. فحدوث ذلك الفشل في محاولاتك أو حتى عدم المحاولة دليل على تعظيم هذا الشخص أو الخوف الذي يسلبك حريتك في داخلك، ونسيانك أن الله أكبر من أي شخص أو شيء قد يرغب بتدمير حياتك. فالله حفظ لك حد الحرية وعظّمه فهو ذو العظمة وخالقنا لم يجبرنا على فعل أي شيء، فقدْ بين لنا الطريق والعواقب وترك لنا حُرية الاختيار.
فتأكد أن لا أحد سيسلب منك هذا الحق إلا برضاك، والذي هو ناتج عن معتقدات وإيمانيات غالبًا أنت نفسك لم تُفكر وتتفكر بها لأنك ترعرعت بها وترددت على مسامعك وناظرك لتلك الدرجة التي تعتقد بها أنها قدرُك الوحيد والحتمي أو رُبما لم تُفكر يوم بغيرها ومدى صحتها.
راجع حياتك
آمِن فقط بحق الحرية لك وابدأ بذلك من داخلك، أبدأ بالتفكير بكل معتقداتك وكل ما تراه وتسمعه، واختر أنت بنفسك معتقداتك، ولاتسمح لأحد بأن يقنعك أنك لست مؤهل لهذا القدر من الحرية التي تختار معها معتقداتك، وتقبّل مني أن أُخبرك أن هذه الجملة قيلت لي قبلك واقتنعت بها، وماذا كانت النتيجة فترة سوداء في حياتي من تحكمهم فيها وضياع حقيقتي بين كل ما سمحت لهم بزراعته في داخلي. لا يا صديقي أنت تستحق ومؤهل أن تختار ما تفكر به، ما تعتقده، ما تلبسه، ما تأكله…إلخ.
لكن من تشبُّعك لهذه الفكرة شككت بنفسك وبدأت تخطئ جدًّا بالاختيارات ليؤكد عقلَك المعتقد الذي تتبناه عن نفسك، فأنت بالنسبة لعقلك لن تأخد إلا ما هو مسجل فيه، لن يجذب لك إلا ما يشبهك فعلًا وليس ما تريد أن تكون عليه، لذلك أخبرك أن تغير أفكارك وتدعمها بمشاعر وبعدها تبدأ تلك المحاولات الذي سييسرها الله لك لأنك تستحق ما تطلب وما أنت عليه حقًّا. وتذكّر قوله تعالى:(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
ولك حرية الاختيار، هل المؤمن المقصود به المسلم أم المؤمن بالشيء؟ فهناك الكثير من الأمور التي تفوق فيها الإنسان بعيدًا عن دينه لأنه آمن بها فكبار المخترعين آمنوا بها فحدثت مع سُخرية الكثير بهم لكن يبقى الإيمان والإيمانيات سرّ نجاح كل شخص.
ما تؤمن به ستعيشه
لذا توقف عن التذمر ومراقبة حياة الآخرين، وابدأ بصُنع حياتك، والأهم إن كنت ممن يتحدث عن الغير ويصدر أحكامًا فتوقف عن هذا لأنه سيعود عليك ولك رُبما بشكل آخر لكن سيكون في حريتك لأنك الآن تعترض على حرية غيرك، لك الحق بأن لا تُعجبك أفعاله وتُعبر عن رأيك إن طُلب بكل احترام لا أن تجرح وتغتاب وتنتقد ببشاعة، ومن ثَم تريد حريتك التي بالعمق لا تؤمن باستحقاقها لأنك لو آمنت بهذا لما سلبت حرية غيرك وانتقدته ببشاعة وهو يُمارس حقه. لا تطلب ما لا تُعطي. وتذكر كل شيء يبدأ من الداخل.
أطلب منك الآن أن لا تكتفي بالقراءة، فإن آمنت بشيء مما كُتب طبّقه لا تبقية في الذاكرة فقط، وإلا فهذه حريتك واختيارك، وممتنة لك على وقتك الثمين الذي أنفقته على قراءة هذا المقال.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 213
كيف لك أن تكون حرًّا مهما كانت الظروف والآخرون يسعون لسحبها منك؟
link https://ziid.net/?p=64306