4 عظماء فازوا بجائزة نوبل أكثر من مرة
إذا كان الفوز بجائزة نوبل هو أعلى درجات التقدير بالنسبة للعلماء، فإن الفوز بها مرتين من الأكاديمية السويدية للعلوم حقيقة استثنائية
add تابِعني remove_red_eye 564
إذا كان الفوز بجائزة نوبل هو أعلى درجات التقدير بالنسبة للعلماء، فإن الفوز بها مرتين من الأكاديمية السويدية للعلوم هو حقيقة استثنائية والتي حتى الآن يتباهى بها أربعة أشخاص فقط هم: فريدريك سانغر، لينوس باولنغ، جون باردين وماري كوري.
ماري كوري
أول شخص يقوم بتحقيق هذا الإنجاز الهائل بتلقي جائزة نوبل مرتين هي العالمة البولندية ماري سكوودوفسكا كوري، والتي مُنحَت الجائزة أولًا في الفيزياء، ثم لاحقًا في الكيمياء.
ما يعرفه قِلة من الناس أنها كانت قريبة من عدم تلقي أول هذه الجوائز. وفي عام (1903م)، اقترحت الأكاديمية الفرنسية للعلوم هنري بيكريل وبيير كوري فقط كمرشحين للفوز بجائزة نوبل في الفيزياء. شعر عالم الرياضيات جوستا ميتاج-ليفلر بالغضب عندما علم بهذا الترشيح ونصح بيير، الذي كان قاطعًا في رده الذي كتبه في خطاب قائلًا: “إذا كان صحيحًا أن هناك من يفكر جديًا في منحي الجائزة، أرغب بشدة في أن أؤخذ في الاعتبار مع السيدة كوري فيما يتعلق ببحثنا عن الأجسام المشعة، وكان دورها في هذا الاكتشاف بالغ الأهمية (حيث إنها حددت أيضًا الوزن الذري للراديوم)”.
بعد إجراء بعض الاتصالات، أُدرجت ماري ضمن الترشيح، وفي شهر ديسمبر عام (1903م) تم تقديم العلماء الثلاثة بيكريل وبيير وماري كوري لهذه الجائزة المرموقة. وفي حفل توزيع الجوائز، لم يَرِد ذكر اكتشاف بيير وماري كوري لعنصر البولونيوم والراديوم، لأن علماء الكيمياء في لجنة الترشيح أصروا على أن هذا الاكتشاف يستحق جائزة نوبل في الكيمياء في المستقبل.
وهذا ما حدث بالفعل. حيث أتت الجائزة الثانية لكوري في 10 ديسمبر عام (1911م)، ولكن بعد رحيل بيير كوري بحادث مأساوي عام (1906م)، أصبحت الجائزة من حق ماري كوري بشكل منفرد. وكما اقترح الخبراء بالفعل، مُنحت ماري الجائزة “لمساهماتها في تقدم الكيمياء باكتشافها لعنصر الراديوم والبولونيوم”، والذي كان كل منهما أكثر إشعاعًا بكثير من اليورانيوم (أول عنصر مُشِعّ تم اكتشافه).
لينوس باولنغ
العالم الوحيد الذي تُوِّج بجائزة نوبل مرتين دون مشاركتها مع أي شخص آخر هو لينوس باولنغ. كانت الجائزة الأولي هي جائزة نوبل في الكيمياء لعام (1954م)، للإقرار ببحوثه في طبيعة الروابط الكيميائية. وبعد ثماني سنوات، كان نضاله ومعارضته للعنف أثناء الحرب الباردة وتركيزه الأساسي على مكافحة الأسلحة النووية، سببًا لحصوله على جائزة نوبل للسلام في عام (1962م).
لقد أحدث العالم الأمريكي، الذي يُعَدّ شخصية بارزة في كيمياء القرن العشرين، ثورة في الطريقة التي نرى بها الجزيئات من خلال تطبيق ميكانيكا الكمّ على الكيمياء. كما درس بتعمق روابط الهيدروجين والتفاف البروتين كما أنه عرف عن ظهر قلب تكوين الهيموجلوبين ووظيفته في خلايا الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين في الدم.
في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، وخوفًا من الخطر الذي قد تفرضه الحرب النووية على البشرية، كتب نداءً لإنهاء تجارب القنابل الذرية زاعمًا من بين أمور أخرى أن توابع كل تجربة قد تتسبب بآلاف حالات السرطان. وقد جمع التوقيعات من أكثر من (8000) عالمًا أجنبيًا من (49) دولة مختلفة. وقد تُوجت حملتهم بالتوقيع على أول معاهدة للحظر الجزئي للتجارب النووية في عام (1963م).
جون باردين
حقيقة أننا اليوم يمكننا الاستماع إلى أحدث أغاني الموسيقى على الراديو ومشاهدة التلفاز والتحدث في الهواتف الجوالة أو تصفح الإنترنت باستخدام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، فيرجع الفضل في الكثير من ذلك إلى جون باردين، العالم الوحيد في التاريخ الذي تلقى جائزة نوبل في الفيزياء مرتين.
كان جون مهندسًا كهربائيًّا وبدأ دراساته مبكرًا في عمر الخامسة عشرة، لكنه لاحقًا حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة برينستون. ومن هنا بدأ بدراسة التركيب الذري وخصائص أشباه الموصّلات، مثل هذه المواد تسمح وفقًا لشروط معينة بمرور التيار الكهربائي، ووفقًا لشروط أخرى لا تسمح بمروره.
بعد عدة سنوات، بدأ جون باردين العمل بمختبرات بيل حيث قام هو ووالتر براتين سويًّا باكتشاف الترانزيستور، والذي من شأنه أن يحل محل الأنابيب المفرغة في عدد لا نهائي من الأجهزة الإلكترونية من سماعات الرأس وحتى أجهزة التلفاز. وقد قاده هذا الاختراع إلى فوزه بجائزة نوبل في الفيزياء عام (1956م) مقاسمةً مع ويليام برادفورد شوكلي.
ومن أشباه الموصّلات، حقق باردين القفزة لدراسة الموصّلات الفائقة؛ وهي المواد التي تجري التيار دون مقاومة أو فقدان للطاقة. وكان ذلك هو نموذج النظرية الحالية للتوصيل الفائق، والتي تسمى نظرية (BCS) النظرية القياسية للمواد فائقة التوصيل أو كما تعرف بنظرية باردين-كوبر (حيث ترمز “B” إلى جون باردين)، والتي ستمكنه من الفوز بجائزة نوبل للمرة الثانية في عام (1972م).
فردريك سانغر
كان فريدريك سانغر هو الشخص الرابع والأخير حتى الآن الذي انضم إلى النادي اللامع للفوز بجائزة نوبل مرتين، وهو أحد المتحمسين للكيمياء الحيوية والذي نجح في تحديد التسلسل الحمضي أمينو للبروتين. ولم يختَر سانغر سوى الأنسولين؛ الهرمون الرئيسي في تنظيم عملية استقلاب الجلوكوز، وبسبب هذا الإنجاز، فاز بجائزة نوبل في الكيمياء عام (1958م). وكان وصفه المفصل للروابط التي تكوّن السلسلة الكيميائية للأنسولين من شأنه أن يجعل هذا الأمر ممكنًا في عام (1963) ليكون هذا أول بروتين يتم توليفه في المختبر، وهو التقدم الذي سيبقى مرضى السكر ممتنين له للأبد.
لكنه لم يكتفِ بذلك، ففي عام (1980) فاز بنوبل مرة أخرى في نفس الفئة لتطويره طريقة لقراءة الحمض النووي، واتخاذ الخطوة الأولى في دراسة الجينوم البشري. وفي الواقع، كان سانغر هو الذي حدد التسلسل الأساسي للأحماض النووية (الأدينين والجوانين والسيتوزين واليوراسيل)، وهي الأحرف التي كتبت بها أبجدية الحياة.
المنظمات الدولية
بالإضافة إلى العلماء الأربعة الذين فازوا بالجائزة مرتين، هناك أيضًا مؤسستان قد تسلموا عدة جوائز من الأكاديمية السويدية. المؤسسة الأولى هي الصليب الأحمر، وهي منظمة إنسانية دولية حققت حتى الآن فوزها بجائزة نوبل للسلام ثلاث مرات. كما حصلت (UNHCR) مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على جائزتين.
وبالتحدث عن سجلات جائزة نوبل، ينبغي ألا ننسى أن بيير وماري كوري لم تأت شهرتهما بالجائزة المزدوجة لماري فحسب. فقد جمع الجيل الأول والثاني لهذه العائلة ما لا يقل عن أربع جوائز نوبل في العلوم (فازت ابنتهم الأولى إيرين جوليو-كوري بجائزة نوبل في الكيمياء عام “1935م” لاكتشاف النشاط الإشعاعي الاصطناعي، وتقاسمتها أيضًا مع زوجها).
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 564
مقال ملهم حول أبرز العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل أكثر من مرة
link https://ziid.net/?p=71706