٦ أمور استفدتها من سباق الخمسين مقالة في زد
خضت تجربة مميزة في الكتابة صقلت مهارتي وأظهرت معارفي، فرأيت أن أشارككم ما استفدته منها لعل تجربتي تحفزكم للمشاركة كذلك
add تابِعني remove_red_eye 136,349
من أجمل الإنجازات التي يمكن للمرء أن يحققها في حياته؛ الإنجازات طويلة المدى؛ التي يشارك فيها منذ كانت صغيرة، ثم يستمر بها حتى تصبح كبيرة ومشهورة. حينها يشعر أنه جزء مهم فيها، وأنه أحد اللبِنات الأساسية التي قام عليها هذا البنيان، ليس من باب المفاخرة؛ وإنما من باب الفرح بهذا الإنجاز العظيم.
وإنه من أعظم إنجازاتي التقنية والأدبية: الترشح لجائزة زد في سباق الخمسين مقالة، وقد كُنتُ ثاني المترشحين لهذه الجائزة، والتي تعني أنه تم نشر خمسين مقالة لي على موقع زد! ولئن كان احتمال الفوز مقسّما على عدد المترشحين؛ فإن الإنجاز وتحقيق الهدف هو الجائزة الحقيقية التي – حتماً – يحصل عليها المترشح، وكلما فكّرت أني قد نشرت قرابة الستين مقالاً، وأنه قد قرأها أكثر من ٤٠ ألف قارئ؛ أشعر بسعادةٍ لا توصف؛ لدرجة أنني ظللت أعلن هذا بمناسبةٍ وبدون مناسبةٍ، الأمر الذي ظنه البعض غروراً وتكبراً؛ إلا أنه كان من قبيل السعادة والفرح، والتحديث بالنعمة (وأمّا بنعمة ربك فحدّث).
لقد كان سباقاً جميلاً ومحفِّزاً لأقصى درجة، وقد استفدت منه كثيراً، ولعل أبرز الفوائد التي عادت عليّ من هذا السباق الأدبي الراقي هي :
١- الاستمرارية
وهي الهدف من أي سباق، فليس أفضل من المنافسة التي تجعل المرء يقوم من رقاده وينفض عنه الكسل؛ فقد استطعت تكملة الخمسين وأكثر خلال شهورٍ قليلةٍ حينما وجدت منافساً قوياً ونشيطاً؛ حتى صرنا أول اثنين نترشح للجائزة، ولعلنا كنا شعلة تحفيز لبقية الزملاء الأفاضل؛ فالطير إن حلّق وحيداً لن يلبث أن يصيبه الفتور والملل، بينما السرب الكامل يقطع الأميال الطويلة ولا يفتر فيها فردٌ واحدٌ، وقد كانت مسابقة زد رحلةً أدبيةً بديعةً يتنافس كل فردٍ فيها لتقديم أفضل ما عنده؛ حتى تخطى الموقع الألف مقالٍ؛ وكلها تمت مراجعتها وتنقيحها بحيث لا يقدم الموقع إلا الجديد المبتكر، الذي يناسب القارئ العربي.
٢- التعارف
فحينما تكتب وحيداً ستظل منغلقاً على نفسك وكتاباتك؛ أما حينما تشترك في مسابقةٍ فأنت ستهتم بكل المتسابقين؛ لا سيما المتفوق منهم، وستتابع تقدمهم وإنجازاتهم. هذا الاهتمام، وهذه المتابعة، سيقودانك – دون أن تشعر – إلى التعرف عليهم والاقتراب منهم ودخول عالمهم الفكري من خلال كتاباتهم، الأمر الذي سيكون له عظيم الأثر على فكرك وسعة أفقك وعلاقاتك؛ خاصةً أن زد لا يقف على حدودٍ جغرافيةٍ أو فِكريةٍ؛ وإنما يفتح بابه للجميع طالما وافقت كتاباتهم معايير الموقع التي تتلخص في الجودة والتجديد، فهو يعد بمثابة أفضل تجمع أدبي عربي من المحيط إلى الخليج!
٣- الجودة
فكما قلتُ: من أفضل ما يتميز به موقع زد هو التصفية والتنقيح؛ فالمقال المنشور لا بد فيه من جودة المحتوى والأسلوب واللغة، مع تقديم فكرةٍ جديدةٍ أو طرح فكرةٍ قديمةٍ بأسلوبٍ جديدٍ، كذلك ترجمة ما يُناسب ثقافتنا وفِكرنا من الكتابات الأجنبية الأخرى؛ وعلى ذلك يتم رفض عشرات المقالات يومياً ليس لأنها سيئة؛ بل لأنها لم تصل إلى المستوى العالي المرموق الذي يقبله موقع زد، ولو أن الموقع ينشر كل ما يُرسل إليه لنشر آلاف المقالات منذ عامه الأول؛ لكن معظمها سيكون غثاءً كغثاء السيل؛ أمّا سياسة التنقيح والانتقاء التي يتبعها الموقع فهي تضمن له وللقارئ الجودة المنشودة، ولا أحسب أن أحداً اطّلع على هذا الموقع الرائع وندم على ذلك.
٤- الترجمة
لم أكن شغوفاً بالترجمة من قبل، إلا أن سباق الخمسين مقالة دفعني لطرق هذا الباب للحصول على مقالاتٍ كثيرةٍ بأفكارٍ جديدةٍ، فبدأت أُترجم، وتعلمّت ترجمة المعنى مع تعريب الأسلوب حتى لا تكون ترجمةٍ حرفيةٍ جافةٍ، وفوق ذلك تعرّفت على مواقع أجنبية ثرية بالموضوعات المفيدة والمتنوعة.
٥- التجديد
فتكرار الكتابة في موضوعٍ واحدٍ يتسبب في عدم نشر المزيد عنه. مما دفعني للتفكير في موضوعاتٍ جديدةٍ وغريبةٍ لم يكتب فيها أحدٌ من قبل، وترتب على ذلك القراءة والبحث والتفكير والمشورة، مما كان له الأثر البالغ في إثراء المعرفة وتقديم الجديد للقراء.
٦- السعادة
فالسعادة التي تنتج عن نشر مقالٍ لي على زد سعادةٌ عظيمةٌ. ولا تستهن بهذه الفائدة في زمنٍ قلّت فيه أسباب السعادة، فحينما أجد رمز الجيميل على هاتفي يخفق قلبي بانتظار أن أفتح الرسالة لأقرأ العبارة الساحرة: “لقد تم نشر مقالك على زد!”
إن رحلتي مع زد كانت – ولا تزال – رحلةً ممتعةً، ثرية بالمعرفة والعطاء في آنٍ واحدٍ، فكم من مقالٍ قرأته على هذا الموقع المتميز واستفدت به جداً وأتمنى أن أكون قد قدمت للقراء فائدةً مماثلةً فيه.
add تابِعني remove_red_eye 136,349
فالطير إن حلّق وحيداً لن يلبث أن يصيبه الفتور و الملل ، بينما السرب الكامل يقطع الأميال الطويلة
link https://ziid.net/?p=22525