هوس الكتابة: أفلام حول الكتابة والكتاب
في عالم من الأشياء المحطمة والمزعجة، نجد نحن لنحول هذا الوضع المزري إلى قطعة فنية أصيلة بواسطة الكتابة
add تابِعني remove_red_eye 11,914
من ضلع القبح يخرج الجمال، فمع كل حدث عنيف ووحشي يوجد على الجهة الأخرى، يد تحاول تزيين القبيح وإخراج كل ما تستطيع الوصول إليه من جمال وسط كل هذا الحطام. تلك اليد هي الكُتّاب الذين مروا بتجربة قاسية حولوها إلى تحفة فنية، تجعلنا نرى أن هناك نورًا وسط ظلمة الطريق.
تعلم بأنك لست وحدك في الظلام، هناك من وقف مثلك الآن جامدًا ومشتتًا وسط العاصفة، تفكر في كل الأشياء التي كان من الممكن أن تحدث لو أنك سلكت الطريق الآخر، ولكن لا آخر، أنت هنا وقلمك معك، ينتظرك أن تسرد مشاعرك وتشاركها ليعرف كل واحد أنه ليس وحده في العاصفة.
ماري شيلي، أن تصمد لأجل الحياة
ماري شيلي هي كاتبة إنجليزية مبدعة من القرن التاسع عشر ولدت لأسرة مثقفة على درجة من التحرر. كانت ماري مولعة بأدب الرعب الذي كان يراه والدها الكاتب والمفكر ويليام غودوين أدبًا تافهًا لا يصلح للطبقة المتعلمة آنذاك، ولكن مع ذلك بدأت ماري الكتابة في سن صغير حتي تطورت بتطور الأحداث في حياتها ومقابلتها للشاعر الشاب بيرسي شيلي التي غيّر حياتها فكانت تلك المقابلة من ضمن أشياء كثيره جعلتها تنقلب بشجاعة علي التقاليد المحافظة للمجتمع الإنجليزي آنذاك، ومع كثير من الأحداث المؤلمة التي عصفت بحياتها كان الناتج رواية (فرانكنشتاين، أو بروميثيوس الحديث) رواية تذهل الأذهان تحكي عن طبيب شاب يخلق كائنًا غريبًا في جو من الفانتازيا والدراما يجعلك تبكي بحرارة وكأنك فقدت عزيزًا لتوّك.
ولكن إذا كان لا وقت لديك عزيزي القارئ لبضع ساعات لقراءة الرواية الخلابة، أرشح لك فيلم (mary shelley (2017 يروي الفيلم قصته حياة ماري الصاخبة والشغوفة بالكتابة والأدب. بشكل رائع للغاية، لتتعرف على ماري الشابة التي لم تجد سوى الكتابة لتنقذها من ضيق العالم من حولها.
Rebel in the Rye 2017
لم يعجب الكثيرون برواية الكاتب الأمريكي جيروم سالينجر (الحارس في حقل الشوفان) ولكن بمجرد مشاهدتك للفيلم، لن يأتي في عقلك سوى الهرع لشراء الرواية، والبدء في قراءتها. يسرد الفيلم حياة سالينجر من بدايته، وقوف والده صاحب محلات اللحم ضد شغفه بالكتابة الذي كان يراها بلا فائدة أو مستقبل وتدعيم والدته له التي رأت الموهبة في قصته القصيرة وقتها وحبه غير المكتمل، دراسته الصعبة ومحاولته المستميتة ليكون كاتبًا.
وأيضًا كل أنواع الرفض والتهميش الذي تعرض له من قبل الناشرين، وملابسات كتابة الرواية، وأثقال روايته بعد تجربة الحرب الذي خاضها والنجاح الباهر الذي حققه فيما بعد، حيث اعتبرت روايته أيقونة في الأدب الأمريكي الحديث، ورغم ذلك واجه الشهرة بالانعزال حتى عن الوسط الثقافي والاجتماعي الأمريكي مما دفعه للسكن بعيدًا جدًّا، يتنج بغزارة دون أن ينشر أي عمل، وكأنه فقد أيّ رغبة في التواصل مع الآخرين، وكأن جسرًا قد انهار للأبد حيث لا رجعة.، الفيلم به الكثير من الكادرات البديعة، والحوارات العميقة، وفوق ذلك يتقن الممثل الشاب Nicholas Caradoc Hoult، يمكنك الاطلاع على تاريخه السينمائي من هنا لا تقلق من تقييم الفيلم المتوسط 6.7 / 10 إلا أني اضمن لك مشاهدة ممتعة.
The words 2012
قد يغريك التقييم الجيد للفيلم 7/ 10 لتشاهده، ولكن قد ينتابك الفضول أيضًا بمشاهدة أحدهم يرغب أن يكون كاتبًا ولكن لا يمتلك الموهبة الكافية لفعل ذلك، يُرفض بشكل مستمر من كل الناشرين وفوق ذلك يجد صعوبة في إنهاء كل عمل.
حتى يبتسم القدر صدفة ويهبه رواية مكتوبة بشكل أخاذ في ثنايا أحد الحقائب العتيقة في أحد محلات الأنتيكات الصغيرة في باريس الجميلة. ماذا ستفعل لو كنت مكانه، هل ستهرع لنشر تلك الرواية البديعة تحت اسمك وتنول الشهرة والمال وأيضا الجوائز التي طالما حلمت بها؟ أم أنك ببساطة ستحتفظ بها أو تعلن عنها وعن كاتبها الأصلي؟ هذا ما يدور حوله الفيلم، ولكن في كثير من الدراما والتمثيل المتقن من جميع الممثلين.
في مشهد أحببته للغاية، عندما تقابل الكتابان فتحدثنا عن الكتابة وسأل الكاتب الأصلي الآخر إذا كان يمتلك قلمًا، فأخبره لا، فسخر كاتب الرواية الأصلي منه، بجملة (كيف تكون كاتبًا ولا تحمل قلمًا دائمًا معك). وأظن أن تلك التفاصيل الصغيرة تميز الكُتّاب، بول أوستر الكاتب الأمريكي الشهير في حديثه الجميل والمليء باللطف والخفة عن كيف أصبح كاتبًا هنا ، ذكر تلك التفصيلة الصغيرة، والكثير والكثير من الكتاب يحملون قلمًا معهم حيثما ذهبوا، لماذا؟
لأن المواقف والخواطر والأفكار العظيمة والقيمة تأتي فجأة لذا من الجيد أن تحمل قلمًا تكتب به كل ما جاءك ورغم الآن يمكننا الكتابة في هواتفنا الذكية وتخزينها لحين احتياجها، إلا أن لا شيء يضاهي الكتابة على ورق.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 11,914
ترشيحات لأفلام عن الكتابة
link https://ziid.net/?p=78501