لماذا حزنت على وفاة دلال عبد العزيز؟
لم تكن مجرد ممثلة بل كانت صاحبة شخصية مؤثرة وملهمة، بطيبتها وعفويتها، وقوتها ومثابرتها.. الجميلة دلال عبد العزيز
add تابِعني remove_red_eye 4,324
في السابع من أغسطس الجاري، أعلنت وفاة الفنانة دلال عبد العزيز بعد أشهر من الإصابة بفيروس كورونا وتعافيها منه ثم إصابتها بمتلازمة ما بعد كورونا التي كان لها الرأي الأقوى والأقسى الذي أدى إلى وفاتها. بعد أن أعلنت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر اجتاحني حزن شديد حقيقي وداخلي، دعوت لها ودعوت لابنتيها ولزوجها الراحل أيضًا، لكنني بعدها توقفت لأسأل نفسي لماذا حزنت كل هذا الحزن؟ حينها لم أستطع فهم ذلك الشعور العامر بالحزن والخوف وتداعيات الذكريات القاسية إلى ذاكرتي، لكنني الآن أدركت.
أغسطس الصعب عليَّ دائمًا
في طفولتي مرضت أمي وقبل بداية مراهقتي فقدتها، رحلة من المرض الشديد وقلة حيلة من الجميع، انتهت في أغسطس عام 2002، جعل هذا شهر أغسطس رغمًا عني شهرًا ثقيلًا يجرّ إلى القلب أوجاعًا ثقالًا. بالنسبة لشخص مثلي يتذكر كل التفاصيل بدقة فإنني بعد مرور تسعة عشر عامًا كاملة على رحيل أمي ما زلت أتذكر أنها دخلت في غيبوبتها الأخيرة في السابع من أغسطس، وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه وفاة دلال عبد العزيز.
علاقتي السابقة مع دلال عبد العزيز
في شبابها لم تكن دلال من الفنانات المفضلات لدي، بالحقيقة لم يكن هناك أي مفضلات من الفنانات، فلم أكن الطفلة ولا الشابة التي تحب مشاهدة الأفلام لأسباب كثيرة لا مكان هنا للاستفاضة فيها. لكن الحال تبدل بعد متابعتي لها في السنوات الأخيرة، ليس فقط في المسلسلات التي قدمتها، لكن بعد مشاهدتي لها في اللقاءات التليفزيونية سواء مع زوجها الراحل الفنان سمير غانم، أو مع أحد أصدقائها أو حتى بمفردها. كانت تأسرني لأنها حقيقية تشبه الكثير من الأمهات اللائي أعرفهن وأستطيع أن أرى فيها بعضًا من ملامح كانت لتمتلكها أمي لو قُدر لها البقاء.
أسباب حبي دلال عبد العزيز وحزني لفراقها
الأسباب التالية لا تستند على أي سبب منطقي أو مترابط، لكنها الأسباب التي استطعت أن أجدها في نفسي عندما تأملت حزني الشديد عليها.
السبحة الحمراء التي تلازمها
أنا ممن يؤمنون ببعض المعتقدات التي لا أعرف حقًّا من غرسها داخل عقلي، واحدة من تلك المعتقدات أن من يحبون أشياء متشابهة لا بد أن تجمعهم تلك المحبة برابط روحاني خفيّ. ربما كان ذلك من أسباب حبي لها، حب السبحة التي تلازمها يذكرني بالمرة الأولى التي زرت فيها سيدنا الحسين وخان الخليلي، وكانت المرة الأولى التي أشاهد فيها أشكالا كثيرة من الأحجار المكونة للسبح فبدأت رحلة تعلق ما زالت حتى الآن تجعلني أحب اقتناء السبح وتجعل من أكثر أوقاتي روحانية وصفاء عندما أستطيع الذكر باستخدامها.
أم البنات
قبل زواجي كنت أحلم بأن أكون أمًا لثلاثة بنات، بعد زواجي تغير الأمر قليلًا فالمسؤوليات وأعباء الأمومة تجعلك تغير من أفكارك قليلًا، لا بأس، أريد أن أكون أُمًّا لبنتين فقط. أنا أحب البنات، أرى فيهن السند الحقيقي والونس الذي لا ينقطع، رزقني الله بإحداهن إلى الآن وأتمنى أن يهبني الله الثانية لتكون ونسًا حقيقيًّا لأختها. كانتا دنيا وإيمي سببًا في حبي لدلال، تربية البنتين وحبهما الواضح لبعضهما مع الاختلاف في شخصياتهما تزيد من حبي لطريقة التربية التي اتبعتها دلال لهما.
حبها لزوجها
لم أعرف قصة حبها لزوجها إلا متأخرًا جدًّا تحديدًا عند لقائها في برنامج صاحب السعادة مع الفنانة إسعاد يونس، ما أعجبني هنا هو حكيها لقصة الحب بانسيابية وخفة ظل لا يمكن إخفاؤها، حكي يشبهنا ليس حكي النجوم الذين يتحدثون عن قصص زواجهم من طبقة أعلى، قصة حب بسيطة وحقيقة تنتهي بالزواج لعقود لم يحدث خلالها أي تسريب لأي مشكلة من حياتهما الخاصة ولم نسمع عنهما أية إشاعة أو فضيحة كما هو معتاد في هذا الوسط للأسف.
سابع جار
المسلسل الذي أثار جدلاً واسعًا، فالبعض رآه عودة للدراما الأسرية وآخرون انتقدوا فيه نشره لبعض العادات السيئة المنافية لعادات الأسر المصرية المتعارف عليها، لكن الجميع اتفق على حبّ دلال عبد العزيز في هذا الدور. هي لم تمثله جيدًا، هي ببساطة لم تمثل الدور، بل كانت تنقل صورة حية حقيقية أمام الكاميرات، في كل مشهد لها أستطيع أن أرى ذلك بوضوح دون أي تكلف.
حبها لأسرتها
الفنانة التي عندما يأتي ذكر إحدى ابنتيها فتذكر الله وتحوقل وتردد ما شاء الله، هي فنانة تحب ببساطة دون أية حسابات، تراها في فرح دنيا وهي تزغرد، وتخرج بعد زواج إيمي لتعلن أمنيتها في أن تنجب ابنتها سريعًا. حتى رامي وحسن زوجي دنيا وإيمي فترديدها الدائم أنهما ولديها، وتعليقهما المستمر أنها أُمٌّ حقيقية لهما ودعوتها لهم جميعًا بالستر وأن “يبعد الله عنهم شر العين”.
ببساطة حزنت على دلال عبد العزيز لأنها حقيقية بسيطة “جدعة” وتمثل جزءًا من حياة إنسانة جميلة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 4,324
هذا المقال إهداء إلى روح الفنانة دلال عبد العزيز
link https://ziid.net/?p=88961